المنتقى في مسائل الرقى

138 20 2MB

Arabic Pages [65] Year 1436

Report DMCA / Copyright

DOWNLOAD FILE

المنتقى في مسائل الرقى

Citation preview

‫مكتب البحوث والدراسات‬ ‫الطبعة الثانية‬ ‫‪ 1437‬هـ‬ ‫‪1‬‬

« 2

‫مقدمة أمير مكتب البحوث والدراسات‪:‬‬ ‫احلمد هلل الواحد القهار‪ ،‬والصالة والسالم عىل النبي املختار‪ ،‬وعىل آله‬ ‫وصحبه األبرار‪ ،‬أما بعد‪:‬‬ ‫فإن األمراض اليت يصاب بها اإلنسان ثالثة أنواع‪:‬‬ ‫‪ -1‬أمراض عضوية‪.‬‬ ‫‪ -2‬أمراض نفسية‪.‬‬ ‫‪ -3‬أمراض روحية‪.‬‬ ‫والنوع الثالث منه مس اجلان لإلنسان‪ ،‬ودد يوون سببا للنوع األول أو الثاين‪،‬‬ ‫أو لوليهام‪...‬‬ ‫قال يف التحرير والتنوير ‪" :550/2‬جيوز عندنا أن توون هذه العلل كلها تنشأ‬

‫املجردات –كاألرواح‪ -‬مل تنوشف‬ ‫توجهات شيطانية‪ ،‬فإن عوامل‬ ‫يف األصل من ّ‬ ‫ّ‬ ‫أرسا رها لنا حتى اآلن‪ ،‬ولعل هلا ارتباطات شعاعية‪."...‬ا‪.‬ـه‬

‫وعن عطاء بن أيب رباح‪ ،‬دال‪ :‬دال يل ابن عباس¶‪ :‬أال أريك امرأة من‬ ‫أهل اجلنة؟ دلت‪ :‬بىل‪ .‬دال‪ :‬هذه املرأة السوداء أتت النبي ☺فقالت‪ :‬إين ُأرصع‬ ‫وإين أتوشف فادع اهلل يل‪ .‬دال‪( :‬إن شئت صربت ولك اجلنة‪ ،‬وإن شئت دعوت‬ ‫اهلل أن يعافيك)‪ .‬فقالت‪ :‬أصرب‪ .‬فقالت‪ :‬إين أتوشف‪ ،‬فادع اهلل أن ال أتوشف‪.‬‬ ‫فدعا هلا‪[ .‬متفق عليه]‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫اْلبِ َ‬ ‫يث َغ َل َبنِي‪ُ ،‬ث َّم َدا َل خت‬ ‫وروي يف شأهنا أهنا دالت لرسول اهلل ☺‪ :‬إِ َّن َه َذا خ َ‬ ‫لِرس ِ‬ ‫اْلبِ َ‬ ‫جي ِر َد ِين‪َ ،‬فدَ َعا َهلا‪َ ،‬ف َوا َن خت إِ َذا َأ َح َّس خت َأ خن‬ ‫ول اهللِ ☺‪ :‬إِ ِين َأ َخ ُ‬ ‫اف خ َ‬ ‫يث َأ خن ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َي خأتِ َي َها َت خأ ِت َأ خس َت َار ا خل َو خع َب ِة‪َ ،‬ف َي خع َل ُق ِبَا‪َ ،‬ف َت ُق ُ‬ ‫ول َل ُه‪ :‬خ‬ ‫ب َعنخ َها‪[ .‬مسند البزار‪:‬‬ ‫اخ َس خأ‪َ ،‬ف َي خذ َه ُ‬ ‫‪.]367/1‬‬

‫بعد أن ذكر طرق هذا احلديث‪:‬‬ ‫قال احلافظ ابن حجر العسقالني‬ ‫"ودد يؤخذ من الطرق التي أوردهتا أن الذي كان بأ ّم زفر كان من َرص ِع اجلن‪ ،‬ال‬

‫من رصع اْللط"‪ .‬ا‪.‬ـه [فتح الباري ‪.]143/10‬‬

‫والتداوي من هذه األمراض مرشوع‪ ،‬فقد أخرج اإلمام أمحد يف مسنده‬ ‫(‪ )394\30‬بسند صحيح من حديث ُأ َس َام َة خب ِن َ ِ‬ ‫‪َ ،‬د َال‪َ :‬أتَ خي ُت النَّبِ َّي‬ ‫َشيك‬ ‫☺ و َأصحابه ِعنخدَ ه ك ََأنَّام َع َىل رء ِ‬ ‫وس ِه خم ال َّط خ ُْي‪َ ،‬د َال‪َ :‬ف َس َّل خم ُت َع َل خي ِه‪َ ،‬و َد َعدخ ُت‪،‬‬ ‫َ خ َ ُُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫اب‪َ ،‬ف َس َأ ُلو ُه َف َقا ُلوا‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫ول اهللِ‪َ ،‬نتَدَ َاوى؟ َد َال‪َ « :‬ن َع خم‪،‬‬ ‫َد َال‪َ :‬ف َجا َءت خاألَ خع َر ُ‬ ‫تَدَ اووا‪َ ،‬ف ِإ َّن اهلل َمل ي َضع داء إِ َّال و َضع َله دواء َغْي داء و ِ‬ ‫احد خاهل َ َر ُم»‪.‬‬ ‫َ خَ خ َ ً َ َ ُ ََ ً خَ َ َ‬ ‫َ خ‬ ‫ومن أعظم التداوي وأنجعه‪ ،‬وأشمله وأنفعه‪ ،‬التداوي بالردية‪ ،‬ففيها شفاء‬ ‫بإذن اهلل من كل داء؛ سواء كان من األدواء العضوية أو النفسية أو الروحية‪.‬‬ ‫وإن املسلم ال سيام يف دار اإلسالم دد ُيصاب ببعض تلك األدواء‪ ،‬فربام ُيبرت أو‬ ‫جيرح‪ ،‬وربام ُيصاب بحالة نفسية جراء دصف أو هدم‪ ،‬وربام ُيصاب بمس بسبب‬ ‫استعانة الوفار واملرتدين باجلن يف حرب الدولة اإلسالمية‪ ،‬ولقد ودفنا عىل‬ ‫حاالت من دبيل ذلك‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫لذا فقد دمنا يف (مكتب البحوث والدراسات) بوضع مبحث يف أهم مسائل‬

‫الردية‪ ،‬وما حيتاجه الرادي واملردي‪ ،‬لينهل منه كل مسلم‪ ،‬تعلام وتعليام‪.‬‬

‫نسأل اهلل أن يرزدنا إخالص الينات‪ ،‬وينفع بام نوتب املسلمني واملسلامت‪،‬‬ ‫وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب الربيات‪.‬‬

‫│‬

‫‪5‬‬

‫الباب األول‪ :‬المقدمات‬ ‫إن لكل علم مقدمات ينبغي أن ال تغفل‪ ،‬فبها يُعرف حده‪ ،‬ويوقف على‬ ‫منزلته ومكانته‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حل َّمى‬ ‫قال ابن األثري‬ ‫والر خد َي ُة‪ :‬ال ُعوذة ا َّلتي ُي خر َدى ِبَا َصاح ُ‬ ‫ب خاآل َفة كا ُ‬ ‫‪ُّ :‬‬ ‫ْي َذل ِ َك ِمن خاآل َف ِ‬ ‫والَّصع َو َغ خ ِ‬ ‫ات‪ )1(.‬ا‪.‬ـه‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫رؤبة‪:‬‬ ‫وجاء يف لسان العرب [‪ :]332\14‬وا ُّلر خد َية‪ :‬ال ُعوذة‪َ ،‬م خع ُرو َفة‪َ ،‬د َال خ‬ ‫فَمَا تَرَكا مِن عُوذَةٍ يَعْرِفانها‬

‫وَلَا رُقْيَةٍ إِلَّا ِبهَا رَقَيَاني‬

‫دى‪َ ،‬و َت ُق ُ‬ ‫ور ِد ّي ًا‪،‬‬ ‫َو خ َ‬ ‫اس َ خرت َد خيتُه َفر َد ِاين ُر خد َية‪َ ،‬ف ُه َو راق‪َ ،‬و َددخ َر َداه َر خدي ًا ُ‬ ‫ول‪ :‬خ‬ ‫اجل خم ُع ُر ً‬ ‫ِ‬ ‫ور ِد ّي ًا إِ َذا َع َّو َذ و َن َف َث ِيف‬ ‫ورجل َر َّداء‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫الرادي ُر خدي ًة ُ‬ ‫دى‪ُ ،‬ي َق ُال‪َ :‬ر َدى َّ‬ ‫صاحب ُر ً‬ ‫ُعو َذتِه‪ ،‬وامل خَر ِد ُّي َي خس َ خرتدي‪َ ،‬و ُه ُم الرا ُد َ‬ ‫ون‪ .‬ا‪.‬ـه‬

‫│‬

‫)‪ )1‬النهاية يف غريب احلديث واألثر (‪.)254\2‬‬ ‫‪6‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬ ‫لقد جاءت أدلة عديدة تدل على أصل مشروعية الرقية‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫‪َ ،‬د َال‪َ :‬هنَى َر ُس ُ‬ ‫الر َدى‪َ ،‬ف َجا َء ُآل َع خم ِرو خب ِن‬ ‫عن َجابِر‬ ‫ول اهلل ☺ َع ِن ُّ‬ ‫ول اهللِ ☺‪َ ،‬ف َقا ُلوا‪ :‬يا رس َ ِ‬ ‫َح خزم إِ ََل رس ِ‬ ‫َت ِعنخدَ نَا ُر خد َية ن خَر ِدي ِبَا ِم َن‬ ‫ول اهلل‪ ،‬إِ َّن ُه كَان خ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ا خل َع خق َر ِ‬ ‫وها َع َل خي ِه‪َ ،‬ف َق َال‪َ « :‬ما َأ َرى َب خأ ًسا؛ َم ِن‬ ‫الر َدى‪َ ،‬د َال‪َ :‬ف َع َر ُض َ‬ ‫ب‪َ ،‬وإِن ََّك َهنَ خي َت َع ِن ُّ‬ ‫اس َت َط ِ‬ ‫خاه َف خلينخ َفعه»‪)1(.‬‬ ‫اع منخو خُم َأ خن َينخ َف َع َأ َ ُ َ خ ُ‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعن َأن ِ‬ ‫ص ِيف‬ ‫الر َدى‪َ -‬د َال‪ُ :‬ر ِخ َ‬ ‫َس خب ِن َمالك ◙‪- ،‬يف ُّ‬ ‫ني‪)4( .‬‬ ‫َوالن خَّم َل ِة‪َ )3(،‬وا خل َع خ ِ‬

‫احلم ِة‪)2(،‬‬ ‫خ‬

‫َُ‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجل ِ‬ ‫اهلِ َّي ِة‪َ ،‬ف ُق خلنَا َيا‬ ‫وعن َع خوف خب ِن َمالك األَ خش َجع ِي ◙ َد َال‪ُ :‬كنَّا ن خَردي يف خ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َر ُس َ‬ ‫الر َدى َما َ خمل‬ ‫ول اهللِ‪َ ،‬ك خي َ‬ ‫َل ُر َداك خُم‪ ،‬الَ َب خأ َس بِ ُّ‬ ‫ف ت ََرى يف َذل َك؟ َف َق َال‪« :‬ا خعر ُضوا َع َ َّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َشك»‪)5( .‬‬ ‫َي ُو خن فيه خ‬ ‫ني‪)6( .‬‬ ‫اَّللِ ☺ َأ خن ُي خس َرت َدى ِم َن ال َع خ ِ‬ ‫وعن َع ِائ َش َة ▲ َدا َل خت‪َ :‬أ َم َر َر ُس ُ‬ ‫ول َّ‬ ‫خ‬

‫)‪ )1‬صحيح مسلم (‪.)19\7‬‬

‫)‪ (2‬دال ابن األثْي يف النهاية [‪ :]446\1‬احلمة بِالت خ ِ ِ‬ ‫الس ُّم‪َ ،‬و َددخ ُي َشدّ د‪َ ،‬و َأنخو ََر ُه خ َ‬ ‫األ خز َه ِر ُّي‪ ،‬و ُي خط َلق‬ ‫َّخفيف‪َّ :‬‬ ‫َُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رصد‪َ ،‬و خاهلَا ُء ف َيها ع َوض‬ ‫للمجاورة‪ ،‬ألَ َّن َّ‬ ‫َع َىل إ خبرة ال َع خقرب ُ‬ ‫السم من َخها ََيخرج‪ ،‬وأص ُلها ُمحَو‪َ ،‬أ خو ُمحَي بِ َو خزن ُ َ‬ ‫او ا خملَح ُذو َف ِة َأ ِو ا خلي ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء‪ .‬ا‪.‬ـه‬ ‫َ‬ ‫م َن ا خل َو ِ خ‬ ‫)‪ )3‬دال ابن األثْي يف النهاية [‪ :]120\5‬الن خَّم َل ُة‪ُ :‬دروح َ خ‬ ‫َت ُرج ِيف اجلَنخب‪ .‬ا‪.‬ـه‬ ‫)‪ )4‬صحيح مسلم (‪.)18\7‬‬ ‫)‪ )5‬صحيح مسلم (‪.)19\7‬‬ ‫)‪ )6‬صحيح البخاري‪ ،)132\7( :‬صحيح مسلم‪.)17\7 ( :‬‬ ‫‪7‬‬

‫ويظهر من خالل هذه األدلة أن رسول اهلل ☺ كان دد هنى عن الردى عموم ًا‬ ‫يف أول األمر؛ ملا كان فيها من الرشك‪ ،‬ثم خص بعض الردى باإلباحة؛ ْللوها من‬ ‫الرشك‪ ،‬ثم أباح الردى عىل وجه العموم برشط خلوها من الرشك‪ ،‬ثم ورد الندب‬ ‫إليها بنفس الرشط‪.‬‬

‫│‬

‫‪8‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬ ‫لقد دلت األدلة الشرعية على عظيم فضل الرقية‪ ،‬والفوائد اجلليلة اليت‬ ‫فيها‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬أنه يتحقق بها أحد مظاهر التوحيد بالعبودية هلل تعاىل وذلك‬ ‫باالستعانة به وحده ال شريك له‪.‬‬ ‫وذلك ملا أرشد اهلل تعاَل عباده يف سورة الفاحتة يف دوله‪ :‬ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ‬ ‫ﭥﭼ [الفاحتة‪.]5 :‬‬

‫َت َم ُع َأ خص َل خ ِ‬ ‫اَّللِ‪َ ،‬و ِاال خعتِ َام ُد‬ ‫قال اإلمام ابن القيم‬ ‫‪َ :‬و ِاال خستِ َعا َن ُة َ خ‬ ‫ني‪ :‬ال ِث َق ُة بِ َّ‬ ‫َع َلي ِه‪َ ،‬ف ِإ َّن ا خلعبدَ َددخ يثِ ُق بِا خلو ِ‬ ‫َّاس‪َ ،‬و َال َي خعت َِمدُ َع َل خي ِه ِيف ُأ ُم ِ‬ ‫اح ِد ِم َن الن ِ‬ ‫ور ِه َم َع ثِ َقتِ ِه بِ ِه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َخ‬ ‫خ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬ ‫اجتِ ِه إِ َل خي ِه‪َ ،‬ول ِ َعدَ ِم َم خن َي ُقو ُم‬ ‫حل َ‬ ‫ال خست خغنَائه َعنخ ُه‪َ ،‬و َددخ َي خعتَمدُ َع َل خيه َم َع َعدَ ِم ث َقته بِه َ‬ ‫َاج إِ ََل ا خعتِ َام ِد ِه َع َل خي ِه‪َ ،‬م َع َأنَّ ُه َغ خ ُْي َواثِق بِ ِه‪َ ،‬والت ََّوك ُُّل َم خعنًى َي خلت َِئ ُم ِم خن‬ ‫َم َقا َم َه‪َ ،‬ف َي خحت ُ‬ ‫َأ خص َل خ ِ‬ ‫ني‪ِ :‬م َن ال ِث َق ِة‪َ ،‬و ِاال خعتِ َام ِد‪َ ،‬و ُه َو َح ِقي َق ُة ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭼ [الفاحتة‪،]5 :‬‬ ‫ان خاألَص َال ِن و ُُها التَّوك ُُّل‪ ،‬وا خل ِعباد ُة َددخ ُذكِرا ِيف ا خل ُقر ِ‬ ‫آن ِيف ِعدَّ ِة مو ِ‬ ‫َو َه َذ َ‬ ‫اض َع‪َ ،‬د َر َن‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫خ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫يها‪َ ،‬ه َذا َأ َحدُ َها‪ )1( .‬ا‪.‬ـه‬ ‫َب خين َُه َام ف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر خد َي ِة ِمن َخها‪ :‬ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭼ‬ ‫وقال‬ ‫‪َ :‬و َددخ د َيل‪ :‬إِ َّن َم خوض َع ُّ‬ ‫َني ِمن َأ خدوى َأجز ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َأ َّن َهات خ ِ‬ ‫اء َه َذا الدَّ َو ِاء‪َ ،‬ف ِإ َّن ِف ِ‬ ‫يه َام ِم خن‬ ‫خ َ‬ ‫َني ا خلوَل َمت خ ِ خ َ‬ ‫[الفاحتة‪َ ،]5 :‬و َال َر خي َ‬ ‫ُّل‪ ،‬و ِاال خلتِج ِ‬ ‫اء َو ِاال خستِ َعان َِة‪َ ،‬و ِاال خفتِ َق ِ‬ ‫ُع ُمو ِم ال َّت خف ِو ِ‬ ‫ار َوال َّط َل ِ‬ ‫ني‬ ‫اجل خم ِع َب خ َ‬ ‫َ‬ ‫يض َوالت ََّوك ِ َ‬ ‫ب‪َ ،‬و خ َ‬ ‫ات‪ ،‬و ِهي ِعباد ُة الرب وحدَ ه‪ ،‬و َأ خَش ِ‬ ‫َأ خع َىل ا خل َغاي ِ‬ ‫ف ا خل َو َس ِائ ِل َو ِه َي ِاال خستِ َعا َن ُة بِ ِه َع َىل‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َّ ِ َ خ ُ َ َ‬ ‫)‪ )1‬مدارج السالوني (‪.)96\1‬‬ ‫‪9‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِع َبا َدتِ ِه‪َ ،‬ما َل خي َس ِيف َغ خ ِ‬ ‫يب‬ ‫ْي َها‪َ ،‬و َل َقدخ َم َّر ِيب َو خدت بِ َم َّو َة َسق خم ُت فيه‪َ ،‬و َف َقدخ ُت ال َّطبِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوالدَّ َوا َء‪َ ،‬ف ُون ُخت َأتَ َعا َل ُج ِبَا ُ‬ ‫ارا‪ُ ،‬ث َّم‬ ‫َش َب ًة م خن َماء َز خم َز َم َو َأ خد َر ُؤ َها َع َل خي َها م َر ً‬ ‫آخ ُذ َ خ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رص ُت َأ خعت َِمدُ َذل ِ َك ِعنخدَ كَثِْي ِم َن خاألَ خو َجا ِع‬ ‫َأ خ َ‬ ‫َش ُب ُه َف َو َجدخ ُت بِ َذل َك ا خل ُ خرب َء التَّا َّم‪ُ ،‬ث َّم خ‬ ‫َف َأنخت َِف ُع ِبَا َغا َي َة ِاالنختِ َفاعِ‪ )1( .‬ا‪.‬ـه‬ ‫ودال تعاَل‪ :‬ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ [األعراف‪.]180 :‬‬

‫ودال تعاَل‪ :‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﭼ‬ ‫[اإلرساء‪.]110 :‬‬

‫وعن النعامن بن بشْي‬ ‫ِ‬ ‫َجب َلوُم»‪)2(.‬‬ ‫ربوم‪ :‬ا خد ُع ِ‬ ‫وين َأ خست خ خ‬ ‫ُّ‬

‫‪ ،‬عن النبي ☺دال‪« :‬الدُّ عاء هو ِ‬ ‫العبادةُ‪ ،‬دال‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬

‫ثانياً‪ :‬أنها تتضمن صورة من صور مالزمة كتاب اهلل وعدم هجره‪ ،‬الذي‬ ‫منه هجر االستشفاء به‪.‬‬ ‫أنواع هجر القرآن‪ ،‬فقال‪ :‬هجر ِاال خستِ خش َفاء‬ ‫ذكر اإلمام ابن القيم‬ ‫والتداوي بِ ِه ِيف َ ِ‬ ‫َجيع أمراض ا خلقلب وأدوائها‪ ،‬فيطلب ِش َفاء دائه من َغْيه‪ ،‬وهيجر‬ ‫التَّدَ ِ‬ ‫اوي بِ ِه‪ ،‬وكل َه َذا َداخل ِيف َد خوله‪:‬ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬ ‫ﯟ ﯠ ﭼ [الفردان‪ )3(.]30 :‬ا‪.‬ـه‬

‫)‪ )1‬زاد املعاد (‪.)164\4‬‬

‫)‪ )2‬رواه أبو داود يف سننه (‪ ،)603\2‬والرتمذي يف سننه (‪ ،)211\5‬ودال‪َ :‬ه َذا َح ِديث َح َسن َص ِحيح‪.‬‬ ‫)‪ )3‬الفوائد (‪.)82\1‬‬

‫‪10‬‬

‫ثالثاً‪ :‬وردت اإلشارة إليها يف القرآن الكريم يف معرض ذكر أشد األمراض‪،‬‬ ‫وهو املوت الذي ال يدفع بدواء‪ ،‬فتضمن ذلك الداللة على أنها أجنع األدوية‪.‬‬

‫دال تعاَل‪ :‬ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭼ‬ ‫قال اإلمام الطربي‬

‫[القيامة‪.]27 – 26 :‬‬

‫‪ :‬يقول تعاَل ذكره‪ :‬ودال أهله‪ :‬من ذا يرديه ليشفيه‬

‫مما دد نزل به‪ ،‬وطلبوا له األطباء واملداوين‪ ،‬فلم يغنوا عنه من أمر اهلل الذي دد‬ ‫نزل به شيئا‪ )1( .‬ا‪.‬ـه‬ ‫رابعاً‪ :‬تدخل يف عموم ما ورد من استحباب التداوي‪ ،‬إضافة ملا ثبت الندب‬ ‫إليها على وجه اخلصوص مما سبق ذكره يف أدلة املشروعية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َع خن ُأ َس َام َة خب ِن َ ِ‬ ‫اب‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫اَّللِ‪َ ،‬أ َال‬ ‫َشيك‬ ‫‪َ ،‬د َال‪َ :‬دا َلت األَ خع َر ُ‬ ‫ول َّ‬ ‫نت اوى؟ َد َال‪« :‬نعم‪ ،‬يا ِعباد ِ‬ ‫اَّلل َمل خ َي َض خع َدا ًء إِ َّال َو َض َع َل ُه ِش َفا ًء‪ ،‬إِ َّال‬ ‫َ َدَ َ‬ ‫َ َ خ َ َ َ َّ‬ ‫اَّلل تَدَ َاو خوا‪َ ،‬ف ِإ َّن َّ َ‬ ‫ول اَّللِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪« :‬اهلرم»‪)2(.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫؟‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َدا ًء َواحدً ا»‪َ ،‬دا ُلوا‪َ :‬يا َر ُس َ َّ َ‬ ‫خامساً‪ :‬صورة من صور التوكل على اهلل‪ ،‬اجلامع بني األخذ باألسباب‬ ‫املشروعة‪ ،‬مع تفويض األمر هلل‪.‬‬ ‫دال تعاَل‪ :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬

‫ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﭼ [التغابن‪.]13 :‬‬

‫)‪ )1‬تفسْي الطربي (‪.)75\24‬‬

‫)‪ )2‬رواه الرتمذي يف سننه (‪ ،)383\4‬ودال‪َ :‬و َه َذا َح ِديث َح َسن َص ِحيح‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫َو َع خن َأ ِيب ُه َر خي َر َة ◙‪َ ،‬د َال‪َ :‬د َال َر ُس ُ‬ ‫ول اهللِ ☺‪« :‬ا خمل ُ خؤ ِم ُن ا خل َق ِو ُّي‪َ ،‬خ خْي‬ ‫و َأحب إِ ََل اهلل ِ ِمن ا خمل خؤ ِم ِن َّ ِ ِ ِ‬ ‫است َِع خن‬ ‫َ ُ‬ ‫اح ِر خ‬ ‫الضعيف‪َ ،‬ويف ك ٍُّل َخ خْي‪ ،‬خ‬ ‫َ َ ُّ‬ ‫ص َع َىل َما َينخ َف ُع َك‪َ ،‬و خ‬ ‫بِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َت ُق خل َل خو َأ ِين َف َع خل ُت ك َ‬ ‫َشء‪َ ،‬ف َ‬ ‫َان ك ََذا َوك ََذا‪َ ،‬و َل ِو خن ُد خل‬ ‫َّ‬ ‫اَّلل َوالَ َت خع َج خز‪َ ،‬وإ خن َأ َص َاب َك َ خ‬ ‫ِ‬ ‫الشي َط ِ‬ ‫ان»‪)1(.‬‬ ‫َددَ ُر اهلل َو َما َشا َء َف َع َل‪َ ،‬ف ِإ َّن َل خو َت خفت َُح َع َم َل َّ خ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يح ِة خاألَ خم ُر بِالتَّدَ ِاوي َو َأنَّ ُه‬ ‫قال اإلمام ابن القيم‬ ‫الصح َ‬ ‫‪َ :‬ويف خاألَ َحاديث َّ‬ ‫احلر‪ ،‬وا خلرب ِد بِ َأ خضدَ ِ‬ ‫َال ين َِايف ال َّتوك َُّل‪ ،‬كَام َال ين َِاف ِ‬ ‫اجلَ خو ِع َوا خل َع َط ِ‬ ‫يه َد خف ُع َد ِاء خ‬ ‫اد َها‪،‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ش‪َ ،‬و خ َ ِ َ َ خ‬ ‫اَش ِة خاألَسب ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل ُم خقت ََض َيات‬ ‫خ َ‬ ‫اب ا َّلتي ن ََص َب َها َّ ُ‬ ‫َب خل َال تَت ُّم َحقي َق ُة الت خَّوحيد إِ َّال بِ ُم َب َ َ‬ ‫ِ‬ ‫َش ًعا‪َ ،‬و َأ َّن َت خعطِي َل َها َي خقدَ ُح ِيف َن خف ِ‬ ‫س الت ََّوك ِ‬ ‫ُّل‪ ،‬ك ََام َي خقدَ ُح ِيف خاألَ خم ِر‬ ‫مل ُ َس َّب َب ِاهتَا َددَ ًرا َو َ خ‬ ‫َو خ ِ‬ ‫احلو َخم ِة َو ُي خض ِع ُف ُه ِم خن َح خي ُث َي ُظ ُّن ُم َع ِط ُل َها َأ َّن ت خَرك ََها َأ خد َوى ِيف الت ََّوك ِ‬ ‫ُّل‪َ ،‬ف ِإ َّن ت خَرك ََها‬ ‫اَّللِ ِيف ُح ُص ِ‬ ‫َع خجز ُين َِايف الت ََّوك َُّل ا َّل ِذي َح ِقي َق ُت ُه ا خعتِ َام ُد ا خل َق خل ِ‬ ‫ول َما َينخ َف ُع ا خل َع خبدَ ِيف‬ ‫ب َع َىل َّ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِدين ِ ِه ود خنياه‪ ،‬ود خف ِع ما ي ُ ِ ِ ِ ِ‬ ‫اَش ِة‬ ‫ُض ُه يف دينه َو ُد خن َيا ُه‪َ ،‬و َال ُبدَّ َم َع َه َذا اال خعت َامد م خن ُم َب َ َ‬ ‫َ ُ َ ُ َ َ َ َ ُّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫خَ‬ ‫األ خس َب ِ‬ ‫اب َوإِ َّال ك َ‬ ‫جي َع ُل ا خل َع خبدُ َع خج َز ُه ت ََوك ًُّال َو َال‬ ‫الرش ِع َف َال َ خ‬ ‫َان ُم َع ِط ًال ل خلحو َخمة َو َّ خ‬ ‫ت ََو ُّك َل ُه َع خج ًزا‪ )2( .‬ا‪.‬ـه‬

‫│‬

‫)‪ )1‬رواه مسلم يف صحيحه (‪.)56\8‬‬ ‫)‪ )2‬زاد املعاد (‪.)14\4‬‬ ‫‪12‬‬

‫الفصل الرابع‪:‬‬ ‫املرتبة األوىل‪ :‬أن يرقي املرء نفسه‪ ،‬أو يرقيه غريه من غري طلب منه‪.‬‬

‫فعن عائشة ▲‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬ ‫اَّللِ ☺ ك َ‬ ‫َان إِ َذا خ‬ ‫اش َتوَى َن َف َث َع َىل َن خف ِس ِه‬ ‫ول َّ‬ ‫اش َتوَى وجعه ا َّل ِذي تُو ِيف ِف ِ‬ ‫بِا خملعو َذ ِ‬ ‫ات‪َ ،‬و َم َس َح َعنخ ُه بِ َي ِد ِه‪َ ،‬ف َل َّام خ‬ ‫يه‪َ ،‬ط ِف خق ُت َأن ِخف ُث َع َىل‬ ‫َ َ َُ‬ ‫َُِ‬ ‫ُ َ‬ ‫ات ا َّلتِي ك َ ِ‬ ‫َن خف ِس ِه بِا خملعو َذ ِ‬ ‫ث‪ ،‬و َأمسح بِي ِد النَّبِي ☺ عنخه‪)1( .‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َان َينخف ُ َ خ َ ُ َ‬ ‫َُِ‬ ‫ِ‬ ‫وهو يف هاتني احلالتني ينتفع بطيب كالم اهلل مع ما دام يف نفسه من طيب‬ ‫اإليامن مع كامل اليقني باهلل عز وجل‪.‬‬ ‫ودل عىل أن حال من مل يطلب الردية أكمل من حال من يطلبها ما أخرجه‬ ‫الشيخان من حديث خاب ِن َع َّباس¶‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬ ‫اَّللِ ☺ َد َال‪َ « :‬يدخ ُخ ُل اجلَنَّ َة‬ ‫ول َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْي َ‬ ‫رت ُد َ‬ ‫ِم خن ُأ َّمتِي َس خب ُع َ‬ ‫ون‪َ ،‬و َع َىل‬ ‫ون‪َ ،‬والَ َي َت َط َّ ُ‬ ‫ون َأ خل ًفا بِ َغ خْي ح َساب‪ُ ،‬ه ُم ا َّلذي َن الَ َي خس َ خ‬ ‫ون»‪)2( .‬‬ ‫َر ِبِ خم َيت ََو َّك ُل َ‬ ‫وجاء يف أحد ألفاظ احلديث عند مسلم‪« :‬ال يردون»‪ ،‬وهي لفظة منورة؛ فإن‬ ‫رسول اهلل ☺ ردى نفسه‪ ،‬وردى غْيه‪ ،‬وهو أكمل الناس توك ً‬ ‫ال‪ ،‬وأمتهم‬ ‫توحيد ًا‪ ،‬وأعالهم منزلة‪ ،‬وأوفاهم ددر ًا عند اهلل تبارك وتعاَل‪.‬‬ ‫‪َ :‬ف َه ُؤ َال ِء ِم خن ُأ َّمتِ ِه َو َددخ َمدَ َح ُه خم بِ َأ َّهنُ خم َال‬ ‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية‬ ‫ْي ِه َأ خن ير ِديه‪ ،‬والر خدي ُة ِمن نَو ِع الدُّ ع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِم خن َغ خ ِ‬ ‫اء‪َ ،‬وك َ‬ ‫َان‬ ‫َ‬ ‫َ خ َ ُ َ ُّ َ خ خ‬ ‫يسرتدون؛ َواال خس ِ خرت َدا ُء َأ خن َي خط ُل َ‬

‫)‪ )1‬صحيح البخاري (‪.)11\6‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪ ،)100\8‬صحيح مسلم (‪.)136\1‬‬ ‫‪13‬‬

‫ِ‬ ‫ب ِم خن َأ َحد َأ خن َي خر ِد َي ُه‪َ ،‬و ِر َوا َي ُة َم خن َر َوى ِيف َه َذا‪:‬‬ ‫ُه َو ☺ َي خردي َن خف َس ُه َو َغ خ َْي ُه َو َال َي خط ُل ُ‬ ‫« َال َي خر ُد َ‬ ‫ون» َض ِعي َفة َغ َلط‪ )1( .‬ا‪.‬ـه‬ ‫ِ‬ ‫احل ِد ِ‬ ‫يث « َال َي خر ُد َ‬ ‫ون» َغ َلط ِم َن‬ ‫وقال اإلمام ابن القيم‬ ‫‪َ :‬ف َق خو ُل ُه يف خ َ‬ ‫الر ِ‬ ‫اوي‪َ ،‬س ِم خع ُت َش خي َخ خ ِ‬ ‫اإل خس َال ِم ابن تيمية َي ُق ُ‬ ‫احلَ ِد ُ‬ ‫ول َذل ِ َك‪َ .‬د َال‪َ :‬وإِن ََّام خ‬ ‫يث‪ُ « :‬ه ُم‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اجلنَّ َة بِ َغ خ ِ‬ ‫رت ُد َ‬ ‫ْي ِح َساب لِو ََام ِل‬ ‫ون»‪ُ .‬د خل ُت‪َ :‬و َذل َك ألَ َّن َه ُؤ َالء َد َخ ُلوا خ َ‬ ‫ا َّلذي َن َال َي خس َ خ‬ ‫تَو ِح ِ‬ ‫يد ِه خم‪َ ،‬و ِهلَ َذا َن َفى َعن ُخه ُم ِاال خس ِ خرت َدا َء‪َ ،‬و ُه َو ُس َؤ ُال الن ِ‬ ‫وه خم‪َ .‬و ِهلَ َذا َد َال‪:‬‬ ‫َّاس َأ خن َي خر ُد ُ‬ ‫خ‬ ‫ون»‪َ ،‬فلِو ََام ِل ت ََوكُّلِ ِه خم َع َىل َر ِ ِب خم َو ُسو ِ ِ‬ ‫« َو َع َىل َر ِبِ خم َيت ََو َّك ُل َ‬ ‫ُوهن خم إِ َل خي ِه‪َ ،‬وثِ َقتِ ِه خم بِ ِه‪،‬‬ ‫اهم َعنخ ُه‪َ ،‬وإِن َخز ِ‬ ‫ال َح َو ِائ ِج ِه خم بِ ِه َال َي خس َأ ُل َ‬ ‫ون النَّا َس َش خي ًئا َال ُر خد َي ًة َو َال َغ خ َْي َها‪َ ،‬و َال‬ ‫َو ِر َض ُ خ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص الت خَّو ِحيدَ َوت خُض ِع ُف ُه‪.‬‬ ‫حي ُص ُل َهلُ خم ط َ َْية ت َُصدُّ ُه خم َع َّام َي خقصدُ و َن ُه‪َ ،‬ف ِإ َّن ال ِط َ َْي َة ُتنخق ُ‬ ‫َخ‬ ‫َد َال‪ :‬والر ِ‬ ‫ادي ُمت ََصدِ ق ُُم ِخسن‪َ ،‬وا خمل ُ خس َ خرت ِدي َس ِائل َوالنَّبِ ُّي ☺ َر َدى‪َ ،‬و َملخ َي خس َ خرت ِق‪،‬‬ ‫َ َّ‬ ‫اع ِمنخو خُم َأ خن َينخ َف َع َأ َخا ُه َف خل َينخ َف خع ُه»‪ )2(.‬ا‪.‬ـه‬ ‫اس َت َط َ‬ ‫َو َد َال‪َ « :‬م ِن خ‬ ‫املرتبة الثانية‪ :‬أن يرقيه غريه بطلب منه‪.‬‬ ‫وهذه املرتبة أدل من سابقتها؛ ملا بيناه‪ ،‬كام أن هلا أحوا الً من حيث نفعها‬ ‫بحسب الرادي‪ ،‬وبحسب من املردي‪ ،‬وبحسب ما ُيردى به‪.‬‬

‫)‪ )1‬جمموعة الفتاوى (‪.)328\1‬‬ ‫)‪ )2‬زاد املعاد (‪.)476\1‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪َ ،‬د َال‪َ :‬د َال َر ُس ُ‬ ‫اَّللِ ☺‪َ « :‬م َث ُل امل ُ خؤ ِم ِن‬ ‫وسى األَ خش َع ِر ِي‬ ‫ول َّ‬ ‫َف َع خن َأ ِيب ُم َ‬ ‫ِ‬ ‫حي َها َط ِيب َو َط خع ُم َها َط ِيب‪َ ،‬و َم َث ُل امل ُ خؤ ِم ِن ا َّل ِذي الَ‬ ‫ا َّل ِذي َي خق َرأ ُ ال ُق خر َ‬ ‫آن ك ََم َث ِل األُت ُخر َّجة‪ِ ،‬ر ُ‬ ‫ِ‬ ‫يح َهلَا َو َط خع ُم َها ُح خلو‪َ ،‬و َم َث ُل املُنَافِ ِق ا َّل ِذي َي خق َرأ ُ ال ُق خر َ‬ ‫َي خق َرأ ُ ال ُق خر َ‬ ‫آن‬ ‫آن ك ََم َث ِل الت خَّم َرة‪ ،‬الَ ِر َ‬ ‫م َث ُل الر خ ِ‬ ‫حي َها َط ِيب َو َط خع ُم َها ُم ٌّر‪َ ،‬و َم َث ُل املُنَافِ ِق ا َّل ِذي الَ َي خق َرأ ُ ال ُق خر َ‬ ‫آن ك ََم َث ِل‬ ‫حيانَة‪ِ ،‬ر ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫طعمها مر»‪)1(.‬‬ ‫احلَنخ َظ َلة‪َ ،‬ل خي َس َهلَا ِريح َو َ خ ُ َ ُ ٌّ‬ ‫فدل احلديث عىل أن دارئ القرآن من أهل اإليامن َجع بني طيب القرآن وطيب‬ ‫اإليامن‪ ،‬وأن دارئ القرآن من أهل النفاق مل حيصل سوى طيب القرآن؛ فرتتب‬ ‫عىل ذلك حاالتان‪:‬‬ ‫فاألوىل‪ :‬أن يكون الراقي من أهل اإلميان والتقوى‪.‬‬ ‫والناس يتفاضلون يف هذا الشأن بحسب تفاضل نفوسهم يف اإليامن‪،‬‬ ‫وتفاضلهم يف احلفظ واإلتقان‪ ،‬اللذان ُها أيضا من اإليامن‪.‬‬ ‫فمن رداه رجل من أهل اإليامن انتفع بطيب نفس املؤمن ‪-‬بحسب ما با من‬ ‫اإليامن‪ ،-‬وبطيب كالم اهلل تعاَل‪.‬‬ ‫‪ :‬و َن خفس الر ِ‬ ‫ادي َت خف َع ُل ِيف َن خف ِ‬ ‫ني‬ ‫قال اإلمام ابن القيم‬ ‫س ا خمل خَر ِد ِي‪َ ،‬ف َي َق ُع َب خ َ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫ني الدَّ ِاء والدَّ و ِاء‪َ ،‬ف َت خقوى َن خفس الر ِ‬ ‫ادي َو ُد َّو ُت ُه‬ ‫َن خف َس خي ِه َام ِف خعل َوان ِخف َعال‪ ،‬ك ََام َي َق ُع َب خ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّللِ‪َ ،‬و َمدَ ُار ت خَأثِ ِ‬ ‫ْي خاألَ خد ِو َي ِة َو خاألَ خد َو ِاء َع َىل ا خل ِف خع ِل‬ ‫الر خد َية َع َىل َذل َك الدَّ اء َف َيدخ َف ُع ُه بِ ِإ خذن َّ‬ ‫بِ ُّ‬ ‫ني الدَّ ِاء والدَّ و ِاء ال َّطبِ ِ‬ ‫َو ِاالن ِخف َع ِ‬ ‫يع َّي خ ِ‬ ‫ني الدَّ ِاء َوالدَّ َو ِاء‬ ‫ني‪َ ،‬ي َق ُع َب خ َ‬ ‫ال‪َ ،‬و ُه َو ك ََام َي َق ُع َب خ َ‬ ‫َ َ‬ ‫)‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)77\7‬صحيح مسلم (‪.)194\2‬‬ ‫‪15‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث وال َّت خف ِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحانِ َّي خ ِ‬ ‫الر َ ِ‬ ‫وب ِة‬ ‫اين‪َ ،‬وال َّطبِيع ُّي‪َ ،‬ويف النَّ خف َ‬ ‫الر َ‬ ‫است َعانَة بِت خل َك ُّ‬ ‫خ‬ ‫ني‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫الر ُط َ‬ ‫وح ُّ‬ ‫ِ‬ ‫و خاهلو ِ‬ ‫س ا خمل ُ َب ِ ِ‬ ‫َت ُر ُج ِم خن َد خل ِ‬ ‫اء‪َ ،‬والنَّ َف ِ‬ ‫الر خد َي َة َ خ‬ ‫اَش ل ِ ُّلر خد َي ِة‪َ ،‬و ِ‬ ‫ب‬ ‫َ ََ‬ ‫الذك ِخر‪َ ،‬والدُّ َعاء‪َ ،‬ف ِإ َّن ُّ‬ ‫اء باطِن ِ ِه ِمن الر ِيق و خاهلو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ادي و َف ِم ِه‪َ ،‬ف ِإ َذا صاحبها َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اء َوالنَّ َف ِ‬ ‫َت‬ ‫س‪ ،‬كَان خ‬ ‫َ ِ َ ََ‬ ‫الر َ‬ ‫َّ‬ ‫َشء م خن َأ خج َز َ‬ ‫َ َََ خ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يهة‬ ‫حي ُص ُل بِاال خزد َواجِ َب خين َُه َام َك خيف َّية ُم َؤ ِث َرة َشبِ َ‬ ‫َأت ََّم ت خَأث ًْيا‪َ ،‬و َأ خد َوى ف خع ًال َو ُن ُفو ًذا‪َ ،‬و َ خ‬ ‫احل ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اد َث ِة ِعنخدَ ت خَركِ ِ‬ ‫يب خاألَ خد ِو َي ِة‪ )1( .‬ا‪.‬ـه‬ ‫بِا خل َو خيف َّية خ َ‬ ‫والثانية‪ :‬أن يكون الراقي من أهل النفاق والفجور‪.‬‬ ‫فمن رداه رجل من أهل النفاق والفجور ادتَّصت منفعته عىل الطيب الذي يف‬ ‫القرآن ال غْي؛ ألن القرآن يبقى طيب ًا بغض النظر عمن درأه‪.‬‬

‫فقد دال اهلل تعاَل‪ :‬ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ‬ ‫ﮯ ﮰ ﮱ ﭼ [اإلرساء‪.]82 :‬‬

‫فالشفاء الذي حيصل بوالم اهلل خاص بأهل اإليامن؛ لوجود املحل القابل‬ ‫عندهم‪ ،‬كل بحسبه فيقبلون عىل استامعه واألنس به‪ ،‬بخالف الظاملني من أهل‬ ‫الوفر الذين ينفرون منه‪ ،‬ويتولون عنه‪.‬‬ ‫دال تعاَل‪ :‬ﭽ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬ ‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬ ‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﭼ [اإلرساء‪.]46 – 45 :‬‬

‫)‪ )1‬زاد املعاد (‪.)164\4‬‬ ‫‪16‬‬

‫وأيضا فإن التفاضل يف الشفاء حيصل بحسب زيادة املحل القابل يف املردي؛‬ ‫فولام ازداد اإليامن ازداد االنتفاع بوالم اهلل وذكره‪ ،‬متاما كام تنتفع القلوب‬ ‫باملوعظة من كتاب اهلل تعاَل أو سنة رسوله ☺ أو كالم أهل العلم‪.‬‬ ‫دال تعاَل‪ :‬ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬ ‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭼ‬ ‫[فاطر‪.]32 :‬‬

‫ِ‬ ‫اَّلل بِ ِه‬ ‫وسى األشعري‬ ‫َو َع خن َأ ِيب ُم َ‬ ‫‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِي ☺ َد َال‪َ « :‬م َث ُل َما َب َع َثني َّ ُ‬ ‫َان ِمنخها ن َِقية‪َ ،‬دبِ َل ِ‬ ‫الع خل ِم‪ ،‬كَم َث ِل ال َغي ِ‬ ‫ِمن اهلدَ ى و ِ‬ ‫ث الوَث ِ ِ‬ ‫ت املَا َء‪،‬‬ ‫اب َأ خر ًضا‪َ ،‬فو َ َ َّ‬ ‫ْي َأ َص َ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ََل والع خشب الوَثِْي‪ ،‬وكَان خ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل ِبَا‬ ‫َ َ‬ ‫َف َأنخ َبتَت الو َ َ َ ُ َ‬ ‫َت من َخها َأ َجاد ُب‪َ ،‬أ خم َسوَت املَا َء‪َ ،‬فنَ َف َع َّ ُ‬ ‫َّاس‪َ ،‬ف َ ِ‬ ‫رش ُبوا َو َس َق خوا َو َز َر ُعوا‪َ ،‬و َأ َص َاب خت ِمن َخها َطائِ َف ًة ُأ خخ َرى‪ ،‬إِن ََّام ِه َي ِدي َعان الَ‬ ‫الن َ‬ ‫ين ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫تكَ ً‬ ‫اَّلل بِ ِه‬ ‫ُمت خ ِس ُك َما ًء َوالَ ُتنخبِ ُ‬ ‫ََل‪َ ،‬ف َذل َك َم َث ُل َم خن َف ُق َه يف د ِ َّ‬ ‫اَّلل‪َ ،‬و َن َف َع ُه َما َب َع َثني َّ ُ‬ ‫َفعلِم وع َّلم‪ ،‬وم َث ُل من َمل ير َفع بِ َذل ِ َك ر خأسا‪ ،‬و َمل ي خقب خل ه ى ِ‬ ‫س خلت ب ِ ِه»‪)1(.‬‬ ‫اَّلل ا َّل ِذي ُأ خر ِ ُ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َ خ خَخ خ‬ ‫َ ً َ خ َ َ ُ دَ َّ‬ ‫اهنَا َأ خمر َينخ َب ِغي ال َّت َف ُّط ُن َل ُه‪َ ،‬و ُه َو َأ َّن‬ ‫قال اإلمام ابن القيم‬ ‫‪َ :‬و َل ِو خن َه ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َافعة َش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اف َية‪،‬‬ ‫َار َو خاآل َيات َو خاألَ خدع َي َة ا َّلتي ُي خست خَش َفى ِبَا َو ُي خر َدى ِبَا‪ ،‬ه َي يف َن خفس َها ن َ‬ ‫خاألَ خذك َ‬ ‫َح ِل‪ ،‬و ُدو َة ُِه ِة ا خل َف ِ‬ ‫ول ا خمل ِ‬ ‫اع ِل َوت خَأثِ َْي ُه‪َ ،‬ف َمتَى َ َ‬ ‫َو َل ِو خن ت خَستَدخ ِعي َد ُب َ‬ ‫الش َفا ُء ك َ‬ ‫ف ِ‬ ‫َان‬ ‫َت َّل َ‬ ‫َ َّ َّ‬ ‫يه يمنَع َأ خن ينخجع ِف ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْي ا خل َف ِ‬ ‫ل ِ َضع ِ‬ ‫اع ِل‪َ ،‬أ خو ل ِ َعدَ ِم َد ُب ِ‬ ‫ف ت خَأثِ ِ‬ ‫يه‬ ‫ول ا خملُنخ َفع ِل‪َ ،‬أ خو ملَانع َد ِو ٍّي ف َ خ ُ َ َ َ‬ ‫خ‬ ‫ُون َذل ِ َك ِيف خاألَ خد ِو َي ِة َو خاألَ خد َو ِاء ا خ ِ‬ ‫حل ِس َّي ِة‪َ ،‬ف ِإ َّن َعدَ َم ت خَأثِ ِ‬ ‫ْي َها َددخ َيو ُ‬ ‫الدَّ َوا ُء‪ ،‬ك ََام َيو ُ‬ ‫ُون‬ ‫ُ ِ‬ ‫ل ِ َعدَ ِم َد ُب ِ‬ ‫ُون ملَانِع َد ِو ٍّي َي خمن َُع ِم َن ا خدتِ َض ِائ ِه َأث ََر ُه‪،‬‬ ‫ول ال َّطبِي َع ِة ل ِ َذلِ َك الدَّ َو ِاء‪َ ،‬و َددخ َيو‬ ‫ت الدَّ واء بِ َقبول تَام ك َ ِ‬ ‫َف ِإ َّن ال َّطبِيع َة إِ َذا َأ َخ َذ ِ‬ ‫ب َذلِ َك ا خل َق ُب ِ‬ ‫اع ا خل َبدَ ِن بِ ِه بِ َح خس ِ‬ ‫ول‪،‬‬ ‫َان انخت َف ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ٍّ‬ ‫)‪ )1‬صحيح البخاري‪ ،)27\1( :‬صحيح مسلم‪.)63\7( :‬‬ ‫‪17‬‬

‫يذ بِ َقبول تَام‪ ،‬وك َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر َدى َوال َّت َع ِ‬ ‫ُهة‬ ‫ٍّ َ‬ ‫او َ ُ‬ ‫َفو ََذل َك ا خل َق خل ُ‬ ‫َان ل َّلرادي َن خفس َف َّعا َلة َو ِ َّ‬ ‫ب إِ َذا َأ َخ َذ ُّ‬ ‫ُم َؤ ِث َرة ِيف إِ َزا َل ِة الدَّ ِاء‪ )1( .‬ا‪.‬ـه‬

‫فهي تتعلق بتناسب الردية مع نوع الداء؛ كتناسب نوع الدعاء لنوع احلاجة‪.‬‬ ‫ظ َزك ِ‬ ‫ول اَّللِ ☺ بِ ِح خف ِ‬ ‫ِ‬ ‫َاة َر َم َض َ‬ ‫ان‬ ‫فعن َأ ِيب ُه َر خي َر َة ◙‪َ ،‬د َال‪َ :‬و َّك َلني َر ُس ُ َّ‬ ‫َف َأت َِاين آت َف َج َع َل َحي ُثو ِم َن ال َّط َعا ِم َف َأ َخ خذ ُت ُه‪َ ،‬ف ُق خل ُت َألَر َف َعن ََّك إِ ََل رس ِ‬ ‫اَّللِ ☺‪-‬‬ ‫ول َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫خ‬ ‫خ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َف َذك ََر احلَ ِد َ‬ ‫ِس‪َ ،‬ل خن َي َز َال َع َل خي َك‬ ‫يث ‪َ ،-‬ف َق َال‪ :‬إ َذا َأ َو خي َت إ ََل ف َراش َك َفا خد َرأ خ آ َي َة الو خُر ِ‬ ‫ِمن اَّللِ ح ِ‬ ‫افظ‪َ ،‬والَ َي خق َر ُب َك َش خي َطان َحتَّى ت خُصبِ َح‪َ ،‬ف َق َال النَّبِ ُّي ☺‪َ « :‬صدَ َد َك َو ُه َو‬ ‫َ َّ َ‬ ‫طان»‪)2(.‬‬ ‫ك َُذوب َذ َ‬ ‫اك َش خي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُب‬ ‫ِس َع َىل ا خمل خَرأ َ ة َو َلدُ َها‪َ ،‬ف َي خوت ُ‬ ‫و ُرو َي َع ِن خاب ِن َع َّباس¶ أنه َد َال‪ :‬إِ َذا َع َ‬ ‫ت ِيف صح َفة ُثم ت خغس ُل َفتُس َقى ِمنخها‪ :‬بِس ِم ِ‬ ‫َني وا خلوَلِام ِ‬ ‫َهات خ ِ‬ ‫َل إِ َّال ُه َو‬ ‫َ خ‬ ‫َني خاآل َيت خ ِ َ‬ ‫َ خ َّ‬ ‫اَّلل َال إِ َ َ‬ ‫خ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ان ِ‬ ‫ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫الس خب ِع َو َر ِب ا خل َع خر ِ‬ ‫ش ا خل َعظِي ِم ﭽ ﰎ ﰏ‬ ‫يم ُس خب َح َ َّ‬ ‫َ‬ ‫الس َم َوات َّ‬ ‫اَّلل َر ِب َّ‬ ‫يم ا خلو َِر ُ‬ ‫احلل ُ‬ ‫ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﭼ [النازعات‪ .]46 :‬ﭽ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ‬ ‫ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﭼ [األحقاف‪)3(.]35 :‬‬

‫)‪ )1‬اجلواب الوايف (‪.)9\1‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪.)123\4‬‬ ‫)‪ )3‬مصنف ابن أيب شيبة (‪.)39\5‬‬ ‫‪18‬‬

‫َان َش خي ُخ خ ِ‬ ‫وقال ابن القيم يف شأن املرعوف‪ :‬ك َ‬ ‫اإل خس َال ِم خاب ُن َت خي ِم َّي َة‬ ‫ِِ‬ ‫ج خب َهته‪ :‬ﭽ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﭼ [هود‪:‬‬ ‫َع َىل َ‬ ‫اع ِ‬ ‫وز كِتَابتُها بِدَ ِم الر ِ‬ ‫ول‪َ :‬ك َتبتُها ل ِ َغ ِ ِ‬ ‫‪َ ،]44‬و َس ِم خع ُت ُه َي ُق ُ‬ ‫ف‪،‬‬ ‫جي ُ َ َ‬ ‫خ َ خ‬ ‫َّ‬ ‫ْي َواحد َف َ َربأ َ ‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬و َال َ ُ‬ ‫وز َأ خن ي خوت ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّللِ َت َع َاَل‪ )1( .‬ا‪.‬ـه‬ ‫جي ُ ُ َ‬ ‫َب بِه ك ََال ُم َّ‬ ‫ك ََام َي خف َع ُل ُه خ ُ‬ ‫اجل َّه ُال‪َ ،‬ف ِإ َّن الدَّ َم نَجس‪َ ،‬ف َال َ ُ‬ ‫ُب‬ ‫َي خوت ُ‬

‫وتتبع هذا الُضب من التناسب يطول جد ًا‪ ،‬وهو باب كبْي يف العالج يفتح اهلل‬ ‫به عىل من يشاء من عباده‪.‬‬

‫│‬

‫)‪ )1‬زاد املعاد (‪.)328\4‬‬ ‫‪19‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬أحكام الرقية‬ ‫إن للرقية أحكاما كثرية‪ ،‬ومسائل عديدة‪ ،‬قد خفي كثري منها على‬ ‫الناس‪ ،‬حتى وقع فيها اخللط‪ ،‬ال سيما مع غياب سلطان املسلمني عن كثري‬ ‫من بقاع األرض‪ ،‬فوجب التنبيه عليها‪ ،‬وإزالة اللبس عنها‪.‬‬ ‫الفصل األول‪:‬‬ ‫وهي كالتالي‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬أن َتلو من الرشك؛ بمعنى أن يوون التعويذ بوالم اهلل أو بأسامئه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجل ِ‬ ‫اه ِل َّي ِة َف ُق خلنَا َيا‬ ‫وصفاته‪َ ،‬ف َع خن َع خوف خب ِن َمالك األَ خش َجع ِي‪َ ،‬د َال‪ُ :‬كنَّا ن خَردي يف خ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َر ُس َ‬ ‫الر َدى َما َ خمل‬ ‫ول اهللِ‪َ ،‬ك خي َ‬ ‫ف ت ََرى يف َذل َك َف َق َال‪« :‬ا خع ِر ُضوا َع َ ََّل ُر َداك خُم‪ ،‬الَ َب خأ َس بِ ُّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َشك»‪)1(.‬‬ ‫َي ُو خن فيه خ‬ ‫‪َ ،‬د َال‪َ :‬هنَى َر ُس ُ‬ ‫ول اهللِ ☺‬ ‫ثانياً‪ :‬أن توون بلسان مفهوم‪َ ،‬ف َع خن َجابِر‬ ‫َع ِن الر َدى‪َ ،‬ف َجاء ُآل َعم ِرو ب ِن َح خزم إِ ََل رس ِ‬ ‫ول اهللِ ☺ َف َقا ُلوا‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫ول اهللِ‪ ،‬إِ َّن ُه‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫خ خ‬ ‫َت ِعنخدَ نَا ُر خد َية ن خَر ِدي ِبَا ِم َن ا خل َع خق َر ِ‬ ‫ب‪َ ،‬وإِن َ‬ ‫وها‬ ‫كَان خ‬ ‫الر َدى‪َ ،‬د َال‪َ :‬ف َع َر ُض َ‬ ‫َّك َهنَ خي َت َع ِن ُّ‬ ‫َع َلي ِه‪َ ،‬ف َق َال‪« :‬ما َأرى ب خأسا م ِن اس َت َط ِ‬ ‫خاه َف خلينخ َفعه»‪)2(.‬‬ ‫اع منخو خُم َأ خن َينخ َف َع َأ َ ُ َ خ ُ‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫َ َ َ ً َ خ‬

‫)‪ )1‬صحيح مسلم (‪.)19\7‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح مسلم (‪.)19\7‬‬ ‫‪20‬‬

‫َان َأ خه ُل َب خيت ِم خن خاألَن َخص ِ‬ ‫‪َ ،‬د َال‪ :‬ك َ‬ ‫ار ُي َق ُال َهلُ خم‪ُ :‬آل َع خم ِرو خب ِن‬ ‫و َع خن َجابِر‬ ‫ح خزم‪ ،‬ير ُد َ ِ‬ ‫َان َر ُس ُ‬ ‫احل َم ِة‪َ ،‬وك َ‬ ‫الر َدى َف َأت خَو ُه َف َقا ُلوا‪َ :‬يا‬ ‫َ‬ ‫ول َّ‬ ‫ون م خن خ ُ‬ ‫اَّلل ِ☺ َددخ َهنَى َع خن ُّ‬ ‫َخ‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫احل َم ِة! َف َق َال َهلُ خم‪« :‬ا خع ِر ُضوا َع َ ََّل»‪،‬‬ ‫َر ُس َ َّ‬ ‫الر َدى‪َ ،‬وإِنَّا ن خَردي م خن خ ُ‬ ‫اَّلل‪ ،‬إِن ََّك َهنَ خي َت َع خن ُّ‬ ‫يق»‪)1(.‬‬ ‫وها َع َل خي ِه‪َ ،‬ف َق َال‪َ « :‬ال َب خأ َس ِبَ ِذ ِه‪َ ،‬ه ِذ ِه َم َواثِ ُ‬ ‫َف َع َر ُض َ‬ ‫ِ‬ ‫يم النخعي‬ ‫وروى ابن أيب شيبة يف مصنفه بسند صحيح َع خن إِ خب َراه َ‬ ‫"شجة َدرنية ِم خلح ِة بحر د خفطا"‪)2(.‬‬ ‫ُر خد َي ُة ا خل َع خق َر ِ‬ ‫َ َ خ‬ ‫ب‪َ َّ َ :‬‬

‫دال‪:‬‬

‫وروى أيضا بسند صحيح من طريق إبراهيم النخعي‪َ ،‬ع ِن خ َ‬ ‫األ خس َو ِد‪َ ،‬د َال‪:‬‬ ‫يق»‪)3(.‬‬ ‫َع َر خضت َُها َع َىل َع ِائ َش َة‪َ ،‬ف َقا َل خت‪َ « :‬ه ِذ ِه َم َواثِ ُ‬ ‫وعن زي ِد ب ِن عب ِد اَّللِ‬ ‫َد َال‪َ :‬عر خضنَا َع َىل رس ِ‬ ‫اَّللِ ☺ ُر خد َي ًة ِم َن‬ ‫ول َّ‬ ‫َ َ خ َ خ خ َ خ َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّللِ َش َّجة َد خرنِ َّية ِم خل َح ُة‬ ‫احل َمة َف َأذ َن َلنَا ف َ‬ ‫الر خد َي ُة‪ :‬بِ خس ِم َّ‬ ‫ُ‬ ‫يها‪َ ،‬و َد َال‪« :‬إِن ََّام ه َي َم َواث ُيق»‪َ ،‬و ُّ‬

‫بحر»‪)4(.‬‬

‫َ خ‬

‫اَّللِ َش َّجة َد خرنِ َّية ُم خل َح ُة َب خح ِر َد خف َطا" َأ َّما َأ خل َفا ُظ َها‬ ‫دال أبو احلسن اهلروي‪" :‬بِ خس ِم َّ‬ ‫َفوَام َضب خطنَاه بِا خل َق َل ِم َع َىل ما س ِمعنَا ِمن َأ خفو ِ‬ ‫اه ا خمل ََشايِخِ َو َر َأيخنَا ُه بِ ُخ ُطوطِ ِه خم‪َ ،‬و َأ َّما‬ ‫خ َ‬ ‫َ َ خ‬ ‫َ َ ُ‬

‫)‪ )1‬رواه ابن ماجه يف سننه (‪ )546\4‬بسند حسن‪.‬‬ ‫)‪ )2‬مصنف ابن أيب شيبة (‪.)44\5‬‬ ‫)‪ )3‬مصنف ابن أيب شيبة (‪.)45\5‬‬

‫ِ‬ ‫اين‬ ‫)‪ )4‬رواه الطرباين يف املعجم األوسط (‪ ،)297\8‬ودال اهليثمي يف جممع الزوائد (‪َ :)111\5‬ر َوا ُه ال َّط َ َرب ُّ‬ ‫ِيف خاألَوس ِ‬ ‫ط َوإِ خسنَا ُد ُه َح َسن‪.‬‬ ‫خ َ‬ ‫‪21‬‬

‫ِ‬ ‫وض ًة َلدَ خي ِه ‪َ - ☺ -‬ج َاز‬ ‫يها َف َال ُت خع َر ُ‬ ‫َت َم خع ُر َ‬ ‫رص َح بِ ِه ا خل ُع َل َام ُء‪َ ،‬ل ِون ََّها َ َّملا كَان خ‬ ‫َم َعان َ‬ ‫ف َ َّ‬ ‫َأ خن ُي خر َدى ِبَا"‪ )1(.‬ا‪.‬ـه‬ ‫ثالثاً‪ :‬أن يعتقد أهنا أسباب ال تؤثر إال بإذن اهلل‪ ،‬والدليل عىل ذلك دول اهلل‬

‫تعاَل‪ :‬ﭽ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ‬

‫ﭼ [القمر‪.]49 :‬‬

‫│‬

‫)‪ )1‬مرداة املفاتيح (‪.)2868/7‬‬ ‫‪22‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬ ‫يستحب للقيام بالرقية أمور دلت عليها نصوص الوحيني؛‬ ‫أوالً‪ :‬الطهارة من احلدث‪ ،‬فعن ا خمل ُ َه ِ‬ ‫‪َ ،‬أنَّ ُه َس َّل َم َع َىل‬ ‫اج ِر خب ِن ُدنخ ُفذ‬ ‫رس ِ‬ ‫ول اهللِ ☺ َو ُه َو َيت ََو َّض ُأ‪َ ،‬ف َل خم َي ُر َّد َع َل خي ِه َحتَّى ت ََو َّض َأ َف َر َّد َع َل خي ِه َو َد َال‪« :‬إِ َّن ُه َ خمل‬ ‫َ ُ‬ ‫طهارة»‪)1( .‬‬ ‫َي خمنَ خعنِي َأ خن َأ ُر َّد َع َليخ َك إِ َّال َأ ِين ك َِر خه ُ‬ ‫اهلل إِ َّال َع َىل َ َ َ‬ ‫ت َأ خن َأ خذ ُك َر َ‬ ‫ثانياً‪ :‬أن يكون مما يقول للمريض‪ :‬لال بسس‪ ،‬طهور إن شاء اهللل‪.‬‬ ‫َع ِن خاب ِن َع َّباس ¶‪َ ،‬أ َّن النَّبِ َّي ☺ ك َ‬ ‫َان إِ َذا َد َخ َل َع َىل َم ِريض َي ُعو ُد ُه َد َال‪:‬‬ ‫شاء اَّلل»‪)2(.‬‬ ‫«الَ َب خأ َس‪َ ،‬ط ُهور إِ خن َ َ َّ ُ‬ ‫ثالثاً‪ :‬حفظ الراقي وإتقانه ملا يتلوه من القرآن الكريم‪َ ،‬ف َع خن َع ِائ َش َة‬ ‫ِ‬ ‫▲‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِي ☺ َد َال‪َ « :‬م َث ُل ا َّل ِذي َي خق َرأ ُ ال ُق خر َ‬ ‫الس َف َر ِة‬ ‫آن‪َ ،‬و ُه َو َحافظ َل ُه َم َع َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهدُ ه‪ ،‬و ُهو َع َلي ِه َش ِديد َف َله َأجر ِ‬ ‫ان»‪ .‬متفق‬ ‫الرب َرة‪َ ،‬و َم َث ُل ا َّلذي َي خق َرأ ُ‪َ ،‬و ُه َو َي َت َع َ ُ َ َ خ‬ ‫ُ خَ‬ ‫الو َرا ِم َ َ‬ ‫َاهر بِا خل ُقر ِ‬ ‫عليه(‪ ،)3‬ولفظه عند مسلم‪ « :‬خ ِ‬ ‫آن»‪.‬‬ ‫خ‬ ‫امل ُ‬ ‫رابعاً‪ :‬ترتيل القرآن الكريم؛ لعموم األمر بذلك يف دوله تعاَل‪ :‬ﭽ ﭢ ﭣ‬

‫ﭤ ﭼ [املزمل‪ ،]4 :‬وعن جماهد يف دوله تعاَل‪ :‬ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ‪ ،‬دال‪ :‬ترسل‬ ‫ال‪ .‬ودال يف رواية‪ :‬بعضه عىل أثر بعض‪)4( .‬‬ ‫فيه ترس ً‬ ‫)‪ )1‬رواه اإلمام أمحد يف مسنده (‪ ،)381\31‬وصححه ابن خزيمة وابن حبان واحلاكم‪.‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪.)202\4‬‬ ‫)‪ )3‬صحيح البخاري (‪ ،)166\6‬صحيح مسلم (‪.)195\2‬‬ ‫)‪ )4‬تفسْي الطربي (‪.)680\23‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪،‬‬ ‫خامساً‪ :‬حتسني الصوت بقراءة القرآن والتغين به‪ ،‬فعن َأ ِيب ُه َر خي َر َة‬ ‫ول ‪« :‬ما َأ ِذ َن اَّلل ل ِ ََشء ما َأ ِذ َن لِنَبِي حس ِن الصو ِ‬ ‫ول اهللِ ☺‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫َأنَّ ُه َس ِم َع َر ُس َ‬ ‫ت‬ ‫َّ خ‬ ‫ٍّ َ َ‬ ‫َّ ُ خ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫جي َه ُر بِ ِه»‪ .‬متفق عليه(‪ ،)1‬واللفظ ملسلم‪.‬‬ ‫َي َت َغنَّى بِا خل ُق خرآن َ خ‬ ‫سادساً‪ :‬حسن االستماع واإلنصات للقراءة مع التدبر؛ لقوله تعاَل‪ :‬ﭽ ﯙ‬

‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﭼ [األعراف‪ ،]204 :‬ودوله تعاَل‪ :‬ﭽ‬ ‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﭼ [ُممد‪.]24 :‬‬

‫سابعاً‪ :‬وضع الراقي يده اليمنى على الوجع؛ فعن َع ِائ َش َة ▲ َدا َل خت‪:‬‬ ‫اش ِ‬ ‫َان النَّبِ ُّي ☺ ُي َع ِو ُذ َب خع َض ُه خم‪َ ،‬ي خم َس ُح ُه بِ َي ِمين ِ ِه‪َ « :‬أ خذ ِه ِ‬ ‫اس َر َّب الن ِ‬ ‫ك َ‬ ‫َّاس‪َ ،‬و خ‬ ‫ف‬ ‫ب ال َب َ‬ ‫ِ‬ ‫الش ِايف‪ ،‬الَ ِش َفاء إِ َّال ِش َف ُ ِ‬ ‫ادر س َقام»‪)2(.‬‬ ‫َأن َخت َّ‬ ‫َ‬ ‫اؤ َك‪ ،‬ش َفا ًء الَ ُي َغ ُ َ ً‬ ‫‪َ ،‬أنَّ ُه َشوَا إِ ََل رس ِ‬ ‫وعن ُع خث َام َن خب ِن َأ ِيب ا خل َع ِ‬ ‫ول اهللِ ☺ َو َج ًعا‬ ‫اص ال َّث َق ِف ِي‬ ‫َ ُ‬ ‫َجيِدُ ُه ِيف َج َس ِد ِه ُمن ُخذ َأ خس َل َم‪َ ،‬ف َق َال َل ُه َر ُس ُ‬ ‫ول اهللِ ☺‪َ « :‬ض خع َيدَ َك َع َىل ا َّل ِذي ت ََأ َّل َم ِم خن‬ ‫ال ًثا‪ ،‬و ُد خل سبع مرات َأعو ُذ بِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َش َما َأ ِجدُ‬ ‫ُ‬ ‫اس ِم اهلل َث َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ خ َ َ َّ‬ ‫َج َسد َك‪َ ،‬و ُد خل بِ خ‬ ‫اَّلل َو ُددخ َرته م خن َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اذر»‪)3(.‬‬ ‫َو ُأ َح ُ‬ ‫ثامناً‪ :‬النفث على املريض أثناء القراءة؛ َف َع خن َع ِائ َش َة ▲‪َ ،‬أ َّن النَّبِ َّي‬ ‫ث ِيف الر خدي ِة‪)4( .‬‬ ‫َان َينخ ُف ُ‬ ‫☺ك َ‬ ‫ُّ َ‬

‫)‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)191\6‬صحيح مسلم (‪.)92\2‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪ ،)134\7‬صحيح مسلم (‪.)15\7‬‬ ‫)‪ )3‬صحيح مسلم (‪.)20\7‬‬ ‫)‪ )4‬رواه ابن ماجه يف سننه (‪ )554\4‬بسند صحيح‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫َان َر ُس ُ‬ ‫وعن َع ِائ َش َة ▲‪َ ،‬دا َل خت‪ :‬ك َ‬ ‫ول اهللِ ☺ إِ َذا َم ِر َض َأ َحد ِم خن َأ خهلِ ِه‬ ‫َن َف َث َع َلي ِه بِا خملعو َذ ِ‬ ‫ات‪)1( .‬‬ ‫خ َُِ‬ ‫مبيناً النفث‪َ :‬و ُه َو َشبيه بالنَّ خفخ‪َ ،‬و ُه َو أ َد ُّل ِم َن ال َّت خفل؛‬ ‫قال ابن األثري‬ ‫ِ‬ ‫ِألَ َّن ال َّت خفل َال َيو ُ‬ ‫الريق‪ )2( .‬ا‪.‬ـه‬ ‫ُون إِ َّال َو َم َع ُه َشء م َن ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجلم َل ِة‪َ :‬فنَ خفس ِ‬ ‫اْلبِي َث َة‪،‬‬ ‫وقال ابن القيم‬ ‫وس خ َ‬ ‫الرادي ُت َقابِ ُل ت خل َك النَّ ُف َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫‪َ :‬وبِ خ ُ خ‬ ‫ني بِالر خدي ِة وبِالنَّ خف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ث َع َىل إِ َزا َل ِة َذل ِ َك خاألَث َِر‪َ ،‬و ُك َّل َام كَا َن خت‬ ‫َوت َِزيدُ بِ َو خيف َّية َن خفسه‪َ ،‬وت خَستَع ُ ُّ َ َ‬ ‫ِِ‬ ‫َت الر خدي ُة َأتَم‪ ،‬و ِ‬ ‫ادي َأ خدوى كَان ِ‬ ‫س الر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َاستِ َعان َِة تِ خل َك النُّ ُف ِ‬ ‫وس‬ ‫َ‬ ‫است َعا َن ُت ُه بِنَ خفثه ك خ‬ ‫ُّ َ َّ َ خ‬ ‫َك خيف َّي ُة َن خف ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫آخر َف ِإ َّنه ِمما تَست َِع ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اْلبِي َث ُة؛‬ ‫اح ال َّط ِي َب ُة َو خ َ‬ ‫ني بِه خاألَ خر َو ُ‬ ‫رس َ ُ ُ َّ خ‬ ‫َّ‬ ‫الردي َئة بِ َل خسع َها‪َ ،‬ويف النَّ خفث ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫الس َح َر ُة ك ََام َي خف َع ُل ُه َأ خه ُل خ ِ‬ ‫اإل َيام ِن‪َ ،‬د َال َت َع َاَل‪ :‬ﭽ ﭴ ﭵ ﭶ‬ ‫َوهلَ َذا َت خف َع ُل ُه َّ‬ ‫ف بِ َو خي ِف َّي ِة ا خل َغ َض ِ‬ ‫ب َوا خمل ُ َح َار َب ِة‪،‬‬ ‫ﭷ ﭸ ﭼ [الفلق‪َ ]4 :‬و َذل ِ َك؛ ِألَ َّن النَّ خف َس َت َت َو َّي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِيق‬ ‫َشء م َن ِ‬ ‫َوت خُرس ُل َأنخ َف َ‬ ‫اس َها س َه ًاما َهلَا‪َ ،‬و َمتُدُّ َها بِالنَّ خفث َوال َّت خف ِل ا َّلذي َم َع ُه َ خ‬ ‫ِ‬ ‫احب ل ِ َوي ِفية م َؤ ِثرة‪ ،‬والسو ِ‬ ‫مص ِ‬ ‫استِ َعا َن ًة َب ِينَ ًة‪َ ،‬وإِ خن َملخ َتت َِّص خل‬ ‫اح ُر ت خَست َِع ُ‬ ‫خ َّ ُ َ َ َّ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ني بِالنَّ خفث خ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِ ِج خس ِم ا خمل خَس ُح ِ‬ ‫الس خح ِر َف َي خع َم ُل َذل ِ َك ِيف‬ ‫ور‪َ ،‬ب خل َتنخ ُف ُث َع َىل ا خل ُع خقدَ ة َو َت خعقدُ َها‪َ ،‬و َت َت َو َّل ُم بِ ِ‬ ‫ط خاألَرواحِ الس خفلِي ِة خ ِ‬ ‫ور بِتَوس ِ‬ ‫الزكِ َّي ُة ال َّط ِي َب ُة بِ َو خي ِف َّي ِة‬ ‫وح َّ‬ ‫الر ُ‬ ‫ُّ َّ َ‬ ‫خ َ‬ ‫اْلبِي َثة‪َ ،‬فت َُقابِ ُل َها ُّ‬ ‫ا خمل خَس ُح ِ َ ُّ‬ ‫ني بِالنَّ خف ِ‬ ‫ث‪َ ،‬ف َأ ُّهيُ َام َد ِو َي ك َ‬ ‫احلو ُخم َل ُه‪َ ،‬و ُم َقا َب َل ُة‬ ‫الر خد َي ِة َوت خَست َِع ُ‬ ‫َان خ ُ‬ ‫الدَّ خفعِ‪َ ،‬وال َّت َو ُّل ِم بِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َار َبت َُها َوآ َلت َُها ِم خن ِجن ِ‬ ‫َار َبت َُها‬ ‫خس ُم َق َاب َلة خاألَ خج َسا ِم‪َ ،‬و ُُم َ‬ ‫خاألَ خر َواحِ َب خعض َها ل َب خعض‪َ ،‬و ُُم َ‬ ‫َوآ َلت َُها َس َواء‪َ ،‬ب ِل خاألَ خص ُل ِيف ا خمل ُ َح َار َب ِة َوال َّت َقا ُب ِل ل ِ خ َ‬ ‫َل خر َواحِ َو خاألَ خج َسا ِم آ َلت َُها َو ُجنخدُ َها‪،‬‬ ‫احلس َال ي خشعر بِت خَأثِْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات خاألَ خر َواحِ َو َأ خف َع ِاهلَا َوان ِخف َع َاال ِهتَا‬ ‫ب َع َل خيه خ ِ ُّ‬ ‫َو َلو خن َم خن َغ َل َ‬ ‫َ ُُ‬ ‫َ‬ ‫)‪ )1‬صحيح مسلم (‪.)16\7‬‬ ‫)‪ )2‬النهاية يف غريب احلديث واألثر (‪.)88\5‬‬ ‫‪25‬‬

‫ِ ِ ِ‬ ‫احلس َع َلي ِه‪ ،‬وبع ِد ِه ِمن َع َاملِ خاألَرواحِ و َأحو ِ‬ ‫ِ‬ ‫َام َها َو َأ خف َع ِاهلَا‪،‬‬ ‫َ خ‬ ‫خ َ‬ ‫خ‬ ‫خ َُخ‬ ‫ال خست َيالء ُس خل َطان خ ِ ِ‬ ‫َت بِالنَّ خف ِ‬ ‫َت َد ِوي ًة و َت َوي َف خت بِمع ِاين ا خل َف ِ َ ِ‬ ‫ث‬ ‫اس َت َعان خ‬ ‫َ َ‬ ‫وح إِ َذا كَان خ َّ َ َّ‬ ‫الر َ‬ ‫احتة‪َ ،‬و خ‬ ‫َوا خ َمل خق ُصو ُد‪َ :‬أ َّن ُّ‬ ‫وس خ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع َلم‪)1( .‬‬ ‫َوال َّت خف ِل‪َ ،‬د َاب َل خت َذل َك خاألَث ََر ا َّلذي َح َص َل م َن النُّ ُف ِ َ‬ ‫اَّلل َأ خ ُ‬ ‫اْلبِي َثة َف َأ َزا َل خت ُه‪َ ،‬و َّ ُ‬

‫ا‪.‬ـه‬

‫تاسعاً‪ :‬سجود الراقي ومن استمع له إذا قرأ آية فيها سجدة؛ فعن َأ ِيب ُه َر خي َر َة‬ ‫ِ‬ ‫◙‪َ ،‬د َال‪َ :‬د َال َر ُس ُ‬ ‫الس خجدَ َة َف َس َجدَ ا خعت ََز َل‬ ‫ول اهلل ☺‪« :‬إِ َذا َد َرأ َ خاب ُن آ َد َم َّ‬ ‫ان َي خب ِوي‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫الش خي َط ُ‬ ‫َّ‬ ‫ول‪َ :‬يا َو خي َل ُه"‪َ ،‬و ِيف ِر َوا َي ِة َأ ِيب ك َُر خيب‪َ " :‬يا َو خي َِل‪ُ ،‬أ ِم َر خاب ُن آ َد َم‬ ‫ِ‬ ‫بِالسج ِ‬ ‫ت َف َِل النَّار»‪)2(.‬‬ ‫ود َف َس َجدَ َف َل ُه خ‬ ‫اجلَنَّ ُة‪َ ،‬و ُأ ِم خر ُ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫الس ُجود َف َأبَ خي ُ َ ُ‬ ‫ت بِ ُّ‬

‫│‬

‫)‪ )1‬زاد املعاد (‪.)164\4‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح مسلم (‪.)61\1‬‬ ‫‪26‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬ ‫يباح يف الرقية ‪-‬للراقي أو املرقي ‪-‬أمور عديدة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬ضرب من به مس‪ ،‬ف َع خن ُع خث َام َن خب ِن َأ ِيب ا خل َع ِ‬ ‫اس َت خع َم َلنِي َر ُس ُ‬ ‫ول‬ ‫اص‪َ ،‬د َال‪َّ َ :‬ملا خ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َشء ِيف َص َال ِت‪َ ،‬حتَّى َما َأ خد ِري َما ُأ َص َِل‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫اَّلل ☺ َع َىل ال َّطائف‪َ ،‬ج َع َل َي خع ِر ُض ِيل َ خ‬ ‫َف َلام ر َأيخ ُت َذل ِ َك‪ ،‬ر َح خل ُت إِ ََل رس ِ‬ ‫اَّللِ☺‪َ ،‬ف َق َال‪ « :‬خاب ُن َأ ِيب ا خل َع ِ‬ ‫اص؟» ُد خل ُت‪َ :‬ن َع خم‬ ‫ول َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول ا ََّّلل‪َ .‬د َال‪َ « :‬ما َجا َء بِ َك؟» ُد خل ُت‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫َيا َر ُس َ‬ ‫َشء ِيف َص َال ِت‪،‬‬ ‫ول َّ‬ ‫اَّلل‪َ ،‬ع َر َض ِيل َ خ‬ ‫َح َّتى َما َأ خد ِري َما ُأ َص َِل‪َ .‬د َال‪َ « :‬ذ َ‬ ‫الش خي َط ُ‬ ‫اك َّ‬ ‫ان‪ ،‬ا خد ُن خه»‪َ ،‬فدَ ن خَو ُت ِمنخ ُه‪َ ،‬ف َج َل خس ُت َع َىل‬ ‫ِ‬ ‫ُض َب َصدخ ِري بِ َي ِد ِه‪َ ،‬و َت َف َل ِيف َف ِمي‪َ ،‬و َد َال‪ « :‬خ‬ ‫اخ ُر خج عَدُ َّو‬ ‫ُصدُ ور َددَ َم َّي‪َ ،‬د َال‪َ :‬ف َ َ‬ ‫اَّلل ِ»‪َ ،‬ف َف َع َل َذل ِ َك َث َال َ‬ ‫ث َم َّرات‪ُ ،‬ث َّم َد َال‪ « :‬خ‬ ‫احلَ خق بِ َع َملِ َك»‪َ ،‬ف َق َال ُع خث َام ُن‪َ :‬ف َل َع خم ِري َما‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫طنِي بعدُ ‪)1( .‬‬ ‫َأ خحس ُب ُه َخا َل َ َ خ‬ ‫ثانياً‪ :‬استعمال األدوية املباحة؛ َف َع خن ُأ ِم الدَّ خر َد ِاء ▲‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِي ☺‬ ‫خ َل َق الدَّ اء والدَّ واء َفتَدَ اووا‪ ،‬و َال َتتَدَ اووا بِحرام»‪)2(.‬‬ ‫اهلل َ‬ ‫َ خ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َد َال‪« :‬إِ َّن َ‬

‫)‪ )1‬رواه ابن ماجه يف سننه (‪ ،)568\4‬ودال البوصْيي يف مصباح الزجاجة (‪َ :)80\4‬ه َذا إِ خسنَاد َص ِحيح‬ ‫ِر َجاله ثِ َقات‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اين‬ ‫)‪ )2‬رواه الطرباين يف املعجم الوبْي (‪ ،)254\24‬دال اهليثمي يف جممع الزوائد (‪َ :)86\5‬ر َوا ُه ال َّط َ َرب ُّ‬ ‫َو ِر َجا ُل ُه ثِ َقات‪..‬‬

‫‪27‬‬

‫ثالثاً‪ :‬القراءة على املاء لشربه أو لالغتسال به‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُب ا خل َق خر َ‬ ‫آن‬ ‫دال أبو داود السجستاين‬ ‫الر ُج ِل َي خوت ُ‬ ‫‪َ :‬سم خع ُت َأ خمحَدَ ‪ُ ،‬سئ َل َع ِن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُون بِ ِه ب خأس‪)1( .‬‬ ‫رش ُب ُه؟ َد َال‪َ :‬أ خر ُجو َأ خن َال َيو َ َ‬ ‫َشء‪ُ ،‬ث َّم َي خغس ُل ُه َو َي خ َ‬ ‫يف َ خ‬ ‫ودال حرب الورماين‪ :‬دلت ألمحد‪ :‬فالقراءة يف املاء للتعويذ؟ فوأنه سهل‪)2( .‬‬

‫ّ‬

‫رابعاً‪ :‬االستشفاء مباء زمزم بالشرب واالغتسال بها‪ ،‬فعن َأن ِ‬ ‫َس خب ِن َمالِك‬ ‫ول اَّللِ ☺ َد َال‪ُ « :‬ف ِرج َعن س خق ِ‬ ‫حيدِ ُ‬ ‫‪َ ،‬د َال‪ :‬ك َ‬ ‫ف َبيختِي‬ ‫ث َأ َّن َر ُس َ َّ‬ ‫َ خ َ‬ ‫َان َأبُو َذ ٍّر ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫غس َله بِام ِء َزم َزم»‪)3(.‬‬ ‫َو َأنَا بِ َم َّو َة‪َ ،‬فن ََز َل ج خ ِرب ُيل ☺‪َ ،‬ف َف َر َج َصدخ ِري‪ُ ،‬ث َّم َ َ ُ َ خ َ‬ ‫اهنَا؟»‬ ‫وعن أيب ذر ◙–يف دصة‪ -‬أن رسول اهلل ☺ سأله‪َ « :‬متَى ُكن َخت َه ُ‬ ‫ني َل خي َلة َو َي خوم‪َ ،‬د َال‪َ « :‬ف َم خن ك َ‬ ‫اهنَا ُمن ُخذ َث َ‬ ‫َان ُي خط ِع ُم َك؟»‬ ‫ني َب خ َ‬ ‫الثِ َ‬ ‫َد َال‪ُ :‬د خل ُت‪َ :‬ددخ ُكن ُخت َه ُ‬ ‫ِ‬ ‫َد َال‪ُ :‬د خل ُت‪َ :‬ما ك َ‬ ‫َن َب خطنِي‪َ ،‬و َما‬ ‫َِس خت ُعو ُ‬ ‫َان ِيل َط َعام إِالَّ َما ُء َز خم َز َم‪َ ،‬ف َسمن ُخت َحتَّى َتو َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫طعم»‪)4(.‬‬ ‫َأ ِجدُ َع َىل كَبِدي ُس خخ َف َة ُجوع‪َ ،‬د َال‪« :‬إِ َّهنَا ُم َب َاركَة‪ ،‬إِ َّهنَا َط َعا ُم ُ خ‬ ‫ول اَّللِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّللِ ¶‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ول‪َ :‬سم خع ُت َر ُس َ َّ‬ ‫ودد و ُروي عن َجابِ ِر خب ِن َع خبد َّ‬ ‫ِ‬ ‫َشب َله»‪)5( .‬‬ ‫☺ َي ُق ُ‬ ‫ول‪َ « :‬ز خم َز َم ملَا ُ ِ َ ُ‬

‫)‪ )1‬مسائل اإلمام أمحد بن حنبل ‪-‬رواية أيب داود‪.)349\1( -‬‬ ‫)‪ )2‬مسائل اإلمام أمحد بن حنبل ‪-‬رواية حرب الورماين‪.)816\2( -‬‬ ‫)‪ )3‬صحيح البخاري‪ ،)78\1( :‬صحيح مسلم‪.)102\1( :‬‬ ‫)‪ )4‬صحيح مسلم (‪.)154\7‬‬ ‫)‪ )5‬سنن ابن ماجه (‪.)249\4‬‬ ‫‪28‬‬

‫مرة يرشب من‬ ‫ودال عبد اهلل ابن اإلمام أمحد بن حنبل‪ :‬ورأيته –أي أباه‪ -‬غْي ّ‬ ‫ماء زمزم؛ يستشفي بِ ِه‪ ،‬ويمسح بِ ِه يدَ ي ِه ووجهه‪)1( .‬‬ ‫َ َخَ‬ ‫َ خ َ َ‬ ‫َ خ َ‬ ‫خامساً‪ :‬أخذ األجرة أو اجلعالة على الرقية؛ ملا أخرجه الشيخان ِمن ح ِد ِ‬ ‫يث‬ ‫خ َ‬ ‫ِ‬ ‫َاسا ِم خن َأ خص َح ِ‬ ‫اب النَّبِ ِي ☺ َأت خَوا َع َىل َح ٍّي ِم خن‬ ‫َأ ِيب َسعيد ا ُ‬ ‫ْلدخ ِر ِي ◙‪َ ،‬أ َّن ن ً‬ ‫َأحي ِ‬ ‫اء ال َع َر ِ‬ ‫وه خم‪َ ،‬ف َب خين ََام ُه خم ك ََذل ِ َك‪ ،‬إِ خذ ُل ِد َغ َس ِيدُ ُأ َ‬ ‫وَلِ َك‪َ ،‬ف َقا ُلوا‪َ :‬ه خل‬ ‫ب َف َل خم َي خق ُر ُ‬ ‫خَ‬ ‫َت َع ُلوا َلنَا ُج خع ًال‪،‬‬ ‫َم َعو خُم ِم خن َد َواء َأ خو َراق؟ َف َقا ُلوا‪ :‬إِ َّنو خُم َملخ َت خق ُرونَا‪َ ،‬والَ َن خف َع ُل َحتَّى َ خ‬ ‫َفجع ُلوا َهلم َدطِيعا ِمن َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫جي َم ُع ُب َزا َد ُه َو َيت ِخف ُل‪َ ،‬ف َ َربأ َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُخ‬ ‫الشاء‪َ ،‬ف َج َع َل َي خق َرأ ُ بِ ُأ ِم ال ُق خرآن‪َ ،‬و َ خ‬ ‫الش ِ‬ ‫ال ن خَأ ُخ ُذه حتَّى نَس َأ َل النَّبِي ☺‪َ ،‬فس َأ ُلوه َف َض ِ‬ ‫اء‪َ ،‬ف َقا ُلوا‪َ :‬‬ ‫َف َأت خَوا بِ َّ‬ ‫ح َك‪َ ،‬و َد َال‪:‬‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫خ‬ ‫اْضبوا ِيل بِسهم»‪)2(.‬‬ ‫« َو َما َأ خد َر َ‬ ‫اك َأ َّهنَا ُر خد َية‪ُ ،‬خ ُذ َ‬ ‫َ خ‬ ‫وها َو خ ِ ُ‬ ‫أن َر ُس َ‬ ‫َو َع ِن خاب ِن َع َّباس ¶‪َّ ،‬‬ ‫اَّللِ ☺ دال‪« :‬إِ َّن َأ َح َّق َما َأ َخ خذت خُم َع َل خي ِه‬ ‫ول َّ‬ ‫َأجرا كِتَاب اَّلل ِ»‪)3(.‬‬ ‫ُ َّ‬ ‫خً‬ ‫ِ‬ ‫ور َع َىل َج َو ِ‬ ‫از َأ خخ ِذ خ ُ‬ ‫األ خج َر ِة‬ ‫قال اإلمام الشوكاني‬ ‫استَدَ َّل بِه خ ُ‬ ‫اجل خم ُه ُ‬ ‫‪ :‬خ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب‪َ ،‬و ُي َر ُّد بِ َأ َّن ِس َي َ‬ ‫اق‬ ‫يب َع خن َذل َك بِ َأ َّن ا خمل ُ َرا َد بِ خاألَ خج ِر ُهنَا ال َّث َو ُ‬ ‫َع َىل َت خعلي ِم ا خل ُق خرآن‪َ ،‬و ُأ ِج َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب بِ َأ َّن الن خَّس َخ‬ ‫السابِ َقة‪َ ،‬و ُت ُع ِق َ‬ ‫ا خلق َّصة َي خأبَى َذل َك‪َ ،‬وا َّد َعى َب خع ُض ُه خم ن خَس َخ ُه بِ خاألَ َحاديث َّ‬ ‫َال ي خثب ُت بِمجر ِد ِاالحتِام ِل‪ ،‬وبِ َأ َّن خاألَح ِ‬ ‫يث ا خل َق ِ‬ ‫اد َ‬ ‫ُمت َِم َلة‬ ‫اض َي َة بِا خ َملنخ ِع َو َد ِائ ُع َأ خع َيان ُ خ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫خ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اف َق خاألَح ِ‬ ‫يل لِتُو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح ِدي َث خي ا خل َب ِ‬ ‫اد َ‬ ‫احل َّج ُة‬ ‫يح َة ك َ‬ ‫الصح َ‬ ‫يث َّ‬ ‫َ‬ ‫لل َّت خأ ِو ِ َ‬ ‫اب‪َ ،‬وبِ َأ َّهنَا ممَّا َال َت ُقو ُم بِه خ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف َأ َّهنَا َتنخت َِه ُض‬ ‫الص ِحيحِ ‪َ ،‬و َددخ َع َر خفت ِممَّا َس َل َ‬ ‫َف َال َت خق َوى َع َىل ُم َع َار َضة َما يف َّ‬ ‫)‪ )1‬مسائل اإلمام أمحد –رواية ابنه عبد اهلل‪.)447\1( -‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪ ،)131\7‬صحيح مسلم (‪.)119\7‬‬ ‫)‪ )3‬صحيح البخاري (‪.)131\7‬‬ ‫‪29‬‬

‫اجل خم ُع ُمم خ ِون َّإما بِ َح خم ِل خاألَ خج ِر ا خ َمل خذك ِ‬ ‫ل ِ ِال خحتِ َج ِ‬ ‫اهنَا َع َىل‬ ‫ُور َه ُ‬ ‫اج ِبَا َع َىل ا خ َمل خط ُلوب‪َ ،‬و خ َ‬ ‫ِ‬ ‫اب كَام س َل َ ِ ِ‬ ‫الر خد َي ِة َف َق خط ك ََام ُي خش ِع ُر بِ ِه‬ ‫ف َوفيه َما َت َقدَّ َم‪َ ،‬أ خو ا خمل ُ َرا ُد َأ خخ ُذ خاألُ خج َرة َع َىل ُّ‬ ‫ال َّث َو ِ َ َ‬ ‫اد ِ‬ ‫َلح ِ‬ ‫ِ‬ ‫يث ا خل َق ِ‬ ‫اق َف َيو ُ‬ ‫الس َي ُ‬ ‫اض َي ِة بِا خ َملنخ ِع َأ خو بِ َح خم ِل خاألَ خج ِر ُهنَا َع َىل‬ ‫ُون ُُم َِص ًصا ل خ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الر خد َي ِة َوالت َِال َو ِة َوال َّت خعلِي ِم‪َ ،‬و ُ َ‬ ‫ص َأ خخ ُذ َها َع َىل ال َّت خعلِي ِم‬ ‫َي ُّ‬ ‫ُع ُمومه‪َ ،‬ف َي خش َم ُل خاألَ خج َر َع َىل ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اجل خم ِع َف َينخ َب ِغي ا خمل َِص ُْي إ َل خي ِه‪.‬‬ ‫جي ُ‬ ‫وز َما َعدَ ا ُه‪َ ،‬و َه َذا َأ خظ َه ُر ُو ُجوه خ َ‬ ‫بِ خاألَ َحاديث ا خمل ُ َت َقدِ َمة َو َ ُ‬ ‫(‪ )1‬ا‪.‬ـه‬

‫│‬

‫)‪ )1‬نيل األوطار (‪.)346\5‬‬ ‫‪30‬‬

‫الفصل الرابع‪:‬‬ ‫ال بد عىل الرداة أن يتعلموا ُماذير الردية حتى جيتنبوها ويبتعدوا عنها‪ ،‬فقد دال‬ ‫اَّللِ ☺ َع ِن اْلَ خ ِ‬ ‫ون َر ُس َ‬ ‫َّاس َي خس َأ ُل َ‬ ‫حذيفة بن اليامن ¶‪ :‬ك َ‬ ‫ْي‪َ ،‬و ُكن ُخت‬ ‫َان الن ُ‬ ‫ول َّ‬ ‫ن يدخ ِركَنِي‪)1( .‬‬ ‫الرش َُمَا َف َة َأ خ ُ‬ ‫َأ خس َأ ُل ُه َع ِن َّ ِ‬ ‫وحنن هنا نوجز الكالم عن أظهر احملاذير املتعلقة بالرقية‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬استعمال الرقى الشركية‪ ،‬أو استعمال الرقى اليت ال يعرف معناها‪.‬‬ ‫دال اهلل تعاَل‪ :‬ﭽ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ‬ ‫ﮱﯓﯔﯕﯖ‬

‫ﯗ ﭼ [النساء‪.]48 :‬‬

‫ودال تعاَل‪ :‬ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ‬ ‫ﮓﮔﮕﮖﮗﮘ ﮙﮚﮛﮜﮝﮞ ﮟ ﮠﮡ‬ ‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬ ‫ﮰﮱ ﯓﯔﯕﯖﯗ ﯘ‬ ‫ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ‬ ‫ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬

‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﭼ [النساء‪ ،]121 – 116 :‬ودال تعاَل يف شأن من يرشك‬ ‫به‪ :‬ﭽ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬ ‫ﭼاحلج‪12 :‬ودال تعاَل‪ :‬ﭽ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ‬ ‫ﯸﯹﯺﯻﯼ‬

‫ﭼ [األحقاف‪.]5 :‬‬

‫)‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)199\4‬صحيح مسلم (‪.)20\6‬‬ ‫‪31‬‬

‫ودد تقدم ما أخرجه مسلم يف صحيحه من حديث َعو ِ‬ ‫ف خب ِن َمالِك األَ خش َج ِع ِي‬ ‫خ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اجل ِ‬ ‫اه ِل َّي ِة َف ُق خلنَا َيا َر ُس َ‬ ‫ف ت ََرى ِيف َذل ِ َك َف َق َال‪:‬‬ ‫ول اهللِ‪َ ،‬ك خي َ‬ ‫‪َ ،‬د َال‪ُ :‬كنَّا ن خَردي يف خ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َشك»‪)1(.‬‬ ‫«ا خع ِر ُضوا َع َ ََّل ُر َداك خُم‪ ،‬الَ َب خأ َس بِ ُّ‬ ‫الر َدى َما َمل خ َي ُو خن فيه خ‬ ‫ِ‬ ‫وعن َجابِر ◙‪َ ،‬د َال‪َ :‬هنَى َر ُس ُ‬ ‫الر َدى‪َ ،‬ف َجا َء ُآل َع خم ِرو خب ِن‬ ‫ول اهلل ☺ َع ِن ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َح خزم إِ ََل رس ِ‬ ‫ول اهللِ ☺ َف َقا ُلوا‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫َت ِعنخدَ نَا ُر خد َية ن خَر ِدي ِبَا ِم َن‬ ‫ول اهلل‪ ،‬إِ َّن ُه كَان خ‬ ‫َ ُ‬ ‫ا خل َع خق َر ِ‬ ‫وها َع َل خي ِه‪َ ،‬ف َق َال‪َ « :‬ما َأ َرى َب خأ ًسا َم ِن‬ ‫الر َدى‪َ ،‬د َال‪َ :‬ف َع َر ُض َ‬ ‫ب‪َ ،‬وإِن ََّك َهنَ خي َت َع ِن ُّ‬ ‫اس َت َط ِ‬ ‫خاه َف خلينخ َفعه»‪)2( .‬‬ ‫اع منخو خُم َأ خن َينخ َف َع َأ َ ُ َ خ ُ‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫ويطول استقصاء ما ثبت يف الوتاب والسنة من حتريم دعاء املخلوق‪ ،‬وَشك‬ ‫من فعله‪ ،‬واحلوم بتوفْيه‪ ،‬فينبغي للرادي التحقق من عظم هذا املحظور الذي‬ ‫ال يؤدي إَل فساد الردية فحسب‪ ،‬بل يؤدي إَل فساد دين الرادي واملردي إن علم‬ ‫باملعنى وأدر به؛ فالردية كالم طيب من نفس طيبة‪ ،‬والرشك حييلها إَل كالم نجس‬ ‫من نفس خبيثة تنجست بالرشك‪ ،‬عياذا باهلل تعاَل‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬االستعانة باجلان‪ ،‬أو السحار والعرافني‪ ،‬فقد دال تعاَل‪:‬ﭽ ﮇ ﮈ‬

‫ﮉﮊﮋ ﮌﮍ ﮎﮏ ﮐﮑﮒﭼ‬

‫ودال تعاَل يف شأن سليامن ♠‪ :‬ﭽ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ‬ ‫ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﭼ [سبأ‪.]14 :‬‬

‫)‪ )1‬صحيح مسلم (‪.)19\7‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح مسلم (‪.)19\7‬‬ ‫‪32‬‬

‫و َع خن َب خع ِ‬ ‫ض َأ خز َو ِ‬ ‫اج النَّبِ ِي ☺ َع ِن النَّبِ ِي ☺ َد َال‪َ « :‬م خن َأتَى َع َّرا ًفا َف َس َأ َل ُه َع خن‬ ‫ِ‬ ‫ني َلي َل ًة»‪)1( .‬‬ ‫َشء‪َ ،‬مل خ ُت خق َب خل َل ُه َص َ‬ ‫الة َأ خر َبع َ خ‬ ‫َ خ‬ ‫‪َ ،‬ع ِن النَّبِي ☺ َد َال‪« :‬من َأتَى ك ِ‬ ‫َاهنًا‪َ ،‬أ خو َع َّرا ًفا‪،‬‬ ‫َو َع خن َأ ِيب ُه َر خي َر َة‬ ‫َ خ‬ ‫ِ‬ ‫ول‪َ ،‬ف َقدخ َك َفر بِام ُأن ِخز َل ع َىل ُُمَمد»‪)2( .‬‬ ‫َف َصدَّ َد ُه بِ َام َي ُق ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ثالثاً‪ :‬فك السحر بالسحر‪.‬‬

‫عن ِ‬ ‫جابر ِ‬ ‫ُرش ِة‪َ ،‬‬ ‫بن عبد اهلل ¶‪ ،‬دال‪ُ :‬س ِئ َل َر ُس ُ‬ ‫فقال‪:‬‬ ‫ول اهللِ ☺عن الن َخ‬ ‫ِ‬ ‫الشي َط ِ‬ ‫ان»‪)3( .‬‬ ‫« ُه َو م خن َع َم ِل َّ خ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وعن َدتَاد َة دال‪ُ :‬د خل ُت لِس ِع ِ‬ ‫يد خب ِن امل ُ َس ِي ِ‬ ‫ب‪َ ،‬أ خو ُي َؤ َّخ ُذ َع ِن ا خم َرأ َ تِ ِه‪،‬‬ ‫ب‪َ :‬ر ُجل بِه ط ٌّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ون بِ ِه ِ‬ ‫َرش؟ َد َال‪َ :‬‬ ‫ال َب خأ َس بِ ِه‪ ،‬إِن ََّام ُي ِريدُ َ‬ ‫اإل خص َ‬ ‫َّاس‬ ‫ال َح‪َ ،‬ف َأ َّما َما َينخ َف ُع الن َ‬ ‫َأيُ َح ُّل َعنخ ُه َأ خو ُين َّ ُ‬ ‫َف َلم ينخه عنخه‪)4( .‬‬

‫خ ُ َ َ ُ‬

‫الضم‪ْ :‬ضب ِمن الر خدية ِ‬ ‫والعالج‪ُ ،‬يعا َلج بِ ِه‬ ‫قال ابن األثري‬ ‫َ ُّ‬ ‫ُّرش ُة بِ َّ ِ‬ ‫‪ :‬الن خ َ‬ ‫خ‬ ‫َان ُي َظ ُّن َأ َّن بِ ِه َم َّس ًا ِم َن ِ‬ ‫َمن ك َ‬ ‫اجل ّن‪ُ ،‬س ِم َي خت ن خُرش ًة ِألَنَّ ُه ُين َخرش ِبَا َعنخ ُه َما خا َمره ِم َن‬ ‫الدَّ ِاء‪َ :‬أ خي ُيو َخشف و ُيزال‪ )5( .‬ا‪.‬ـه‬

‫)‪ )1‬صحيح مسلم (‪.)37\7‬‬ ‫)‪ )2‬رواه اإلمام أمحد يف مسنده (‪ )331\15‬بسند صحيح‪.‬‬ ‫)‪ )3‬رواه أبو داود يف سننه (‪ )17\6‬بسند صحيح‪.‬‬ ‫)‪ )4‬ذكره البخاري يف صحيحه (‪ )137\7‬معلق ًا‪.‬‬ ‫)‪ )5‬النهاية يف غريب احلديث واألثر (‪.)54\5‬‬ ‫‪33‬‬

‫ور‪ ،‬و ِهي نَو َع ِ‬ ‫ان‪:‬‬ ‫وقال ابن القيم‬ ‫الس خح ِر َع خن ا خمل خَس ُح ِ َ َ خ‬ ‫َّرشةُ‪َ :‬ح ُّل ِ‬ ‫‪َ :‬والن خ َ‬ ‫ِ‬ ‫َح ُّل ِس خحر بِ ِس خحر ِم خث َل ُه‪َ ،‬و ُه َو ا َّل ِذي ِم خن َع َم ِل َّ‬ ‫الس َح َر ِم خن َع َمل‬ ‫الش خي َطان؛ َف ِإ َّن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب‪َ ،‬ف ُي خبطِ ُل َع َم َل ُه َع خن ا خمل خَس ُح ِ‬ ‫ور‪.‬‬ ‫َرش بِ َام ُحي ُّ‬ ‫َّاَش َوا خملُنخت ُ‬ ‫َف َي َت َق َّر ُب إ َل خيه الن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ِة‪َ ،‬ف َه َذا َج ِائز‪َ ،‬ب خل‬ ‫الر خد َية َوال َّت َع ُّو َذات َوالدَّ َع َوات َو خاألَ خد ِو َية ا خمل ُ َب َ‬ ‫َّرش ُة بِ ُّ‬ ‫َوال َّث ِاين‪ :‬الن خ َ‬ ‫احلس ِن‪َ " :‬ال َحيِ ُّل السحر َّإال س ِ‬ ‫احر"‪)1( .‬‬ ‫ُم خست ََح ٌّ‬ ‫َ‬ ‫ِ خَ‬ ‫حي َم ُل َد خو ُل خ َ َ‬ ‫ب‪َ ،‬و َع َىل الن خَّو ِع ا خمل خَذ ُمو ِم ُ خ‬

‫ا‪.‬ـه‬

‫رابعاً‪ :‬تعليق التمائم‪.‬‬

‫ِ‬ ‫‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬ ‫ول اهللِ ☺ َأ خد َب َل إِ َل خي ِه َر خهط‪َ ،‬ف َبا َي َع‬ ‫اجل َهن ِ ِي‬ ‫َع خن ُع خق َب َة خب ِن َعامر خ ُ‬ ‫ِ‬ ‫تِسع ًة و َأمس َك َعن و ِ‬ ‫احد‪َ ،‬ف َقا ُلوا‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫خت َه َذا؟ َد َال‪:‬‬ ‫ول اهلل‪َ ،‬با َي خع َت تِ خس َع ًة َوت ََرك َ‬ ‫خ َ‬ ‫خ َ َ خ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يم ًة َف َقدخ‬ ‫يم ًة»‪َ ،‬ف َأ خد َخ َل َيدَ ُه َف َق َط َع َها‪َ ،‬ف َبا َي َع ُه‪َ ،‬و َد َال‪َ « :‬م خن َع َّل َق َمت َ‬ ‫«إِ َّن َع َل خيه َمت َ‬ ‫ك»‪)2(.‬‬ ‫َش َ‬ ‫َأ خ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّللِ خب ِن ُع َو خيم َأ ِيب‬ ‫الر خمح َِن خب ِن َأ ِيب َل خي َىل‪َ ،‬د َال‪َ :‬د َخ خل ُت َع َىل َع خبد َّ‬ ‫يسى خب ِن َع خبد َّ‬ ‫َو َع خن ع َ‬ ‫ِ‬ ‫جل َهن ِ ِي‪َ ،‬أ ُعو ُد ُه َوبِ ِه ُمح َخرة‪َ ،‬ف ُق خلنَا‪َ :‬أ َال ُت َع ِل ُق َش خي ًئا؟ َد َال‪ :‬امل خَو ُت َأ خد َر ُب ِم خن َذل ِ َك‪،‬‬ ‫َم خع َبد ا ُ‬ ‫شي ًئا وكِ َل إ ِ َلي ِه»‪)3(.‬‬ ‫خ‬ ‫َد َال النَّبِ ُّي ☺‪َ « :‬م خن َت َع َّل َق َ خ ُ‬

‫)‪ )1‬أعالم املودعني (‪.)301\4‬‬ ‫)‪ )2‬رواه اإلمام أمحد يف مسنده (‪ )636\28‬بسند صحيح‪.‬‬ ‫)‪ )3‬رواه الرتمذي يف سننه (‪ )405\4‬بسند حسن‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫رسول اهللِ ☺ ُ‬ ‫َ‬ ‫يقول‪َّ « :‬‬ ‫إن‬ ‫سمعت‬ ‫وعن عبد اهلل بن مسعود ◙‪ ،‬دال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫الر َدى والتَامئِم والتِو َل َة ِ‬ ‫َشك»‪)1(.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫خ‬ ‫يف كتاب‬

‫وقال شيخ اإلسالم اإلمام اجملدد حممد بن عبد الوهاب‬

‫التوحيد [ص‪":]24 :‬التامئم" َشء يعلق عىل األوالد من العني؛ لون إذا كان‬ ‫املع َّلق من القرآن فرخص فيه بعض السلف‪ ،‬وبعضهم مل يرخص فيه‪ ،‬وجيعله من‬ ‫املنهي عنه‪ ،‬منهم ابن مسعود ◙‪.‬‬ ‫و "الردى" هي التي تسمى العزائم‪ ،‬وخص منها الدليل ما خال من الرشك‪،‬‬ ‫رخص فيه رسول اهلل ☺ من العني واحلمة‪ .‬ا‪.‬ـه‬ ‫وقال العالمة عبد الرمحن بن حسن آل الشيخ‬

‫يف فتح اجمليد‬

‫[ص‪ :]127‬اعلم أن العلامء من الصحابة والتابعني فمن بعدهم اختلفوا يف جواز‬

‫تعليق التامئم التي من القرآن وأسامء اهلل وصفاته‪ ،‬فقالت طائفة‪ :‬جيوز ذلك‪ ،‬وهو‬

‫دول عبد اهلل بن عمرو بن العاص‪ ،‬وهو ظاهر ما روي عن عائشة‪ ،‬وبه دال أبو‬ ‫جعفر البادر وأمحد يف رواية‪ ،‬ومحلوا احلديث عىل التامئم التي فيها َشك‪.‬‬ ‫ودالت طائفة‪ :‬ال جيوز ذلك‪.‬‬ ‫وبه دال ابن مسعود وابن عباس‪ ،‬وهو ظاهر دول حذيفة وعقبة بن عامر وابن‬ ‫عويم‪ ،‬وبه دال َجاعة من التابعني‪ ،‬منهم‪ :‬أصحاب ابن مسعود وأمحد يف رواية‬ ‫اختاره كثْي من أصحابه‪ ،‬وجزم با املتأخرون‪ ،‬واحتجوا بذا احلديث وما يف‬ ‫معناه‪.‬‬ ‫)‪ )1‬سنن أيب داود (‪.)31\6‬‬ ‫‪35‬‬

‫قلت‪:‬هذا هو الصحيح لوجوه ثالثة تظهر للمتسمل‪:‬‬ ‫األول‪ :‬عموم النهي وال ُمصص للعموم‪.‬‬ ‫والثاني‪ :‬سد الذريعة؛ فإنه يفيض إَل تعليق ما ليس كذلك‪.‬‬ ‫الثالث‪ :‬أنه إذا علق فال بد أن يمتهنه املعلق بحمله معه يف حال دضاء احلاجة‬

‫واالستنجاء ونحو ذلك‪ .‬ا‪.‬ـه‬

‫قلنا‪ :‬ما روي عن عبد اهلل بن عمرو ¶ ضعيف اإلسناد؛ فقد رواه أبو‬

‫داود يف سننه (‪ ،)40\6‬وغْيه من طريق ُممد بن إسحاق بن يسار‪ ،‬وهو مدلس‬ ‫ودد عنعنه‪ ،‬كام أنه من طريق عمرو بن شعيب‪ ،‬وأكثر املتقدمني عىل القول بعدم‬ ‫االحتجاج به‪.‬‬ ‫خامساً‪ :‬عدم اتقاء الراقي احملرمات من املطعم واملشرب وامللبس‪.‬‬

‫ِ‬ ‫َع خن َأ ِيب ُه َر خي َر َة ◙‪َ ،‬د َال‪َ :‬د َال َر ُس ُ‬ ‫اَّلل َط ِيب‬ ‫ول اهلل ☺‪َ « :‬أ ُّهيَا الن ُ‬ ‫َّاس‪ ،‬إِ َّن ََّ‬ ‫ني‪َ ،‬ف َق َال‪ :‬ﭽ ﮡ ﮢ‬ ‫ني بِ َام َأ َم َر بِ ِه ا خمل ُ خر َسلِ َ‬ ‫اَّلل َأ َم َر ا خمل ُ خؤ ِمن ِ َ‬ ‫الَ َي خق َب ُل إِالَّ َط ِي ًبا‪َ ،‬وإِ َّن َّ َ‬

‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﭼ‪َ ،‬و َد َال‪ :‬ﭽ ﭽ ﭾ‬ ‫ِ‬ ‫الس َف َر َأ خش َع َ‬ ‫رب‪َ ،‬ي ُمدُّ‬ ‫الر ُج َل ُيط ُيل َّ‬ ‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﭼ‪ُ ،‬ث َّم َذك ََر َّ‬ ‫ث َأ خغ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رش ُب ُه َح َرام‪َ ،‬و َم خل َب ُس ُه َح َرام‪،‬‬ ‫َيدَ خيه إِ ََل َّ‬ ‫الس َامء‪َ ،‬يا َر ِب‪َ ،‬يا َر ِب‪َ ،‬و َم خط َع ُم ُه َح َرام‪َ ،‬و َم خ َ‬ ‫ك»‪)1(.‬‬ ‫َو ُغ ِذ َي بِ خ‬ ‫اب ل ِ َذل ِ َ‬ ‫احلَ َرا ِم‪َ ،‬ف َأنَّى ُي خست ََج ُ‬

‫)‪ )1‬صحيح مسلم (‪.)85\3‬‬ ‫‪36‬‬

‫فالردية نوع دعاء وطلب‪ ،‬فينبغي هلا ما ينبغي للدعاء من حتقق حل املأكل‬ ‫واملرشب وامللبس؛ حتى حيصل با املأمول‪.‬‬ ‫سادساً‪ :‬مس النساء أو القراءة عليهن بال حمرم وال حائل‪.‬‬ ‫دال تعاَل‪ :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ‬ ‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﭼ [النور‪.]30 :‬‬

‫و َع ِن خاب ِن َع َّباس ¶‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِي ☺ َد َال‪« :‬الَ َ خ‬ ‫َي ُل َو َّن َر ُجل بِا خم َرأ َة إِ َّال َم َع‬ ‫ِ‬ ‫ذي َُمخرم»‪)1(.‬‬ ‫َ‬ ‫و َعن ُع خقب َة ب ِن َع ِ‬ ‫امر‬ ‫خ َ خ‬ ‫النِس ِ‬ ‫اء»‪)2(.‬‬ ‫َ‬ ‫اْل َّط ِ‬ ‫اب‬ ‫وعن ُع َم َر خب ِن خ َ‬ ‫ان َثال ِ ُثهام»‪)3(.‬‬ ‫بِا خم َرأ َة؛ َف ِإ َّن َّ‬ ‫الش خي َط َ ُ َ‬

‫اَّللِ ☺ َد َال‪« :‬إِ َّياك خُم َوالدُّ ُخ َ‬ ‫‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬ ‫ول َع َىل‬ ‫ول َّ‬ ‫‪ ،‬أن رسول اهلل ☺ دال‪َ « :‬ال َ خ‬ ‫َي ُل َو َّن َأ َحدُ ك خُم‬

‫ول‪َ :‬د َال َر ُس ُ‬ ‫وعن َم خع ِق ِل خب ِن َي َسار ◙‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ول اهللِ ☺‪َ « :‬ألَ خن ُي خط َع َن ِيف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر خأ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫حت ُّل َله»‪)4(.‬‬ ‫س َأ َحدك خُم بِم خخ َيط م خن َحديد َخ خْي َل ُه م خن َأ خن َي َم َّس ا خم َرأ َ ًة َال َ ُ‬ ‫َ‬ ‫)‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)37\7‬صحيح مسلم (‪.)104\4‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪.)37\7‬‬ ‫)‪ )3‬مسند اإلمام أمحد (‪.)269\1‬‬

‫ِ‬ ‫اين‪،‬‬ ‫)‪ )4‬رواه الطرباين يف املعجم الوبْي (‪ ،)211\20‬ودال اهليثمي يف جممع الزوائد (‪َ :)326\4‬ر َوا ُه ال َّط َ َرب ُّ‬ ‫الص ِح ِ‬ ‫يح‪.‬‬ ‫َو ِر َجا ُل ُه ِر َج ُال َّ‬

‫‪37‬‬

‫‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬ ‫ول اهللِ ☺‪َ ،‬د َال‪« :‬لِو ُِل َبنِي آ َد َم َح ٌّظ ِم َن‬ ‫َو َع خن َأ ِيب ُه َر خي َر َة‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الر خج َال ِن‬ ‫ِ‬ ‫َاُها النَّ َظ ُر‪َ ،‬وا خل َيدَ ان ت خَزن َيان َو ِزن ُ َ‬ ‫الزنَا‪َ ،‬فا خل َع خينَان ت خَزن َيان َو ِزن ُ َ‬ ‫َاُها ا خل َب خط ُش‪َ ،‬و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب َهيخ َوى َو َيت ََمنَّى‪َ ،‬وا خل َف خر ُج‬ ‫ََش‪َ ،‬وا خل َف ُم َي خز ِين َو ِزنَا ُه ا خل ُق َب ُل‪َ ،‬وا خل َق خل ُ‬ ‫ت خَزن َيان َو ِزن ُ َ‬ ‫َاُها ا خمل خ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َذبه»‪)1(.‬‬ ‫ُي َصدِ ُق َذل َك‪َ ،‬أ خو ُيو ِ ُ ُ‬ ‫سابعاً‪ :‬الوقوع يف البدع سواء يف الدعاء كالتوسل بذوات املخلوقني أو‬ ‫الذكر اجلماعي وغريها‪.‬‬

‫َع خن َع ِائ َش َة ▲‪َ ،‬دا َل خت‪َ :‬د َال َر ُس ُ‬ ‫اَّللِ ☺‪َ « :‬م خن َأ خحدَ َ‬ ‫ث ِيف َأ خم ِرنَا َه َذا َما‬ ‫ول َّ‬ ‫َليس فِ ِ‬ ‫يه‪َ ،‬فهو رد»‪)2(.‬‬ ‫ُ َ َ ٌّ‬ ‫خ َ‬ ‫وعن َجابِ ِر خب ِن َع خب ِد اهلل ِ ¶‪ ،‬أن َر ُس َ‬ ‫ول اهللِ ☺ كان يقول يف خطبته‪:‬‬ ‫ال َلة»‪)3( .‬‬ ‫« َو ََش األُ ُم ِ‬ ‫ور ُُمخدَ َث ُاهتَا‪َ ،‬وك ُُّل بِدخ َعة َض َ‬ ‫ُّ‬

‫│‬

‫)‪ )1‬رواه اإلمام أمحد يف مسنده (‪ )210\14‬بسند صحيح‪.‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪ ،)184\3‬صحيح مسلم (‪.)132\5‬‬ ‫)‪ )3‬صحيح مسلم (‪.)11\3‬‬ ‫‪38‬‬

‫الباب الثالث‪ :‬حصن المسلم من السحر والجن والعين ونحو ذلك‬ ‫على املسلم أن يتحصن مبا ورد يف كتاب اهلل وسنة رسوله ☺ من عبادات‬ ‫وأذكار‪ ،‬وإذا ما مسه أذى فعليه أن يبادر إىل الرقية‪ ،‬وأن يصاحبها بوسائل‬ ‫وأعمال‪.‬‬

‫الفصل األول‪:‬‬ ‫دال اهلل تعاَل‪ :‬ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬ ‫ﮰ ﮱ ﭼ [اإلرساء‪.]82 :‬‬

‫ِ‬ ‫اهنَا لِبي ِ‬ ‫اجلن ِ‬ ‫ان خِ‬ ‫خس؛ َفا خل ُق خر ُ‬ ‫آن‬ ‫‪َ :‬و خاألَ خظ َه ُر َأ َّن "م خن" َه ُ َ َ‬

‫قال اإلمام ابن القيم‬ ‫َِ‬ ‫ني‪ )1( .‬ا‪.‬ـه‬ ‫َجي ُع ُه ِش َفاء َو َر خمحَة ل ِ خل ُم خؤ ِمن ِ َ‬

‫وقد ورد تخصيص بعض السور واآلي في الرقية؛ منها‪:‬‬ ‫دد تقدم معنا ما أخرجه الشيخان ِمن ح ِد ِ‬ ‫يث َأ ِيب َس ِعيد اْلُدخ ِر ِي ◙‪َ ،‬أ َّن‬ ‫خ َ‬ ‫اك َأهنا ر خدية»‪)2(.‬‬ ‫رسول اهلل ☺ دال يف الفاحتة‪َ « :‬و َما َأ خد َر َ َّ َ ُ َ‬

‫)‪ )1‬إغاثة اللهفان (‪.)16\1‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪ ،)131\7‬صحيح مسلم (‪.)19\7‬‬ ‫‪39‬‬

‫عن أيب ُأمام َة ا خلب ِ‬ ‫ول اهللِ ☺‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫اه ِ َّل ◙‪َ ،‬د َال‪َ :‬س ِم خع ُت َر ُس َ‬ ‫ول ‪« :‬ا خد َر ُؤوا‬ ‫َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ط َل ُة»‪)1(.‬‬ ‫ِسة‪َ ،‬والَ ت خَستَطِي ُع َها ا خل َب َ‬ ‫ُس َ‬ ‫ور َة ا خل َب َق َرة‪َ ،‬ف ِإ َّن َأ خخ َذ َها َب َركَة‪َ ،‬وت خَر َك َها َح خ َ‬ ‫البطلة‪ :‬السحرة‪.‬‬ ‫وع خن َأ ِيب ُه َر خي َر َة ◙‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬ ‫اَّللِ ☺ َد َال‪َ « :‬ال ََتخ َع ُلوا ُبيُو َتو خُم َم َقابِ َر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ول َّ‬ ‫ت ا َّل ِذي ُت خقرأ ُ فِ ِ‬ ‫ان»‪)2(.‬‬ ‫الش خي َط ُ‬ ‫يه ال َب َق َر ُة َال َيدخ ُخ ُل ُه َّ‬ ‫َوإِ َّن ال َبيخ َ‬ ‫َ‬ ‫ظ َزك ِ‬ ‫ول اَّللِ ☺ بِ ِح خف ِ‬ ‫ِ‬ ‫َاة‬ ‫دد تقدم حديث َأ ِيب ُه َر خي َر َة ◙‪َ ،‬د َال‪َ :‬و َّك َلني َر ُس ُ َّ‬ ‫ول اَّلل ِ‬ ‫ان َف َأت َِاين آت َفجع َل َ ِ‬ ‫َر َم َض َ‬ ‫حي ُثو م َن ال َّط َعا ِم َف َأ َخ خذ ُت ُه‪َ ،‬ف ُق خل ُت َألَ خر َف َعن ََّك إِ ََل َر ُس ِ َّ‬ ‫َ َ خ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫☺‪َ -‬ف َذك ََر احلَ ِد َ‬ ‫ِس‪َ ،‬ل خن َي َز َال‬ ‫يث ‪َ ،-‬ف َق َال‪ :‬إ َذا َأ َو خي َت إ ََل ف َراش َك َفا خد َرأ خ آ َي َة الو خُر ِ‬ ‫َع َلي َك ِمن اَّللِ ح ِ‬ ‫افظ‪َ ،‬والَ َي خق َر ُب َك َش خي َطان َحتَّى ت خُصبِ َح‪َ ،‬ف َق َال النَّبِ ُّي ☺ « َصدَ َد َك‬ ‫َ َّ َ‬ ‫خ‬ ‫طان»‪)3(.‬‬ ‫َو ُه َو ك َُذوب َذ َ‬ ‫اك َش خي َ‬

‫)‪ )1‬صحيح مسلم (‪.)197\2‬‬

‫)‪ )2‬رواه الرتمذي يف سننه (‪ ،)157\5‬ودال‪َ :‬ه َذا َح ِديث َح َسن َص ِحيح‪.‬‬ ‫)‪ )3‬صحيح البخاري (‪.)123\4‬‬

‫‪40‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َب كِت ًَابا َد خب َل َأ خن َ خ‬ ‫َي ُل َق‬ ‫اَّلل َكت َ‬ ‫َع خن النُّ خع َامن خب ِن َبشْي‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِي ☺ َد َال‪« :‬إِ َّن َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َني َختَم ِبِام سور َة ا خلب َقر ِة‪ ،‬و َال ي خقر ِ‬ ‫آن ِيف‬ ‫الس َم َوات َو خاألَ خر َض بِ َأ خل َف خي َعام‪َ ،‬أن َخز َل منخ ُه آ َيت خ ِ َ َ ُ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫طان»‪)1(.‬‬ ‫ث َل َيال َف َي خق َر ُبَا َش خي َ‬ ‫َدار َث َال َ‬ ‫َو َع خن َأ ِيب َم خس ُعود األَن َخص ِ‬ ‫ار ِي‬ ‫سور ِة الب َقر ِة من َدرأ َ ِبِام ِيف َلي َلة َك َفتَاه»‪)2(.‬‬ ‫ُ‬ ‫خ‬ ‫ُ َ َ َ َ خ َ َ‬

‫َان ِمن ِ‬ ‫‪َ ،‬د َال‪َ :‬د َال النَّبِي ☺‪« :‬اآليت ِ‬ ‫آخ ِر‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬

‫ول اهللِ ☺‪َ « :‬أ َلم تَر آيات ُأن ِخز َل ِ‬ ‫‪َ ،‬د َال‪َ :‬د َال َر ُس ُ‬ ‫ت‬ ‫خ َ َ‬

‫عن ُع خقب َة ب ِن َع ِ‬ ‫امر‬ ‫َ خ‬ ‫ط‪ ،‬ﭽ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭼ‪ ،‬ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﭼ »‪)3(.‬‬ ‫ال َّليخ َل َة َمل خ ُي َر ِم خث ُل ُه َّن َد ُّ‬ ‫و َعن ُع خقب َة ب ِن َع ِ‬ ‫‪َ ،‬د َال‪ُ :‬كن ُخت َأم َِش م َع رس ِ‬ ‫اَّللِ ☺‪َ ،‬ف َق َال‪َ « :‬يا‬ ‫امر‬ ‫ول َّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫خ‬ ‫َ خ َ خ‬ ‫ول ِ‬ ‫ُع خق َب ُة‪ُ ،‬د خل» َف ُق خل ُت‪َ :‬ما َذا َأ ُد ُ‬ ‫َت َعنِي‪ُ ،‬ث َّم َد َال‪َ « :‬يا ُع خق َب ُة ُد خل»‪،‬‬ ‫اَّلل؟ َف َسو َ‬ ‫ول َيا َر ُس َ َّ‬ ‫ول ِ‬ ‫ُد خل ُت‪َ :‬ما َذا َأ ُد ُ‬ ‫َت َعنِي‪َ ،‬ف ُق خل ُت‪ :‬ال َّل ُه َّم خار ُد خد ُه َع َ ََّل‪َ ،‬ف َق َال‪َ « :‬يا‬ ‫اَّلل؟ َف َسو َ‬ ‫ول َيا َر ُس َ َّ‬ ‫ول َيا َر ُس َ‬ ‫ُع خق َب ُة ُد خل»‪ُ ،‬د خل ُت‪َ :‬ما َذا َأ ُد ُ‬ ‫اَّللِ؟ َف َق َال‪ُ « :‬د خل َأ ُعو ُذ بِ َر ِب ا خل َف َل ِق»‪َ ،‬ف َق َرأ خ ُهتَا‬ ‫ول َّ‬ ‫حتَّى َأتَي ُت َع َىل ِ‬ ‫ول َيا َر ُس َ‬ ‫آخ ِر َها‪ُ ،‬ث َّم َد َال‪ُ « :‬د خل» ُد خل ُت‪َ :‬ما َذا َأ ُد ُ‬ ‫اَّللِ؟ َد َال‪ُ « :‬د خل‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫ول َّ‬

‫)‪ )1‬رواه الرتمذي يف سننه (‪ ،)159\5‬ودال‪َ ":‬ه َذا َح ِديث َغ ِريب"‪ .‬وصححه ابن حبان واحلاكم‪.‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪ ،)194\6‬صحيح مسلم (‪.)198\2‬‬ ‫)‪ )3‬صحيح مسلم (‪.)200\2‬‬ ‫‪41‬‬

‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫َأ ُعو ُذ بِ َر ِب الن ِ‬ ‫اَّلل ☺ ِعنخدَ‬ ‫َّاس»‪َ ،‬ف َق َرأ خ ُهتَا َحتَّى َأتَ خي ُت َع َىل آخ ِر َها‪ُ ،‬ث َّم َد َال َر ُس ُ َّ‬ ‫َذل ِ َك‪« :‬ما س َأ َل سائِل بِ ِم خثلِ ِهام‪ ،‬و َال اس َتعا َذ مست َِعيذ بِ ِ‬ ‫م خثلِ ِهام»‪)1(.‬‬ ‫َ َ خ َ ُ خ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ويف رواية أن رسول اهلل ☺ دال لعقبة ◙‪« :‬ا خد َرأ خ ِبِ َام ُك َّل َام نِ خم َت َو ُك َّل َام‬ ‫ت»‪)2(.‬‬ ‫ُد خم َ‬

‫│‬

‫)‪)1‬‬

‫رواه النسائي يف سننه (‪ )253\8‬بسند صحيح‪.‬‬

‫)‪)2‬‬

‫رواه اإلمام أمحد يف مسنده (‪ )529\28‬بسند صحيح‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬ ‫ُيرشع للمسلم أن يذكر اهلل يف مواطن كثْية من حياته اليومية‪ ،‬وكلام كان‬ ‫املسلم أكثر ذكرا هلل كان أبعد من موائد الشيطان واستحواذه‪ ،‬والعوس‬ ‫بالعوس‪ ،‬دال اهلل تعاَل‪ :‬ﭽ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ‬ ‫ﰁﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﭼ [املجادلة‪.]19 :‬‬

‫عن احلارث األشعري‬

‫‪ ،‬أن رسول اهلل ☺ ذكر أن اهلل عز وجل أمر‬

‫حييى ♠ بخمس كلامت ليعمل با ويأمر بني إرسا ئيل ليعملوا با فمنها‬ ‫اَّلل؛ َف ِإ َّن َم َث َل َذل ِ َك ك ََم َث ِل َر ُجل َخ َر َج ال َعدُ ُّو‬ ‫دوله ♠‪َ « :‬وآ ُم ُرك خُم َأ خن ت خَذك ُُروا َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫رسا ًعا َحتَّى إِ َذا َأتَى َع َىل ِح خصن َح ِصني َف َأ خح َر َز َن خف َس ُه ِمنخ ُه خم‪ ،‬ك ََذل ِ َك ال َع خبدُ َال‬ ‫يف َأث َِره َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫خر اَّلل ِ »‪)1( .‬‬ ‫حي ِر ُز َن خف َس ُه ِم َن َّ‬ ‫الش خي َطان إِ َّال بِذك ِ َّ‬ ‫ُخ‬ ‫وقد ورد ختصيص بعض األذكار يف مواطن‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫فقد جاءت أذكار كثْية يف الصباح واملساء‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ما أخرجه الشيخان ِم خن حديث َأ ِيب ُه َر خي َر َة ◙‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬ ‫اَّللِ ☺‪َ ،‬د َال‪:‬‬ ‫ول َّ‬ ‫اَّلل‪َ ،‬و خحدَ ُه الَ َ ِ‬ ‫َش َ‬ ‫يك َل ُه‪َ ،‬ل ُه امل ُ خل ُك َو َل ُه احلَ خمدُ ‪َ ،‬و ُه َو َع َىل ك ُِل‬ ‫« َم خن َد َال‪ :‬الَ إِ َ َ‬ ‫َل إِ َّال َّ ُ‬ ‫َت َل ُه َعدخ َل َع خ ِ‬ ‫ت َل ُه ِما َئ ُة َح َسنَة‪،‬‬ ‫رش ِر َداب‪َ ،‬وكُتِ َب خ‬ ‫َشء َد ِدير‪ِ ،‬يف َي خوم ِما َئ َة َم َّرة‪ ،‬كَان خ‬ ‫َ خ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َت َل ُه ِح خر ًزا ِم َن َّ‬ ‫ِس‪َ ،‬و َ خمل‬ ‫ت َعنخ ُه ِما َئ ُة َس ِيئَة‪َ ،‬وكَان خ‬ ‫َو ُُمِ َي خ‬ ‫الش خي َطان َي خو َم ُه َذل َك َحتَّى ُي خم َ‬ ‫ي خأ ِ‬ ‫ك»‪)2(.‬‬ ‫ت َأ َحد بِ َأ خف َض َل ِممَّا َجا َء بِ ِه‪ ،‬إِ َّال َأ َحد َع ِم َل َأ خك َث َر ِم خن َذل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫)‪)1‬‬

‫رواه الرتمذي يف سننه (‪ )148\5‬بسند صحيح‪.‬‬

‫)‪)2‬‬

‫صحيح البخاري (‪ ،)126\4‬صحيح مسلم (‪.)69\8‬‬ ‫‪43‬‬

‫ول اهللِ‬ ‫ول‪َ :‬د َال َر ُس ُ‬ ‫ان‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ان خب ِن ُع خث َام َن‪َ ،‬د َال‪َ :‬س ِم خع ُت ُع خث َام َن خب َن َع َّف َ‬ ‫وع خن َأبَ َ‬ ‫َ‬ ‫ول ِيف صباحِ ك ُِل يوم ومس ِ‬ ‫اء ك ُِل َلي َلة‪ :‬بِس ِم اهلل ِ ا َّل ِ‬ ‫☺‪« :‬ما ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُض‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫خ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مع ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َشء ِيف األَ خر ِ‬ ‫ال َ‬ ‫يم َث َ‬ ‫ُض ُه‬ ‫السم ُ‬ ‫يع ال َعل ُ‬ ‫الس َامء‪َ ،‬و ُه َو َّ‬ ‫ض َوالَ يف َّ‬ ‫َ َ خ‬ ‫ث َم َّرات‪َ ،‬ف َي ُ َّ‬ ‫اسمه َ خ‬ ‫َشء»‪.‬‬ ‫َ خ‬ ‫ان‪َ ،‬ددخ َأصابه َطر ُ ِ‬ ‫الر ُج ُل َينخ ُظ ُر إِ َل خي ِه‪َ ،‬ف َق َال َل ُه َأبَ ُ‬ ‫َان َأبَ ُ‬ ‫َوك َ‬ ‫ان‪َ :‬ما‬ ‫ف َفالج‪َ ،‬ف َج َع َل َّ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع ََل َددَ ره‪)1( .‬‬ ‫َتنخ ُظ ُر؟ َأ َما إِ َّن احلَ ِد َ‬ ‫اَّلل َ َّ َ ُ‬ ‫يض َّ ُ‬ ‫يث ك ََام َحدَّ خثت َُك‪َ ،‬و َلونِي َملخ َأ ُد خل ُه َي خو َمئذ ل ُي خم َ‬

‫دال تعاَل‪ :‬ﭽ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﭼ [النحل‪.]98 :‬‬

‫مح خيد َو َأ ِيب ُأ َس خيد ¶‪َ ،‬د َاال‪َ :‬د َال َر ُس ُ‬ ‫ول اهللِ ☺‪« :‬إِ َذا َد َخ َل‬ ‫َع خن َأ ِيب ُ َ‬ ‫َأ َحدُ كُم ا خملَس ِ‬ ‫اب َر خمحَتِ َك‪َ ،‬وإِ َذا َخ َر َج‪َ ،‬ف خل َي ُق خل ال َّل ُه َّم إِ ِين‬ ‫جدَ ‪َ ،‬ف خل َي ُق خل‪ :‬ال َّل ُه َّم ا خفت خَح ِيل َأبخ َو َ‬ ‫ُ خ‬ ‫ك»‪)2(.‬‬ ‫َأ خس َأ ُل َك ِم خن َف خضلِ َ‬ ‫ثت‬ ‫بن ُمسلِم‬ ‫فقلت له‪ :‬بلغني أنَّك حدَّ َ‬ ‫ُ‬ ‫وعن َحيو َة بن َُشيح‪ ،‬دال‪َ :‬ل ِق ُ‬ ‫يت ُعقب َة َ‬ ‫دخل امل ِ‬ ‫كان إذا َ‬ ‫النبي ☺‪ :‬أنه َ‬ ‫َسجدَ دال‪:‬‬ ‫عن عبد اهلل بن َعمرو بن العاص‪ ،‬عن ّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫وسلطانِه القديم‪ ،‬من َّ‬ ‫الرجيم»‪،‬‬ ‫«أعو ُذ باهلل ِ العظي ِم‪،‬‬ ‫الشيطان َّ‬ ‫وبوجهه الوريم‪ُ ،‬‬

‫)‪)1‬‬ ‫)‪)2‬‬

‫"ه َذا َح ِديث َح َسن َص ِحيح َغ ِريب"‪.‬‬ ‫رواه أبو داود (‪ ،)35\5‬والرتمذي (‪ ،)465\5‬ودال‪َ :‬‬ ‫صحيح مسلم (‪.)155\2‬‬

‫‪44‬‬

‫دال ذلك َ‬ ‫دلت‪ :‬نعم‪ ،‬دال‪« :‬فإذا َ‬ ‫دال َّ‬ ‫سائر‬ ‫الشيطا ُن‪ُ :‬ح ِف َظ منِي‬ ‫دال‪َ :‬أ َد خط؟ ُ‬ ‫َ‬ ‫اليو ِم»‪)1(.‬‬ ‫َ‬ ‫اَّللِ ☺ َد َال‪« :‬إِ َذا َد َخ َل َأ َحدُ كُم ا خملَس ِ‬ ‫‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬ ‫وعن َأ ِيب ُه َر خي َر َة‬ ‫جدَ‬ ‫ول َّ‬ ‫خ خ‬ ‫اب َر خمحَتِ َك‪َ ،‬وإِ َذا َخ َر َج َف خل ُي َس ِل خم َع َىل‬ ‫َف خل ُي َس ِل خم َع َىل النَّبِ ِي َو خل َي ُق خل‪ :‬ال َّل ُه َّم ا خفت خَح ِيل َأبخ َو َ‬ ‫ِ‬ ‫م»‪)2(.‬‬ ‫الر ِجي ِ‬ ‫النَّبِ ِي َو خل َي ُق خل‪ :‬ال َّل ُه َّم ا خع ِص خمن ِي ِم خن ا َّ‬ ‫لش خي َطان َّ‬ ‫َع ِن ُج َب خ ِ‬ ‫‪َ ،‬أنَّ ُه َر َأى َر ُس َ‬ ‫اَّللِ ☺ ُي َص َِل َص َالةً‪َ ،‬ف َق َال‪:‬‬ ‫ْي خب ِن ُم خط ِعم‬ ‫ول َّ‬ ‫احلمدُ َِّلل ِ كَثِْيا‪ ،‬و خ ِ ِ ِ‬ ‫ْيا‪،‬‬ ‫ً َ‬ ‫خرب كَبِ ًْيا‪َ ،‬و خ َ خ َّ‬ ‫خرب كَبِ ًْيا‪ُ َّ ،‬‬ ‫خرب كَبِ ًْيا‪ُ َّ ،‬‬ ‫« َّ ُ‬ ‫احلَ خمدُ ََّّلل كَث ً‬ ‫اَّلل َأك َ ُ‬ ‫اَّلل َأك َ ُ‬ ‫اَّلل َأك َ ُ‬ ‫ان اَّلل ِ بوخر ًة و َأ ِص ًيال َث َال ًثا‪َ ،‬أ ُعو ُذ بِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الشي َط ِ‬ ‫َو خ‬ ‫ان ِم خن‬ ‫اَّلل م َن َّ خ‬ ‫ْيا‪َ ،‬و ُس خب َح َ َّ ُ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫احلَ خمدُ ََّّلل كَث ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ورب‪ ،‬و َُه ُزه ا خملو َت ُة‪)3( .‬‬ ‫ُه ِز ِه»‪َ ،‬د َال‪َ :‬ن خف ُث ُه ِ‬ ‫الش خع ُر‪َ ،‬و َن خف ُخ ُه ا خل خ ُ َ خ ُ ُ‬ ‫َن خفخه َو َن خفثه َو َ خ‬ ‫عن َجابِ ِر خب ِن َع خب ِد اهللِ ¶‪َ ،‬أنَّ ُه َس ِم َع النَّبِ َّي ☺ َي ُق ُ‬ ‫الر ُج ُل‬ ‫ول‪« :‬إِ َذا َد َخ َل َّ‬ ‫بي َته‪َ ،‬ف َذكَر اَّلل ِعنخدَ د ُخول ِ ِه و ِعنخدَ َطع ِ‬ ‫الش خي َط ُ‬ ‫ام ِه‪َ ،‬د َال َّ‬ ‫يت َلو خُم‪َ ،‬والَ َع َشا َء‪،‬‬ ‫ان‪ :‬الَ َمبِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َخ ُ‬ ‫َ َّ َ‬

‫)‪ )1‬رواه أبو داود يف سننه (‪ ،)349\1‬ودال النووي يف األذكار (‪ :)31\1‬حديث حسن‪ ،‬رواه أبو داود‬ ‫بإسناد جيد‪.‬‬

‫)‪ )2‬رواه ابن ماجه يف سننه (‪ ،)494\1‬ودال البوصْيي يف مصباح الزجاجة (‪َ :)97\1‬ه َذا إِ خسنَاد َص ِحيح‬ ‫ِر َجاله ثِ َقات‪.‬‬ ‫)‪ )3‬سنن أيب داود (‪.)203/1‬‬ ‫‪45‬‬

‫الش خي َط ُ‬ ‫اَّلل ِعنخدَ ُد ُخول ِ ِه‪َ ،‬د َال َّ‬ ‫يت‪َ ،‬وإِ َذا َمل خ َي خذك ُِر‬ ‫ان‪َ :‬أ خد َر خكت ُُم ا خملَبِ َ‬ ‫َوإِ َذا َد َخ َل‪َ ،‬ف َل خم َي خذك ُِر َّ َ‬ ‫اَّلل ِعنخدَ َطع ِ‬ ‫شاء»‪)1(.‬‬ ‫ام ِه‪َ ،‬د َال‪َ :‬أ خد َر خكت ُُم ا خملَبِ َ‬ ‫َ‬ ‫يت َوا خل َع َ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُضنَا َم َع النَّبِ ِي ☺ َط َعا ًما َملخ ن ََض خع َأيخ ِد َينَا‬ ‫عن ُح َذ خي َف َة ◙‪َ ،‬د َال‪ُ :‬كنَّا إ َذا َح َ خ‬ ‫ول اهللِ ☺ َف َي َض َع َيدَ ُه‪َ ،‬وإِنَّا َح َُضنَا َم َع ُه َم َّر ًة َط َع ًاما‪َ ،‬ف َجا َء خت َج ِ‬ ‫َحتَّى َي خبدَ َأ َر ُس ُ‬ ‫ار َية‬ ‫خ‬ ‫ك ََأ َّهنَا تُدخ َف ُع‪َ ،‬ف َذ َه َب خت لِت ََض َع َيدَ َها ِيف ال َّط َعا ِم‪َ ،‬ف َأ َخ َذ َر ُس ُ‬ ‫ول اهللِ ☺ بِ َي ِد َها‪ُ ،‬ث َّم َجا َء‬ ‫َ‬ ‫ايب ك ََأن ََّام ُيدخ َف ُع َف َأ َخ َذ بِ َي ِد ِه‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫ول اهللِ ☺‪« :‬إِ َّن َّ‬ ‫الش خي َطا َن َي خست َِح ُّل ال َّط َعا َم‬ ‫أ خع َر ِ ٌّ‬ ‫اري ِة لِيست ِ‬ ‫اس ُم اهلل ِ َع َل خي ِه‪َ ،‬وإِ َّن ُه َجا َء ِبَ ِذ ِه خ‬ ‫ت بِ َي ِد َها‪َ ،‬ف َجا َء‬ ‫َح َّل ِبَا َف َأ َخ خذ ُ‬ ‫اجلَ ِ َ َ خ‬ ‫َأ خن الَ ُي خذك ََر خ‬ ‫ِب َذا األَ خعر ِايب لِيست ِ‬ ‫ت بِ َي ِد ِه‪َ ،‬وا َّل ِذي َن خف ِِس بِ َي ِد ِه‪ ،‬إِ َّن َيدَ ُه ِيف َي ِدي َم َع‬ ‫َح َّل بِ ِه َف َأ َخ خذ ُ‬ ‫َ ِ َخ‬ ‫َ‬ ‫ي ِدها»‪)2(.‬‬ ‫َ َ‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني َأ خع ُ ِ‬ ‫ني‬ ‫اَّلل ☺ َد َال‪َ « :‬س خ ُرت َما َب خ َ‬ ‫فعن َع ِ َِل خب ِن َأ ِيب َطالب ◙‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ َّ‬ ‫اجلن و َعور ِ‬ ‫م اَّلل ِ»‪)3( .‬‬ ‫ات َبنِي آ َد َم‪ :‬إِ َذا َد َخ َل َأ َحدُ ُه ُم اْلَ َال َء‪َ ،‬أ خن َي ُق َ‬ ‫ول‪ :‬بِ خس ِ َّ‬ ‫ِ ِ َ خَ‬

‫)‪ )1‬صحيح مسلم (‪.)108\6‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح مسلم (‪.)107\6‬‬

‫)‪ )3‬رواه الرتمذي يف سننه (‪ ،)503\2‬وابن ماجه يف سننه (‪ ،)199\1‬ودال الرتمذي‪َ :‬ه َذا َح ِديث َغ ِريب‬ ‫ِ‬ ‫الو خج ِه‪َ ،‬وإِ خسنَا ُد ُه َل خي َس بِ َذ َ‬ ‫اك ال َق ِو ِي‪َ ،‬و َددخ ُر ِو َي َع خن َأنَس‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِي ﷺ َأ خش َيا ُء ِيف‬ ‫َال َن خع ِر ُف ُه إِ َّال م خن َه َذا َ‬ ‫َه َذا‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫أخرج الشيخان من حديث خاب ِن َع َّباس ¶‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِي ☺‪َ ،‬د َال‪َ « :‬أ َما‬ ‫ان َو َجن ِ‬ ‫الش خي َط َ‬ ‫الش خي َط َ‬ ‫ِب َّ‬ ‫اَّللِ‪ ،‬ال َّل ُه َّم َجنِ خبنَا َّ‬ ‫ان َما‬ ‫إِ َّن َأ َحدَ ك خُم إِ َذا َأتَى َأ خه َل ُه‪َ ،‬و َد َال‪ :‬بِ خس ِم َّ‬ ‫ان»‪)1(.‬‬ ‫ِ‬ ‫الش خي َط ُ‬ ‫ُض ُه َّ‬ ‫َر َز خد َتنَا‪َ ،‬ف ُرز َدا َو َلدً ا َمل خ َي ُ َّ‬ ‫واحلديث دل عىل انتفاء الُضر أما ما دونه من األذى فهو حاصل جلميع بني‬ ‫آدم ♠ سوى مريم بنت عمران ▲ وابنها عيسى ♠‪.‬‬ ‫الش خي َط ُ‬ ‫َف َع ِن َأ ِيب ُه َر خي َر َة ◙‪َ :‬أ َّن النَّبِ َّي ☺ َد َال‪َ « :‬ما ِم خن َم خو ُلود ُيو َلدُ إِ َّال َو َّ‬ ‫ان‬ ‫ني يو َلدُ ‪َ ،‬فيست َِه ُّل ص ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشي َط ِ‬ ‫ان إِ َّيا ُه‪ ،‬إِ َّال َم خر َي َم َو خابنَ َها»‪ُ ،‬ث َّم َي ُق ُ‬ ‫ول‬ ‫ار ًخا م خن َم ِس َّ خ‬ ‫َ‬ ‫َي َم ُّس ُه ح َ ُ‬ ‫َخ‬ ‫َأبُو ُه َر خي َرةَ‪َ :‬وا خد َر ُءوا إِ خن ِش خئت خُم‪ :‬ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬ ‫ﯭ ﯮ ﭼ [آل عمران‪)2(.]36 :‬‬

‫وهذا يدل عىل أن الشياطني تستغل حاالت الضعف عند بني البرش لتؤذهيم‬ ‫وتُض بم كحال النوم واجلامع‪ ،‬أو دخول اْلالء‪.‬‬ ‫َش الشيطان‬ ‫لذلك َم َّن اهلل تعاَل علينا بأن أوحى إَل نبيه ُممد ☺ ما نتقي به َّ‬

‫وكيده؛ فإنه كام دال اهلل تعاَل‪ :‬ﭽ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ‬ ‫ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﭼ[األعراف‪ ،]27 :‬ودال تعاَل‪ :‬ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭼ [يوسف‪.]5 :‬‬ ‫)‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)122\4‬صحيح مسلم (‪.)155\4‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪ ،)34\6‬صحيح مسلم (‪.)97\7‬‬ ‫‪47‬‬

‫عن َأن ِ‬ ‫َس خب ِن َمالِك ◙‪َ ،‬د َال‪ :‬ك َ‬ ‫ْل َ‬ ‫ال َء َد َال‪ « :‬ال َّل ُه َّم‬ ‫َان النَّبِ ُّي ☺ إِ َذا َد َخ َل ا َ‬ ‫ث واْلبائِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث »‪)1(.‬‬ ‫إِ ِين َأ ُعو ُذ بِ َك م َن اْلُ ُب َ َ َ‬

‫وفيه أحاديث كثْية نذكر منها‪:‬‬ ‫عن َأ ِيب ُهرير َة ◙‪َ ،‬ع ِن النَّبِي ☺‪َ ،‬د َال‪« :‬إِ َذا َأوى َأحدُ كُم إِ ََل فِر ِ‬ ‫اش ِه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ خ‬ ‫ِ‬ ‫َ خَ‬ ‫اشه بِدَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخ َل ِة إِ َز ِار ِه‪َ ،‬ف ِإ َّن ُه الَ َيدخ ِري َما َخ َل َف ُه َع َل خي ِه‪ُ ،‬ث َّم َي ُق ُ‬ ‫اس ِم َك َر ِب‬ ‫َف خل َينخ ُف خض ف َر َ ُ‬ ‫ول‪ :‬بِ خ‬ ‫ت جنخبِي وبِ َك َأر َفعه‪ ،‬إِ خن َأمسو َ ِ‬ ‫اح َف خظ َها بِ َام‬ ‫خت َن خفِس َف خار َمح َخها‪َ ،‬وإِ خن َأ خر َس خلت ََها َف خ‬ ‫خ ُُ‬ ‫َ‬ ‫َو َض خع ُ َ‬ ‫خ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الص ِ ِ‬ ‫ني»‪)2(.‬‬ ‫احل َ‬ ‫َحتخ َف ُظ بِه ع َبا َد َك َّ‬ ‫َان إِ َذا َأوى إِ ََل ِفر ِ‬ ‫وعن َع ِائ َش َة ▲‪َ ،‬أ َّن النَّبِ َّي ☺ ك َ‬ ‫اش ِه ك َُّل َل خي َلة ََج ََع‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يه َام َف َق َرأ َ ِف ِ‬ ‫َك َّف خي ِه‪ُ ،‬ث َّم َن َف َث ِف ِ‬ ‫يه َام‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭼ َوﭽ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬ ‫اع ِم خن َج َس ِد ِه‪َ ،‬ي خبدَ ُأ ِ ِب َام َع َىل‬ ‫اس َت َط َ‬ ‫ﭼ َوﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﭼ‪ُ ،‬ث َّم َي خم َس ُح ِبِ َام َما خ‬ ‫ث مرات‪)3( .‬‬ ‫َر خأ ِس ِه َو َو خج ِه ِه َو َما َأ خد َب َل ِم خن َج َس ِد ِه َي خف َع ُل َذل ِ َك َث َ‬ ‫ال َ َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫َو َع خن ُس َه خيل‪َ ،‬د َال‪ :‬ك َ‬ ‫َام‪َ ،‬أ خن َي خض َط ِج َع‬ ‫َان َأبُو َصالح َي خأ ُم ُرنَا‪ ،‬إِ َذا َأ َرا َد َأ َحدُ نَا َأ خن َين َ‬ ‫ول‪« :‬ال َّلهم رب السامو ِ‬ ‫ض َو َر َّب ا خل َع خر ِ‬ ‫ات َو َر َّب األَ خر ِ‬ ‫َع َىل ِش ِق ِه األَيخ َم ِن‪ُ ،‬ث َّم َي ُق ُ‬ ‫ش‬ ‫ُ َّ َ َّ َّ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫اإلن ِ‬ ‫ب َوالن ََّوى‪َ ،‬و ُمن ِخز َل الت خَّو َر ِاة َو ِ‬ ‫خج ِ‬ ‫َشء‪َ ،‬فال ِ َق خ‬ ‫يل‬ ‫احلَ ِ‬ ‫ا خل َعظي ِم‪َ ،‬ر َّبنَا َو َر َّب ك ُِل َ خ‬ ‫)‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)71\8‬صحيح مسلم (‪.)195\1‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪ ،)70\8‬صحيح مسلم (‪.)79\8‬‬ ‫)‪ )3‬صحيح البخاري (‪.)70\8‬‬ ‫‪48‬‬

‫ان‪َ ،‬أ ُعو ُذ بِ َك ِمن ََش ك ُِل ََشء َأن َخت ِ‬ ‫وا خل ُفر َد ِ‬ ‫آخذ بِن ِ‬ ‫َاصيَتِ ِه‪ ،‬ال َّل ُه َّم َأن َخت األَ َّو ُل َف َل خي َس‬ ‫َ خ‬ ‫خ ِ‬ ‫خ‬ ‫َدب َل َك ََشء‪ ،‬و َأن َخت ِ‬ ‫اآلخر َف َليس بعدَ َك ََشء‪ ،‬و َأن َخت ال َّظ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َشء‪،‬‬ ‫ك‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫ف‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫اه‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫خ َ‬ ‫خ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫خ‬ ‫ِ‬ ‫َشء‪ ،‬ا خد ِ‬ ‫ض َعنَّا الدَّ خي َن‪َ ،‬و َأ خغنِنَا ِم َن ا خل َف خق ِر»‪َ ،‬وك َ‬ ‫َان َي خر ِوي‬ ‫َو َأن َخت ا خل َباط ُن َف َل خي َس ُدون ََك َ خ‬ ‫ن النَّبِي ☺‪)1(.‬‬ ‫َذل ِ َك َع خن َأ ِيب ُه َر خي َرةَ‪َ ،‬ع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ول اهللِ ☺‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫الس َل ِم َّي ِة ▲‪َ ،‬أ َّهنَا َس ِم َع خت َر ُس َ‬ ‫ول‪:‬‬ ‫عن َخ خو َل َة بِنخت َحويم ُّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َش َما َخ َل َق‪َ ،‬ف ِإ َّن ُه الَ‬ ‫«إِ َذا ن ََز َل َأ َحدُ ك خُم َمن ِخزالً‪َ ،‬ف خل َي ُق خل‪َ :‬أ ُعو ُذ بِوَل َامت اهلل التَّا َّمات م خن َ ِ‬ ‫ي ُُضه ََشء حتَّى ير َ ِ‬ ‫حت َل ِمنخه»‪)2(.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ ُّ ُ خ َ َ خ‬ ‫عن َع ِ‬ ‫ام ِر خب ِن َربِي َع َة ◙‪َ ،‬د َال‪َ :‬د َال َر ُس ُ‬ ‫اَّللِ ☺‪« :‬إِ َذا َر َأى َأ َحدُ ك خُم ِم خن‬ ‫ول َّ‬ ‫جبه َف خليدخ ع بِا خل ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني ح ٌّق»‪)3(.‬‬ ‫ربكَة؛ َف ِإ َّن ا خل َع خ َ َ‬ ‫َن خفسه َو َأخيه َما ُي خع ُ ُ َ ُ َ َ‬

‫│‬

‫)‪ )1‬صحيح مسلم (‪.)78\8‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح مسلم (‪.)76\8‬‬ ‫)‪ )3‬رواه احلاكم يف مستدركه (‪ )240\4‬وصححه‪.‬‬ ‫‪49‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬ ‫لقد جاءت األدلة واآلثار تنص على مالزمة بعض العبادات واألذكار‬ ‫واألدوية اليت فيها الشفاء‪ ،‬ولكن بعضها أمر وقائي‪ ،‬وبعضها أمر عالجي‪،‬‬ ‫وحنن نذكرها يف هذا الفصل جمملة‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬احملافظة على صالة الفجر‪.‬‬

‫ِ‬ ‫اَّللِ خب ِن َم خس ُعود ◙‪َ ،‬د َال‪ُ :‬ذكِ َر ِعنخدَ النَّبِ ِي ☺ َر ُجل‪َ ،‬ف ِق َيل‪َ :‬ما‬ ‫عن َع خبد َّ‬ ‫ِ‬ ‫ان ِيف ُأ ُذن ِ ِه»‪)1(.‬‬ ‫الش خي َط ُ‬ ‫الص َ‬ ‫ال ِة‪َ ،‬ف َق َال‪َ « :‬ب َال َّ‬ ‫َز َال نَائ ًام َحتَّى َأ خص َب َح‪َ ،‬ما َدا َم إِ ََل َّ‬ ‫ب ب ِن عب ِد اهللِ‬ ‫ول‪َ :‬د َال َر ُس ُ‬ ‫‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ول اهللِ ☺‪َ « :‬م خن َص َّىل‬ ‫َو َع خن ُجنخدَ ِ خ َ خ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫اهلل ِم خن ِذ َّمتِ ِه بِ ََشء َفيُدخ ِر َك ُه َفيَ ُو َّب ُه ِيف ن ِ‬ ‫َار‬ ‫ُّ‬ ‫الص خب َح َف ُه َو يف ذ َّمة اهلل‪َ ،‬ف َال َي خط ُل َبنَّو ُُم ُ‬ ‫خ‬ ‫جهنَّم»‪)2(.‬‬ ‫َ َ َ‬ ‫ثانياً‪ :‬صالة اجلماعة‪.‬‬

‫َع خن َم خعدَ َ‬ ‫ان خب ِن َأ ِيب َط خل َح َة ا خل َي خع ُم ِر ِي‪َ ،‬د َال‪َ :‬د َال ِيل َأبُو الدَّ خر َد ِاء‪َ :‬أيخ َن َم خس َون َُك؟‬ ‫ول اهللِ ☺ َي ُق ُ‬ ‫خص‪َ ،‬د َال‪َ :‬س ِم خع ُت َر ُس َ‬ ‫َد َال‪ُ :‬د خل ُت‪ِ :‬يف َد خر َية ُد َ‬ ‫ول‪َ « :‬ما ِم خن َث َال َثة‬ ‫ون ِمح َ‬ ‫ِيف َد خر َية‪َ ،‬و َال ُي َؤ َّذ ُن‪َ ،‬و َال ُت َقا ُم فِ ِ‬ ‫الش خي َط ُ‬ ‫است خَح َو َذ َع َل خي ِه ُم َّ‬ ‫ان َع َل خي َك‬ ‫الص َل َو ُ‬ ‫يه ُم َّ‬ ‫ات‪ ،‬إِ َّال خ‬

‫)‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)52\2‬صحيح مسلم (‪.)187\2‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح مسلم (‪.)454\1‬‬ ‫‪50‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجلَ َام َع ِة‪َ ،‬ف ِإن ََّام َي خأك ُُل ِ‬ ‫بِ خ‬ ‫اجل َام َع ِة‬ ‫السائ ُ‬ ‫الذئ ُ‬ ‫ب‪َ :‬ي خعني بِ خ َ‬ ‫خب ا خل َقاص َي َة»‪َ ،‬د َال خاب ُن َم خهد ٍّي‪َ :‬د َال َّ‬ ‫ِيف الص َال ِة‪)1( .‬‬ ‫َّ‬ ‫ثالثاً‪ :‬قيام الليل‪.‬‬

‫عن َأ ِيب ُه َر خي َر َة ◙‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬ ‫الش خي َط ُ‬ ‫اَّللِ ☺ َد َال‪َ « :‬ي خع ِقدُ َّ‬ ‫ان َع َىل َدافِ َي ِة‬ ‫ول َّ‬ ‫ث ُع َقد َي خ ِ‬ ‫َر خأ ِ‬ ‫ال َ‬ ‫س َأ َح ِدك خُم إِ َذا ُه َو نَا َم َث َ‬ ‫ُض ُب ك َُّل ُع خقدَ ة َع َليخ َك َل خيل َط ِويل‪َ ،‬ف خار ُددخ َف ِإ ِن‬ ‫ت ُع خقدَ ة‪َ ،‬ف ِإ خن ت ََو َّض َأ ان َخح َّل خت ُع خقدَ ة‪َ ،‬ف ِإ خن َص َّىل ان َخح َّل خت ُع خقدَ ة‪،‬‬ ‫اَّلل‪ ،‬ان َخح َّل خ‬ ‫خ‬ ‫اس َت خي َق َظ َف َذك ََر َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫ن»‪)2( .‬‬ ‫يث النَّ خف ِ‬ ‫ب النَّ خف ِ‬ ‫ال َ‬ ‫س َوإِ َّال َأ خص َب َح َخبِ َ‬ ‫س ك خَس َ‬ ‫َف َأ خص َب َح نَشي ًطا َط ِي َ‬ ‫رابعاً‪ :‬األذان واإلقامة‪.‬‬

‫ول ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫لص َ‬ ‫ال ِة َأ خد َب َر‬ ‫اَّلل ☺ َد َال‪« :‬إِ َذا نُود َي ل َّ‬ ‫وعن َأ ِيب ُه َر خي َر َة ◙‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ َّ‬ ‫الش خي َط ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْضاط‪َ ،‬حتَّى الَ َي خس َم َع الت خَّأ ِذي َن‪َ ،‬ف ِإ َذا َد ََض النِدَ ا َء َأ خد َب َل‪َ ،‬حتَّى إِ َذا ُث ِو َب‬ ‫ان‪َ ،‬و َل ُه ُ َ‬ ‫بِالص َ ِ‬ ‫ني امل خَر ِء َو َن خف ِس ِه‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ول‪ :‬ا خذك خُر‬ ‫يب َأ خد َب َل‪َ ،‬حتَّى ََيخطِ َر َب خ َ‬ ‫الة َأ خد َب َر‪َ ،‬حتَّى إِ َذا َد ََض ال َّت خث ِو َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ظ َّل الرج ُل الَ يدخ ِري كَم ص َّىل»‪)3(.‬‬ ‫خ َ‬ ‫َ‬ ‫ك ََذا‪ ،‬ا خذك خُر ك ََذا‪ ،‬ملَا َمل خ َي ُو خن َي خذك ُُر َحتَّى َي َ َّ ُ‬ ‫خامساً‪ :‬استعمال الراقي ألصول الطب الواردة يف القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ب َث َال َثة‪ :‬خ ِ‬ ‫‪َ :‬و ُأ ُص ُ‬ ‫الص َّح ِة‪،‬‬ ‫قال اإلمام ابن القيم‬ ‫احل خم َي ُة‪َ ،‬وح خف ُظ ِ‬ ‫ول ال ِط ِ‬ ‫املَاد ِة ا خمل ِ ِ‬ ‫و ِ‬ ‫َجعها اَّلل َتع َاَل َله و ِألُمتِ ِه ِيف َث َال َث ِة مو ِ‬ ‫اض َع ِم خن كِتَابِ ِه‪.‬‬ ‫ََ‬ ‫ُضة‪َ ،‬و َددخ َ َ َ َ َّ ُ َ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫َ خ‬ ‫است خف َرا ُغ خ َّ ُ َّ‬

‫)‪ )1‬رواه اإلمام أمحد يف مسنده (‪ )507/45‬بسند حسن‪.‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪ ،)52\2‬صحيح مسلم (‪.)187\2‬‬ ‫)‪ )3‬صحيح البخاري (‪ ،)125\1‬صحيح مسلم (‪.)5\2‬‬ ‫‪51‬‬

‫خشْيَةً مِنَ الضَّرَرِ‪َ ،‬ف َق َال َت َع َاَل‪ :‬ﭽ ﯘ‬ ‫عمَالِ ا ْلمَاءِ َ‬ ‫فَ َحمَى ا ْلمَرِيضَ مِنَ اسْتِ ْ‬ ‫ﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞ ﯟ ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ‬ ‫اح ال َّت َي ُّم َم ل ِ خل َم ِر ِ‬ ‫اح ُه‬ ‫يض ِ خ‬ ‫مح َي ًة َل ُه‪ ،‬ك ََام َأبَ َ‬ ‫ﯪ ﯫ ﯬ ﭼ [النساء‪َ ،]43 :‬ف َأبَ َ‬ ‫ل ِ خلع ِ‬ ‫اد ِم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َوقَالَ فِي حِفْظِ الصِّحَّةِ‪ :‬ﭽ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫اف ِر ا خل ِف خطر ِيف رم َض َ ِ‬ ‫ﭿ ﭼ [البقرة‪َ ،]184 :‬ف َأباح ل ِ خلمس ِ‬ ‫جيت َِم َع‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫ان ح خف ًظا لص َّحته ل َئ َّال َ خ‬ ‫ِِ‬ ‫الص َّح َة‪.‬‬ ‫الس َف ِر َف ُي خض ِع َ‬ ‫ف ا خل ُق َّو َة َو ِ‬ ‫َع َىل ُد َّوته َّ‬ ‫الص خو ُم َو َم َش َّق ُة َّ‬ ‫ق الرَّ ْأسِ ِل ْلمُحْرِمِ‪ :‬ﭽ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬ ‫حلْ ِ‬ ‫َوقَالَ فِي الِاسْتِفْرَا ِغ فِي َ‬ ‫اح ل ِ خل َم ِر ِ‬ ‫يض َو َم خن بِ ِه‬ ‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﭼ [البقرة‪َ ،]196 :‬ف َأبَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َأ ًذى ِمن ر خأ ِس ِه و ُهو ُُم ِخرم‪َ ،‬أ خن َ ِ‬ ‫الر ِدي َئ َة‬ ‫َ َ‬ ‫حيل َق َر خأ َس ُه َو َي خس َت خف ِر َغ ا خ َمل َوا َّد ا خل َفاسدَ َة َو خاألَبخخ َر َة َّ‬ ‫خ َ‬ ‫خ‬ ‫ا َّلتِي ت َُو ِلدَ َع َل خي ِه ا خل َق خم َل‪ ،‬ك ََام َح َص َل ل ِ َو خع ِ‬ ‫ب خب ِن ُع خج َر َة َأ خو ت َُو ِلدَ َع َل خي ِه ا خمل ََر ُض‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ور ًة‬ ‫َو َهذه ال َّث َال َث ُة ه َي َد َواعدُ ال ِط ِ‬ ‫ب َو ُأ ُصو ُل ُه‪َ ،‬ف َذك ََر م خن ك ُِل جنخس من َخها َش خي ًئا َو ُص َ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫اد ِه ِيف َأم َث ِاهلا ِمن ِ خ ِ‬ ‫َتنخبِيها ِبا َع َىل نِعمتِ ِه َع َىل ِعب ِ‬ ‫استِ خف َرا ِغ‬ ‫خ َ خ‬ ‫َ‬ ‫مح َيت ِه خم‪َ ،‬وح خفظ ص َّحت ِه خم‪َ ،‬و خ‬ ‫خَ‬ ‫ً َ‬ ‫وف ِ‬ ‫موا د َأ َذ ُاهم ر خ َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫يم‪ )1( .‬ا‪.‬ـه‬ ‫ََ ِ‬ ‫الرح ُ‬ ‫الر ُء ُ َّ‬ ‫مح ًة لع َباده‪َ ،‬و ُل خط ًفا ِ ِب خم َو َر خأ َف ًة ِ ِب خم‪َ .‬و ُه َو َّ‬ ‫خ َ‬

‫)‪ )1‬زاد املعاد (‪.)159\1‬‬ ‫‪52‬‬

‫سادساً‪ :‬االصطباح بسبع مترات من عجوة العالية‪ ،‬أو من العجوة عموماً‪،‬‬ ‫أو من متر املدينة عموماً‪.‬‬ ‫عن َع ِائ َش َة ▲‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬ ‫ول اهللِ ☺ َد َال‪« :‬إِ َّن ِيف َع خج َو ِة ا خل َعال ِ َي ِة ِش َفا ًء‪َ ،‬أ خو‬ ‫إِهنا تِرياق‪َ ،‬أو َل ا خلبوخر ِة»‪)1(.‬‬ ‫َّ َ خ َ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫ول‪َ :‬س ِم خع ُت َر ُس َ‬ ‫وعن َس خع ِد خب ِن َأ ِيب َو َّداص ◙‪َ ،‬د َال‪َ :‬س ِم خع ُت َأ ِيب‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ول‬ ‫اَّللِ‬ ‫ول‪« :‬م ِن اص َطبح بِسب ِع َمتر ِ‬ ‫َ‬ ‫ُض ُه َذل ِ َك ال َي خو َم َس ٌّم‪َ ،‬والَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫مل‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫و‬ ‫ج‬ ‫ع‬ ‫ات‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫☺‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خ َّ‬ ‫ِ‬ ‫سحر»‪ .‬متفق عليه‪)2( .‬‬ ‫خ‬ ‫ُض ُه‬ ‫ني الَ َب َت خي َها ِح َ‬ ‫ويف رواية ملسلم دال‪َ « :‬م خن َأك ََل َس خب َع َمت َ َرات ِممَّا َب خ َ‬ ‫ني ُي خصبِ ُح‪َ ،‬مل خ َي ُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِس»‪.‬‬ ‫ُس ٌّم َحتَّى ُي خم َ‬ ‫سابعاً‪ :‬العسل‪ ،‬واحلجامة‪.‬‬ ‫دال تعاَل‪ :‬ﭽ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬ ‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬ ‫ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﭼ [النحل‪.]69 – 68 :‬‬

‫الش َفاء ِيف َث َ ِ‬ ‫َش َط ِة‬ ‫َ‬ ‫وع ِن ا خب ِن َع َّباس ¶‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِي ☺ َد َال‪ُ ِ « :‬‬ ‫ال َثة‪ :‬يف َ خ‬ ‫ِ‬ ‫ن الوَي»‪)3(.‬‬ ‫َش َب ِة َع َسل‪َ ،‬أ خو َك َّية بِنَار‪َ ،‬و َأنَا َأ خهنَى ُأ َّمتِي َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُم َخجم‪َ ،‬أ خو َ خ‬

‫)‪ )1‬صحيح مسلم (‪.)124\6‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪ ،)140\7‬صحيح مسلم (‪.)123\6‬‬ ‫)‪ )3‬صحيح البخاري (‪.)123\7‬‬ ‫‪53‬‬

‫ثامناً‪ :‬القسط اهلندي‪.‬‬ ‫َعن ُأم َديس بِن ِ‬ ‫خت ُِم َخصن ▲‪َ ،‬دا َل خت‪َ :‬س ِم خع ُت النَّبِ َّي ☺ َي ُق ُ‬ ‫ول‪َ « :‬ع َل خيو خُم‬ ‫خ ِ خ‬ ‫يه سبع َة َأ خش ِفية‪ :‬يس َتع ُط بِ ِه ِمن الع خذر ِة‪ ،‬وي َلدُّ بِ ِه ِمن َذ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ات‬ ‫خ‬ ‫َ ُ َ َُ‬ ‫َ ُخ َ‬ ‫ِبَ َذا ال ُعود اهلنخد ِي‪َ ،‬ف ِإ َّن ف َ خ َ‬ ‫خب»‪)1(.‬‬ ‫اجلَن ِ‬ ‫تاسعاً‪ :‬احلبة السوداء لالقزحةل‪.‬‬ ‫َع ِن خاب ِن ِش َهاب‪َ ،‬د َال‪َ :‬أ خخ َ َرب ِين َأبُو َس َل َم َة‪َ ،‬و َس ِعيدُ خب ُن امل ُ َس ِي ِ‬ ‫ب‪َ ،‬أ َّن َأبَا ُه َر خي َرةَ‪،‬‬ ‫ول اَّللِ ☺ ي ُق ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس خو َد ِاء ِش َفاء ِم خن ك ُِل َداء‪ ،‬إِ َّال‬ ‫َ‬ ‫ُها‪َ :‬أنَّ ُه َسم َع َر ُس َ َّ‬ ‫َأ خخ َ َرب ُ َ‬ ‫ول‪« :‬يف احلَ َّبة َّ‬

‫السا َم»‪.‬‬ ‫َّ‬

‫الشونِيز‪)2( .‬‬ ‫َد َال ابن ِشهاب‪ :‬والسام املَوت‪ ،‬واحلب ُة السوداء‪ُّ :‬‬

‫خ ُ‬

‫َ‬

‫َ َّ ُ‬

‫خ ُ‬

‫َ َ َّ‬

‫َّ خ َ ُ‬

‫ُ‬

‫عاشراً‪ :‬التلبينة‪.‬‬

‫اَّللِ ☺ َي ُق ُ‬ ‫َع خن َع ِائ َش َة ▲‪َ ،‬دا َل خت‪َ :‬س ِم خع ُت َر ُس َ‬ ‫ول‪« :‬ال َّت خلبِينَ ُة‬ ‫ول َّ‬ ‫ل ِ ُف َؤ ِ‬ ‫ض احل خز ِ‬ ‫ن»‪)4( .‬‬ ‫اد امل َِر ِ‬ ‫يض‪ ،‬ت خَذ َه ُ‬ ‫ب بِ َب خع ِ ُ‬

‫ُِ‬ ‫جممة(‪)3‬‬ ‫َّ‬

‫دلنا‪ :‬التلبينة حساء يصنع من دديق الشعْي‪.‬‬

‫)‪ )1‬صحيح البخاري (‪.)124\7‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪ ،)125\7‬صحيح مسلم (‪.)25\7‬‬ ‫األعض ِ‬ ‫اح ُة‪َ ِ ،‬‬ ‫جمت َِم ًعا َغ خ َْي ُم خض َط ِر ِ‬ ‫ألنَّ ُه َيو ُ‬ ‫)‪ )3‬دال ابن األثْي‪َ :‬و خ‬ ‫اء‪( .‬النهاية يف غريب‬ ‫ُون خ خ‬ ‫ب خَخ َ‬ ‫الر َ‬ ‫اجلَ َام ُم َّ‬ ‫احلديث واألثر‪.)420\1 :‬‬ ‫)‪ )4‬صحيح البخاري (‪ ،)75\7‬صحيح مسلم (‪.)26\7‬‬ ‫‪54‬‬

‫حادي عشر‪ :‬تغيري مكان اجللوس‪.‬‬ ‫َع ِن خاب ِن ُع َم َر ¶‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِي ☺ َد َال‪« :‬إِ َذا َن َع َس َأ َحدُ ك خُم َي خو َم اجلُ ُم َع ِة‬ ‫ك»‪)1(.‬‬ ‫َف خل َيت ََح َّو خل ِم خن َجمخلِ ِس ِه َذل ِ َ‬ ‫َو َع خن َأ ِيب ُه َر خي َر َة ◙‪َ ،‬د َال‪َ :‬ع َّر خسنَا(‪َ )2‬م َع نَبِ ِي اهللِ ☺‪َ ،‬ف َل خم ن خَس َت خي ِق خظ َحتَّى‬ ‫سر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َط َلع ِ‬ ‫ت َّ‬ ‫اح َلتِ ِه‪َ ،‬ف ِإ َّن َه َذا َمن ِخزل‬ ‫َ‬ ‫الش خم ُس‪َ ،‬ف َق َال النَّبِ ُّي ☺‪« :‬ل َي خأ ُخ خذ ك ُُّل َر ُجل بِ َرأ خ ِ َ‬ ‫امل ِ‬ ‫ح َُضنَا فِ ِ‬ ‫َاء َفت ََو َّض َأ‪ُ ،‬ث َّم َس َجدَ َس خجدَ ت خ ِ‬ ‫ان»‪َ ،‬د َال‪َ :‬ف َف َع خلنَا‪ُ ،‬ث َّم َد َعا بِ خ‬ ‫الش خي َط ُ‬ ‫يه َّ‬ ‫َني‪ُ ،‬ث َّم‬ ‫َ َ‬ ‫ُأ ِد ِ‬ ‫ال ُة َفص َّىل ا خل َغدَ اةَ‪)3( .‬‬ ‫الص َ َ‬ ‫يمت َّ‬ ‫َ‬ ‫ثاني عشر‪ :‬القيام للصالة أو االستعاذة مع التفل على اليسار والتحول‬ ‫عن اجلنب عند رؤية ما يكره يف املنام‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫اَّللِ‪َ ،‬واحلُ ُل ُم‬ ‫الر خؤ َيا َّ‬ ‫الصاحلَ ُة م َن َّ‬ ‫عن َأ ِيب َدتَا َد َة ◙‪َ ،‬د َال‪َ :‬د َال النَّبِ ُّي ☺‪ُّ « :‬‬ ‫َيا ُفه َف خليبص خق َعن يس ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم َن َّ‬ ‫اَّلل ِ ِم خن‬ ‫الش خي َطان‪َ ،‬ف ِإ َذا َح َل َم َأ َحدُ ك خُم ُح ُل ًام َ َ ُ َ خ ُ‬ ‫اره‪َ ،‬و خل َي َت َع َّو خذ بِ َّ‬ ‫خ ََ‬ ‫َُض ُه»‪ )4(.‬متفق عليه‪.‬‬ ‫َش َها‪َ ،‬ف ِإ َّهنَا الَ ت ُ ُّ‬ ‫َ ِ‬ ‫ال َ‬ ‫ويف رواية عندُها‪َ « :‬ف خل َين ِخف خ‬ ‫ني َي خس َت خي ِق ُظ َث َ‬ ‫ث َم َّرات»‪.‬‬ ‫ث ِح َ‬ ‫ويف رواية ملسلم‪َ « :‬و خل َيت ََح َّو خل َع خن َجنخبِ ِه ا َّل ِذي ك َ‬ ‫َان َع َل خي ِه»‪.‬‬ ‫)‪ )1‬رواه الرتمذي يف سننه (‪ ،)404\2‬ودال‪َ :‬ه َذا َح ِديث َح َسن َص ِحيح‪.‬‬ ‫)‪ )2‬ال َّتع ِريس‪ :‬نُزول املسافر ِ‬ ‫رتاحة‪ .‬النهاية يف غريب احلديث واألثر‬ ‫آخ َر ال َّل خي ِل ن خَز َل ًة للنَّوم‬ ‫واالس َ‬ ‫خ‬ ‫خ‬ ‫َُ‬

‫(‪.)206\3‬‬

‫)‪ )3‬صحيح مسلم (‪.)138\2‬‬ ‫)‪ )4‬صحيح البخاري (‪ ،)125\4‬صحيح مسلم (‪.)51\7‬‬ ‫‪55‬‬

‫الز َم ُ‬ ‫ان َمل خ َت َودخ ُر خؤ َيا‬ ‫رت َب َّ‬ ‫وعن َأ ِيب ُه َر خي َر َة ◙‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِي ☺‪َ ،‬د َال‪« :‬إِ َذا ا خد َ َ‬ ‫ا خمل ُ خسلِ ِم َتو ِخذ ُب‪َ ،‬و َأ خصدَ ُدو خُم ُر خؤ َيا َأ خصدَ ُدو خُم َح ِدي ًثا‪َ ،‬و ُر خؤ َيا ا خمل ُ خسلِ ِم ُج خزء ِم خن ََخخس‬ ‫ِ ِ‬ ‫ني ُج خز ًءا ِم َن النُّ ُب َّو ِة‪َ ،‬وال ُّر خؤ َيا َث َ‬ ‫رشى ِم َن اهللِ‪َ ،‬و ُر خؤ َيا َحتخ ِزين‬ ‫َو َأ خر َب ِع َ‬ ‫ال َثة‪َ :‬ف ُر خؤ َيا َّ‬ ‫الصاحلَة ُب خ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حيدِ ُ‬ ‫ِم َن َّ‬ ‫ث ا خمل خَر ُء َن خف َس ُه‪َ ،‬ف ِإ خن َر َأى َأ َحدُ ك خُم َما َيو َخر ُه َف خل َي ُق خم َف خل ُي َص ِل‪،‬‬ ‫الش خي َطان‪َ ،‬و ُر خؤ َيا ممَّا ُ َ‬ ‫ث ِبا النَّاس»‪)1(.‬‬ ‫والَ ُحيدِ خ‬

‫َ‬

‫َ‬

‫َ‬

‫َ‬

‫ثالث عشر‪ :‬االستعاذة مع التفل على اليسار ملن عرض له وسواس يف‬ ‫صالته‪.‬‬ ‫عن ُع خث َام َن خب ِن َأ ِيب ا خل َع ِ‬ ‫اص ◙‪َ ،‬أنَّ ُه َأتَى النَّبِ َّي ☺‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫ول اهللِ‪ ،‬إِ َّن‬ ‫ال ِت َو ِد َرا َء ِت َي خلبِ ُس َها َع َ ََّل‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫الش خي َط َ‬ ‫ني َص َ‬ ‫َّ‬ ‫ول اهللِ ☺‪:‬‬ ‫ان َددخ َح َال َب خينِي َو َب خ َ‬ ‫اَّلل ِ ِمنخ ُه‪َ ،‬وات ِخف خل َع َىل َي َس ِ‬ ‫« َذ َ‬ ‫ار َك‬ ‫اك َش خي َطان ُي َق ُال َل ُه َخن َخزب‪َ ،‬ف ِإ َذا َأ خح َس خس َت ُه َف َت َع َّو خذ بِ َّ‬ ‫ك َف َأ خذهبه اَّلل عنِي‪)2( .‬‬ ‫ال ًثا»‪َ ،‬د َال‪َ :‬ف َف َع خل ُت َذل ِ َ‬ ‫َث َ‬ ‫َ َ ُ َّ ُ َ‬ ‫رابع عشر‪ :‬الوضوء قبل النوم للجنب وغري اجلنب‪.‬‬

‫ول ِ‬ ‫ْل َّط ِ‬ ‫اَّلل ☺‪َ :‬أيَ خر ُددُ‬ ‫عن خاب ِن ُع َم َر ¶‪َ ،‬أ َّن ُع َم َر خب َن ا َ‬ ‫اب‪َ ،‬س َأ َل َر ُس َ َّ‬ ‫ْي ُددخ َو ُه َو ُجنُب» ويف رواية‬ ‫َأ َحدُ نَا َو ُه َو ُجنُب؟ َد َال‪َ « :‬ن َع خم إِ َذا ت ََو َّض َأ َأ َحدُ ك خُم‪َ ،‬ف خل َ خ‬ ‫ِ‬ ‫ك‪ُ ،‬ثم نَم»‪)3(.‬‬ ‫ملسلم دال ☺‪« :‬ت ََو َّض خأ َوا خغس خل َذك ََر َ َّ خ‬

‫)‪ )1‬صحيح مسلم (‪.)52\7‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح مسلم (‪.)20\7‬‬ ‫)‪ )3‬صحيح البخاري (‪ ،)65\1‬صحيح مسلم (‪.)170\1‬‬ ‫‪56‬‬

‫َع خن َع ِائ َش َة ▲‪َ ،‬دا َل خت‪« :‬ك َ‬ ‫َان النَّبِ ُّي ☺إِ َذا َأ َرا َد َأ خن َينَا َم‪َ ،‬و ُه َو ُجنُب‪َ ،‬غ َس َل‬ ‫ِ‬ ‫ال ِة»‪)1(.‬‬ ‫لص َ‬ ‫َف خر َج ُه‪َ ،‬وت ََو َّض َأ ل َّ‬ ‫وهو ُممول عىل االستحباب‪ ،‬كام رجح شيخ اإلسالم ابن تيمية‬

‫‪.‬‬

‫ِ‬ ‫وعن ا خلرب ِ‬ ‫اء خب ِن َع ِ‬ ‫‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬ ‫ت‬ ‫ازب‬ ‫ول اهلل ☺ َد َال‪« :‬إِ َذا َأ َخ خذ َ‬ ‫ََ‬ ‫ِ‬ ‫اض َط ِ‬ ‫لص َ‬ ‫ج خع َع َىل ِش ِق َك األَيخ َم ِن‪ُ ،‬ث َّم ُد خل‪ :‬ال َّل ُه َّم‬ ‫ال ِة‪ُ ،‬ث َّم خ‬ ‫َم خض َج َع َك‪َ ،‬فت ََو َّض خأ ُو ُضو َء َك ل َّ‬ ‫ت َظ خه ِري إِ َليخ َك َر خغ َب ًة‬ ‫إِ ِين َأ خس َل خم ُت َو خج ِهي إِ َليخ َك‪َ ،‬و َف َّو خض ُت َأ خم ِري إِ َل خي َك‪َ ،‬و َأ خل َج خأ ُ‬ ‫ت‪َ ،‬وبِنَبِ ِي َك‬ ‫َو َر خه َب ًة إِ َل خي َك‪ ،‬الَ َم خل َج َأ َوالَ َمن َخجا ِمن َخك إِالَّ إِ َل خي َك‪ ،‬آ َمن ُخت بِ ِوتَابِ َك ا َّل ِذي َأن َخز خل َ‬ ‫ا َّل ِذي َأرس خل َت‪ ،‬واجع خلهن ِمن ِ‬ ‫آخ ِر َك َ‬ ‫ت َو َأن َخت َع َىل‬ ‫ال ِم َك‪َ ،‬ف ِإ خن ُم َّت ِم خن َل خي َلتِ َك‪ُ ،‬م َّ‬ ‫َ خ َ ُ َّ خ‬ ‫خ َ‬ ‫ا خل ِف خط َر ِة»‪.‬‬ ‫َد َال‪َ :‬ف َر َّد خد ُهتُ َّن ألَ خست خَذكِ َر ُه َّن َف ُق خل ُت‪َ :‬آمن ُخت بِ َر ُسول ِ َك ا َّل ِذي َأ خر َس خل َت‪َ ،‬د َال‪ُ « :‬د خل‪:‬‬ ‫ك ا َّل ِذي َأرس خلت»‪)2(.‬‬ ‫آ َمن ُخت بِنَبِيِ َ‬ ‫خ َ َ‬ ‫و َع ِن خاب ِن َع َّباس ¶‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬ ‫اَّللِ ☺ َد َال‪َ « :‬ط ِه ُروا َه ِذ ِه خاألَ خج َسا َد‬ ‫ول َّ‬ ‫ات معه م َلك ِيف ِشع ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫اهلل‪َ ،‬ف ِإ َّن ُه َل خي َس َع خبد َيبِ ُ‬ ‫اره َال َينخ َقل ُ‬ ‫َ‬ ‫يت َطاه ًرا إِ َّال َب َ َ َ ُ َ‬ ‫َط َّه َرك ُُم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهرا »‪)3(.‬‬ ‫الله َّم ا خغ ِف خر ل ِ َع خب ِد َك َف ِإ َّن ُه َب َ‬ ‫َسا َع ًة م َن ال َّل خي ِل إِ َّال َد َال‪ُ :‬‬ ‫ات َط ً‬

‫)‪ )1‬صحيح البخاري (‪.)65\1‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح مسلم (‪.)77\8‬‬ ‫)‪ )3‬رواه الطرباين يف األوسط (‪ )204\5‬بإسناد جيد‪ ،‬داله املنذري يف الرتغيب والرتهيب (‪.)14/2‬‬ ‫‪57‬‬

‫خامس عشر‪ :‬االغتسال مباء العائن‪.‬‬ ‫َعن َأ ِيب ُأمام َة ب ِن سه ِل ب ِن حنَيف‪َ ،‬د َال‪ :‬مر َع ِ‬ ‫ام ُر خب ُن َربِي َع َة بِ َس خه ِل خب ِن ُحنَ خيف‬ ‫َ َ خ َ خ خ ُ خ‬ ‫خ‬ ‫َ َّ‬ ‫َو ُه َو َي خغت َِس ُل‪َ ،‬ف َق َال‪َ :‬مل َأر كَا خل َي خو ِم‪َ ،‬و َال ِ‬ ‫ُم َّب َأة! َف َام َلبِ َث َأ خن ُلبِ َط بِ ِه(‪َ ،)1‬ف ُأ ِ‬ ‫خ‬ ‫ت بِ ِه‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫دَ‬ ‫خ َ‬ ‫َ‬ ‫ون بِ ِه؟»‪َ ،‬دا ُلوا‪َ :‬ع ِ‬ ‫النَّبِ َّي ☺‪َ ،‬ف ِق َيل َل ُه‪َ :‬أ خد ِر خك َس خه ًال َ ِ‬ ‫رصي ًعا‪َ ،‬د َال‪َ « :‬م خن َتت َِّه ُم َ‬ ‫ام َر خب َن‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يه ما ُي خع ِ‬ ‫ج ُب ُه‪َ ،‬ف خل َيدخ ُع‬ ‫َربِي َع َة‪َ .‬د َال‪َ « :‬ع َال َم َي خقت ُُل َأ َحدُ ك خُم َأ َخا ُه؟! إِ َذا َر َأى َأ َحدُ ك خُم م خن َأخ َ‬ ‫َله بِا خلربك َِة»‪ُ ،‬ثم د َعا بِامء َف َأمر َع ِ‬ ‫ام ًرا َأ خن َيت ََو َّض َأ‪َ ،‬ف َي خغ ِس خل َو خج َه ُه َو َيدَ خي ِه إِ ََل ا خمل ِ خر َف َق خ ِ‬ ‫ني‬ ‫ََ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َع َل خي ِه‪.‬‬ ‫َو ُر خك َب َت خيه َو َداخ َل َة إِ َز ِاره‪َ ،‬و َأ َم َر ُه َأ خن َي ُص َّ‬ ‫خ خل ِف ِه‪)2( .‬‬ ‫ويف رواية‪ :‬و َأمر َأ خن يوخفئ خ ِ‬ ‫اإلنَاء ِمن َ‬

‫َ ََ‬

‫َ‬

‫خ‬

‫َشء‬ ‫َو َع ِن خاب ِن َع َّباس ¶‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِي ☺ َد َال‪« :‬ا خل َع خ ُ‬ ‫ني َح ٌّق‪َ ،‬و َل خو كَا َن َ خ‬ ‫ني‪ ،‬وإِ َذا اس ُت خغ ِس خلتُم َفا خغ ِ‬ ‫س ُلوا »‪)3(.‬‬ ‫َس َاب َق ا خل َقدَ َر َس َب َق خت ُه ا خل َع خ ُ َ‬ ‫خ‬ ‫خ‬ ‫كان يؤمر ِ‬ ‫ني‪)4( .‬‬ ‫وعن عائشة ▲ دالت‪َ :‬‬ ‫العائن فيتوض ُأ ثم ي خغت َِس ُل منه امل َِع ُ‬ ‫ُ َ‬

‫ُ‬

‫ّ‬

‫َ‬

‫سادس عشر‪ :‬االنتقاع مباء النهر مع استقبال اجلرية‪.‬‬ ‫ني َع ِائ َش َة ُس ِئ َل خت َع ِن الن َ ِ‬ ‫ُّرش‪َ ،‬ف َقا َل خت‪َ :‬ما ت خَصنَ ُع َ‬ ‫ون ِبَ َذا؟‬ ‫َع ِن خاألَ خس َو ِد‪َ ،‬أ َّن ُأ َّم ا خمل ُ خؤ ِمن ِ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجلري َة‪)5( .‬‬ ‫َه َذا ا خل ُف َر ُ‬ ‫ات إِ ََل َجانبِو خُم‪َ ،‬ي خس َتنخق ُع فيه َأ َحدُ ك خُم َي خس َت خقبِ ُل خِ خ َ‬ ‫وس َقط إِ ََل خاألَ خر ِ‬ ‫ض‪[ .‬النهاية يف غريب احلديث واألثر‪]226\4 :‬‬ ‫)‪ )1‬لبط به‪َ :‬أ خي ُرصع َ‬ ‫)‪ )2‬حديث صحيح أخرجه ابن ماجه يف سننه (‪.)542\4‬‬ ‫)‪ )3‬صحيح مسلم (‪.)13\7‬‬ ‫)‪ )4‬رواه أبو داود يف سننه (‪ )28\6‬بسند صحيح‪.‬‬ ‫)‪ )5‬رواه ابن أيب شيبة يف مصنفه (‪ )40\5‬بسند صحيح‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫سابع عشر‪ :‬كف الصبية عن اخلروج عند وقت الغروب‪.‬‬ ‫ملا أخرجه الشيخان ِمن ح ِد ِ‬ ‫يث َجابِر ◙‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِي ☺‪َ ،‬د َال‪« :‬إِ َذا‬ ‫خ َ‬ ‫ني َتنخت َِرش ِ‬ ‫حين َئِذ»‪)1(.‬‬ ‫اس َت خجن ََح ال َّل خي ُل‪َ ،‬ف ُو ُّفوا ِص خب َيا َنو خُم‪َ ،‬ف ِإ َّن َّ‬ ‫الش َياطِ َ‬ ‫خ‬ ‫ُ‬ ‫ثامن عشر‪ :‬تعويذ األطفال‪.‬‬ ‫ني‪َ ،‬و َي ُق ُ‬ ‫عن خاب ِن َع َّباس ¶‪َ ،‬د َال‪ :‬ك َ‬ ‫ول‪:‬‬ ‫حل َس خ َ‬ ‫حل َس َن َوا ُ‬ ‫َان النَّبِ ُّي ☺ ُي َع ِو ُذ ا َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َان ُي َع ِو ُذ ِبَا إِ خس َام ِع َيل َوإِ خس َح َ‬ ‫«إِ َّن َأبَاك َُام ك َ‬ ‫اَّلل ِ التَّا َّم ِة‪ِ ،‬م خن ك ُِل َش خي َطان‬ ‫اق‪َ :‬أ ُعو ُذ بِوَل َامت َّ‬ ‫ِ‬ ‫عني الَمة»‪)2(.‬‬ ‫َو َها َّمة‪َ ،‬وم خن ك ُِل َ خ َّ‬ ‫تاسع عشر‪ :‬تعويذ العروسني عند ليلة العرس‪.‬‬

‫ملا ُر ِو َي َع ِن خاب ِن َع َّباس ¶‪َ ،‬د َال‪َّ َ :‬ملا َز َّو َج َر ُس ُ‬ ‫ول اهللِ ☺ َفاطِ َم َة ِم خن‬ ‫َع ِ ٍَّل –حتى بلغ‪ُ -‬ث َّم َد َخ َل َر ُس ُ‬ ‫َان ا خل َي ُهو ُد ُي خؤ ِخ ُذ َ‬ ‫ول اهللِ ☺ َد َال‪َ :‬وك َ‬ ‫الر ُج َل‬ ‫ون َّ‬ ‫ول اهللِ ☺ بِتَور ِمن ماء‪َ ،‬ف َت َف َل ِف ِ‬ ‫َع ِن خام َرأ َ تِ ِه إِ َذا َد َخ َل ِبَا» َد َال‪َ :‬فدَ َعا َر ُس ُ‬ ‫يه‪َ ،‬و َع َّو َذ‬ ‫خ‬ ‫خ َ‬ ‫امل ِ‬ ‫ِف ِ‬ ‫يه‪ُ ،‬ث َّم َد َعا َعلِ ًّيا َف َر َّش ِم خن َذل ِ َك خ‬ ‫َاء َع َىل َو خج ِه ِه َو َصدخ ِر ِه‪َ ،‬و ِذ َرا َع خي ِه‪ُ ،‬ث َّم َد َعا‬ ‫َفاطِم َة‪َ ،‬ف َأ خد َب َل خت َت خع ُثر ِيف َث خو ِبا َح َياء ِم خن رس ِ‬ ‫ك‪)3( .‬‬ ‫ول اهللِ ☺‪َ ،‬ف َف َع َل ِبَا ِم خث َل َذل ِ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عشرون‪ :‬إغالق األبواب وختمري اآلنية وإيكاء األسقية عند دخول الليل‬ ‫مع ذكر اسم اهلل‪ ،‬وإطفاء النار‪.‬‬

‫)‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)123\4‬صحيح مسلم (‪.)106\6‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪.)147\4‬‬ ‫)‪ )3‬السنن الوربى للنسائي (‪.)453\7‬‬ ‫‪59‬‬

‫ول‪َ :‬د َال َر ُس ُ‬ ‫ملا أخرجه الشيخان من حديث َجابِ ِر خب ِن َع خب ِد اهللِ ◙‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ول‬ ‫اهللِ‬ ‫الشي َطا َن ينخت ِ‬ ‫َان جنخح ال َّلي ِل‪َ ،‬أو َأمسيتُم‪َ ،‬ف ُو ُّفوا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َرش‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ُم‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ص‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫☺‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫خ‬ ‫خ‬ ‫خ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫خ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َسا َعة ِم َن ال َّل خي ِل َف َ‬ ‫اس َم اهللِ‪،‬‬ ‫خ ُّل ُ‬ ‫وه خم‪َ ،‬و َأ خغل ُقوا األَبخ َو َ‬ ‫حينَئذ‪َ ،‬ف ِإ َذا َذ َه َ‬ ‫اب‪َ ،‬وا خذك ُُروا خ‬ ‫ِ‬ ‫الش خي َط َ‬ ‫َف ِإ َّن َّ‬ ‫اس َم اهللِ‪َ ،‬و ََخ ُِروا آن ِ َي َتو خُم‬ ‫ان الَ َي خفت َُح َب ًابا ُم خغ َل ًقا‪َ ،‬و َأ خوكُوا د َر َبو خُم‪َ ،‬وا خذك ُُروا خ‬ ‫ِ‬ ‫ط ِفئوا مصابِيحوُم»‪)1(.‬‬ ‫اس َم اهلل‪َ ،‬و َل خو َأ خن َت خع ُر ُضوا َع َل خي َها َش خيئًا‪َ ،‬و َأ خ ُ َ َ َ خ‬ ‫َوا خذك ُُروا خ‬ ‫واحد وعشرون‪ :‬االستنثار باملاء عند االستيقاظ‪.‬‬ ‫اس َت خي َق َظ ُأ َرا ُه َأ َحدُ ك خُم ِم خن َمن َِام ِه‬ ‫عن َأ ِيب ُه َر خي َر َة ◙‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِي ☺ َد َال‪« :‬إِ َذا خ‬ ‫يت َع َىل َخي ُش ِ‬ ‫وم ِه»‪)2(.‬‬ ‫الش خي َط َ‬ ‫َفت ََو َّض َأ َف خل َي خس َتنخث ِ خر َث َ‬ ‫ال ًثا‪َ ،‬ف ِإ َّن َّ‬ ‫ان َيبِ ُ‬ ‫خ‬ ‫اثنان وعشرون‪ :‬كظم التثاؤب أو إمساك اليد على الفم عنده‪.‬‬

‫ول اهللِ ☺ َد َال‪« :‬ال َّت َث ُ ِ‬ ‫الشي َط ِ‬ ‫عن َأ ِيب ُه َر خي َر َة ◙‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬ ‫ان‪َ ،‬ف ِإ َذا‬ ‫اؤ ُب م َن َّ خ‬ ‫ِ‬ ‫طاع»‪)3(.‬‬ ‫اس َت َ َ‬ ‫َت َثا َء َب َأ َحدُ ُك خم َف خليَوخظ خم َما خ‬ ‫ِ‬ ‫اْلدخ ِر ِي ◙‪َ ،‬د َال‪َ :‬د َال َر ُس ُ‬ ‫ول اهللِ ☺‪« :‬إِ َذا َت َثا َء َب‬ ‫َو َع خن َأ ِيب َسعيد خ ُ‬ ‫َأحدُ كُم‪َ ،‬ف خليم ِس خك بِي ِد ِه َع َىل فِ ِ‬ ‫خ ُل»‪)4(.‬‬ ‫الش خي َط َ‬ ‫ان َيدخ ُ‬ ‫يه‪َ ،‬ف ِإ َّن َّ‬ ‫َ‬ ‫َ خ ُخ‬ ‫ثالث وعشرون‪ :‬عدم تعليق الصور‪ ،‬أو وضع التماثيل ذوات الرؤوس‪ ،‬أو‬ ‫إحضار الكالب داخل املنزل‪.‬‬ ‫)‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)128\4‬صحيح مسلم (‪.)106\6‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪ ،)126\4‬صحيح مسلم (‪.)145\1‬‬ ‫)‪ )3‬صحيح مسلم (‪.)225\8‬‬ ‫)‪ )4‬صحيح مسلم (‪.)226\8‬‬ ‫‪60‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يها َمتَاثِ ُيل ك ََأ َّهنَا‬ ‫َع خن َعائ َش َة ▲‪َ ،‬دا َل خت‪َ :‬ح َش خو ُت للنَّبِ ِي ☺ ِو َسا َد ًة ف َ‬ ‫ني ال َب َاب خ ِ‬ ‫ني َو َج َع َل َي َت َغ َّ ُْي َو خج ُه ُه‪َ ،‬ف ُق خل ُت‪َ :‬ما َلنَا َيا َر ُس َ‬ ‫اَّللِ؟‬ ‫ن خُم ُر َدة‪َ ،‬ف َجا َء َف َقا َم َب خ َ‬ ‫ول َّ‬ ‫َد َال‪َ « :‬ما َب ُال َه ِذ ِه ِ‬ ‫الو َسا َد ِة؟»‪َ ،‬دا َل خت‪ِ :‬و َسا َدة َج َع خلت َُها َل َك ل ِت خَض َط ِج َع َع َل خي َها‪َ ،‬د َال‪:‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت َأ َّن ا َمل َ ِ‬ ‫« َأما َعلِم ِ‬ ‫ور َة ُي َع َّذ ُب َي خو َم‬ ‫ورة‪َ ،‬و َأ َّن َم خن َصن ََع ُّ‬ ‫الص َ‬ ‫الئ َو َة الَ تَدخ ُخ ُل َب خيتًا فيه ُص َ‬ ‫خ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫خ َل خقتُم»‪)1(.‬‬ ‫الق َيا َم ِة‪َ ،‬ي ُق ُ‬ ‫ول‪َ :‬أ خحيُوا َما َ خ‬ ‫ِ‬ ‫اعة‬ ‫اعدَ َر ُسول َاَّلل ☺ ِج خ ِرب ُيل ♠ ِيف َس َ‬ ‫و َع خن َع ِائ َش َة ▲ َدا َل خت‪َ :‬و َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اها ِم خن َي ِد ِه‪َ ،‬و َد َال‪َ « :‬ما‬ ‫الس َ‬ ‫اع ُة َو َملخ َي خأتِ ِه‪َ ،‬ويف َي ِد ِه َع ًصا‪َ ،‬ف َأ خل َق َ‬ ‫َي خأتيه ف َ‬ ‫يها‪َ ،‬ف َجا َء خت ت خل َك َّ‬ ‫حت َت َ ِ‬ ‫رس ِير ِه‪َ ،‬ف َق َال‪َ « :‬يا‬ ‫َُيخلِ ُ‬ ‫اهلل َوعخدَ ُه َو َال ُر ُس ُل ُه»‪ُ ،‬ث َّم ا خل َت َف َت‪َ ،‬ف ِإ َذا ِج خر ُو َك خلب َ خ‬ ‫ف ُ‬ ‫ِ‬ ‫اهنَا؟»‪َ ،‬ف َقا َل خت‪َ :‬واَّللِ َما َد َر خي ُت‪َ ،‬ف َأ َم َر بِ ِه َف ُأ خخ ِر َج‪،‬‬ ‫ب َه ُ‬ ‫َعائ َش ُة‪َ ،‬متَى َد َخ َل َه َذا ا خل َو خل ُ‬ ‫ول اهللِ ☺‪« :‬واعَدخ تَنِي َفج َلس ُت َل َك َف َلم ت خَأ ِ‬ ‫َف َجا َء ِج خ ِرب ُيل‪َ ،‬ف َق َال َر ُس ُ‬ ‫ت»‪َ ،‬ف َق َال‪:‬‬ ‫َ‬ ‫خ‬ ‫َ خ‬ ‫َان ِيف بيتِ َك‪ ،‬إِنَّا َال نَدخ ُخ ُل بيتًا فِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يه َك خلب و َال صورة»‪)2(.‬‬ ‫َخ‬ ‫ب ا َّلذي ك َ َ خ‬ ‫« َمنَ َعني ا خل َو خل ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫أربع وعشرون‪ :‬جتنب الروائح املؤذية‪.‬‬

‫عن َجابِ ِر خب ِن َع خب ِد اهللِ ¶‪َ ،‬ع ِن النَّبِ ِي ☺ َد َال ‪َ « :‬م خن َأك ََل ا خل َب َص َل َوال ُّثو َم‬ ‫ال َي خقرب َّن مس ِ‬ ‫و َة َتت ََأ َّذى ِمما يت ََأ َّذى ِمنخه بن ُو آدم»‪)3(.‬‬ ‫َوا خلو َُّر َ‬ ‫جدَ نَا؛ َف ِإ َّن ا خ َمل َ‬ ‫الئِ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َُ ََ‬ ‫اث َف َ َ َ َ خ‬

‫)‪ )1‬صحيح البخاري (‪ ،)114\4‬صحيح مسلم (‪.)157\6‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪ ،)168/7‬صحيح مسلم (‪.)1664/3‬‬ ‫)‪ )3‬صحيح مسلم (‪.)80/2‬‬ ‫‪61‬‬

‫مخس وعشرون‪ :‬حفظ أوامر اهلل واجتناب نواهيه‪.‬‬

‫ف رس ِ‬ ‫اَّللِ ☺ َي خو ًما‪َ ،‬ف َق َال‪َ « :‬يا‬ ‫ول َّ‬ ‫عن خاب ِن َع َّباس ¶‪َ ،‬د َال‪ُ :‬كن ُخت َخ خل َ َ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل َ ِ‬ ‫ت‬ ‫اه َك‪ ،‬إِ َذا َس َأ خل َ‬ ‫َتدخ ُه َُتَ َ‬ ‫حي َف خظ َك‪ ،‬خ‬ ‫ُغ َال ُم إِ ِين ُأ َع ِل ُم َك كَل َامت‪ ،‬خ‬ ‫اَّلل َ خ‬ ‫اح َفظ َّ َ‬ ‫اح َفظ َّ َ‬ ‫َفاس َأ ِل اَّلل‪ ،‬وإِ َذا استعنخت َفاست َِعن بِ ِ‬ ‫ت َع َىل َأ خن‬ ‫اجت ََم َع خ‬ ‫اَّلل‪َ ،‬وا خع َل خم َأ َّن األُ َّم َة َل خو خ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫خ َ َ َ خ خ َّ‬ ‫خ‬ ‫وك بِ ََشء َمل َينخ َف ُع َ ِ‬ ‫ُض َ‬ ‫وك‬ ‫اَّلل َل َك‪َ ،‬و َل خو خ‬ ‫َشء َددخ َك َت َب ُه َّ ُ‬ ‫اجت ََم ُعوا َع َىل َأ خن َي ُ ُّ‬ ‫وك إ َّال بِ َ خ‬ ‫َينخ َف ُع َ خ خ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف»‪)1(.‬‬ ‫ُض َ ِ‬ ‫الص ُح ُ‬ ‫اَّلل َع َليخ َك‪ُ ،‬رف َعت األَ خد َال ُم َو َج َّف خت ُّ‬ ‫َشء َددخ َك َت َب ُه َّ ُ‬ ‫َشء َمل خ َي ُ ُّ‬ ‫وك إ َّال بِ َ خ‬ ‫بِ َ خ‬ ‫ست وعشرون‪ :‬الصالبة وشدة البسس يف دين اهلل تعاىل‪.‬‬ ‫دال تعاَل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬

‫ﭚ ﭛ ﭼ [الفتح‪.]29 :‬‬

‫‪َ ،‬د َال‪ :‬است خَأ َذ َن ُعمر َع َىل رس ِ‬ ‫اَّللِ ☺‬ ‫وعن َس خع ِد خب ِن َأ ِيب َو َّداص‬ ‫ول َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫خ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫است خَأ َذ َن ُع َم ُر ُد خم َن‬ ‫َوعنخدَ ُه ن َساء م خن ُد َر خيش ُي َو ِل خمنَ ُه َو َي خس َتوخث خر َن ُه‪َ ،‬عال َي ًة َأ خص َو ُاهتُ َّن‪َ ،‬ف َل َّام خ‬ ‫َي خبت َِدر َن ِ‬ ‫اَّللِ ☺ َو َر ُس ُ‬ ‫اب‪َ ،‬ف َأ ِذ َن َل ُه َر ُس ُ‬ ‫اَّللِ ☺ َي خض َح ُك‪َ ،‬ف َق َال‬ ‫احل َج َ‬ ‫ول َّ‬ ‫ول َّ‬ ‫خ‬ ‫اَّللِ‪َ ،‬د َال‪َ « :‬ع ِ‬ ‫ج خب ُت ِم خن َه ُؤالَ ِء َّ‬ ‫اَّلل ِسن ََّك َيا َر ُس َ‬ ‫الال ِت ُك َّن ِعن ِخدي‪،‬‬ ‫ول َّ‬ ‫ُع َم ُر‪َ :‬أ خض َح َك َّ ُ‬ ‫َف َلام س ِم خع َن َص خوت ََك ابتَدَ ر َن ِ‬ ‫اب»‪َ ،‬د َال ُع َم ُر‪َ :‬ف َأن َخت َيا َر ُس َ‬ ‫اَّللِ ُكن َخت َأ َح َّق َأ خن‬ ‫احل َج َ‬ ‫ول َّ‬ ‫خ خ‬ ‫َّ َ‬ ‫هيبن‪ُ ،‬ثم َد َال‪َ :‬أي عَدُ و ِ‬ ‫ات َأنخ ُف ِس ِه َّن‪َ ،‬أ َهتَ خبنَنِي َوالَ َهتَ خب َن َر ُس َ‬ ‫اَّللِ ☺؟ ُد خل َن‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫خ‬ ‫ول َّ‬ ‫َ َ خ َ َّ‬ ‫َن َعم‪َ ،‬أن َخت َأ َف ُّظ َو َأ خغ َل ُظ ِم خن رس ِ‬ ‫اَّللِ ☺‪َ ،‬د َال َر ُس ُ‬ ‫اَّللِ ☺‪َ « :‬وا َّل ِذي َن خف ِِس‬ ‫ول َّ‬ ‫ول َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫خ‬ ‫ك»‪)2(.‬‬ ‫الش خي َط ُ‬ ‫ان َد ُّط َسالِوًا َف ًّجا إِ َّال َس َل َك َف ًّجا َغ خ َْي َف ِج َ‬ ‫بِ َي ِد ِه‪َ ،‬ما َل ِقيَ َك َّ‬

‫)‪ )1‬رواه الرتمذي يف سننه (‪ ،)667\4‬ودال‪َ :‬ه َذا َح ِديث َح َسن َص ِحيح‪.‬‬ ‫)‪ )2‬صحيح البخاري (‪ ،)126\4‬صحيح مسلم (‪.)114\7‬‬ ‫‪62‬‬

‫‪ :‬و َه َذا خ ِ‬ ‫يث َُمخمول َع َىل َظ ِ‬ ‫الش خي َط َ‬ ‫اه ِر ِه‪َ ،‬أ َّن َّ‬ ‫ان‬ ‫قال اإلمام النووي‬ ‫َ‬ ‫احلَد ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِيف َف ٍّج‬ ‫َمتَى َر َأى ُع َم َر َسالوًا َف ًّجا َه َر َب َه خي َب ًة م خن ُع َم َر‪َ ،‬و َف َار َق َذل َك ا خل َف َّج َو َذ َه َ‬ ‫آخ َر؛ ل ِ ِشدَّ ِة َخ خو ِف ِه ِم خن َب خأ ِ‬ ‫َ‬ ‫س ُع َم َر‪ )1( .‬ا‪.‬ـه‬ ‫استِ خم َر ِ‬ ‫‪َ :‬و َه َذا َد ٌّال َع َىل َص َال َبتِ ِه ِيف الدِ ِ‬ ‫ار‬ ‫وقال احلافظ ابن حجر‬ ‫ين‪َ ،‬و خ‬ ‫ِ‬ ‫احل ِق ا خمل خَح ِ‬ ‫َحال ِ ِه َع َىل خِ‬ ‫ض‪ )2( .‬ا‪.‬ـه‬ ‫الَّصف‪َ ،‬و خ َ‬ ‫اجلدِ ِ خ‬

‫│‬

‫)‪َ )1‬شح صحيح مسلم (‪.)165\15‬‬ ‫)‪ )2‬فتح الباري (‪.)47\7‬‬ ‫‪63‬‬

‫الخاتمة‬ ‫دد ذكرنا يف هذا البحث أهم ما يتعلق بالرادي واملردي والردية‪ ،‬وبقي أن ننبه‬ ‫عىل أن املريض بأي نوع من أنواع املرض هو من أوَل الناس بالتزام الدعاء‪ ،‬فهو‬ ‫دربة عظيمة‪ ،‬وعبادة جليلة‪.‬‬ ‫دال اهلل تعاَل‪ :‬ﭽ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭼ [غافر‪.]60 :‬‬

‫وعن َأ ِيب هريرة ◙ َد َال‪َ :‬د َال رسول ِ‬ ‫ب‬ ‫ُ َ خَ َ‬ ‫اَّلل َي خغ َض خ‬ ‫َ خ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُاَّلل ☺‪َ « :‬م خن َال َيدخ ُعو َّ َ‬ ‫َع َل خي ِه»‪[ .‬أخرجه احلاكم يف مستدركه‪.]66/1 :‬‬ ‫ال تَسْْ ْْسَلَنّّ مِْ ْْنَ ابْْ ْْنِ آدَمَ حَاجَْ ْْةً‬

‫ب‬ ‫وَسَ ْ ْْلِ الْ ْ ْْذِي أَبْوَابُ ْ ْْ ُه ال تُحْجَ ْ ْْ ُ‬

‫ب إِنْ تَرَكْْ ْ ْتَ سُْ ْ ْؤَالَ ُه‬ ‫هلل يَغْضَْ ْ ْ ُ‬ ‫ا ُ‬

‫ب‬ ‫وَ ُبنَ ْ ْْيُّ آدَمَ حِ ْ ْْنيَ ُيسْ ْ ْْسَ ُل يَغْضَ ْ ْْ ُ‬

‫فليجتهد كل مريض بدعاء اهلل والتُضع إليه‪ ،‬وليحتسب األجر عنده يف رسا ئه‬ ‫وْضا ئه‪ ،‬وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬وصىل اهلل وسلم عىل أَشف‬ ‫األنبياء واملرسلني‪.‬‬

‫│‬

‫‪64‬‬

‫مقدمة أمْي موتب البحوث والدراسات‪2........................................................ :‬‬ ‫الباب األول‪ :‬المقدمات‪6.................................................................... .‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬تعريف الردية‪6................................................................ .‬‬ ‫الفصل الثاين‪ :‬الدليل عىل مرشوعية الردية‪7.................................................... .‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬فضل الردية‪9................................................................. .‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬مراتب الردية من حيث األفضلية‪13 ........................................... :‬‬ ‫الباب الثاني‪ :‬أحكام الرقية‪20 ............................................................. .‬‬ ‫الفصل األول‪َ :‬شوط الردية‪20 .............................................................. .‬‬ ‫الفصل الثاين‪ :‬مستحبات الردية‪23 ............................................................ .‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬مباحات الردية‪27 ............................................................ .‬‬ ‫الفصل الرابع‪ُ :‬ماذير الردية‪31 ............................................................... .‬‬ ‫الباب الثالث‪ :‬حصن المسلم من السحر والجن والعين ونحو ذلك‪39 ............... .‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬االستشفاء بالقرآن عموما‪39 .................................................. :‬‬ ‫الفصل الثاين‪ :‬املحافظة عىل األذكار‪43 ....................................................... .‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬ما يرتافق من عبادات وأذكار وأدوية مع الردية‪50 ................................ .‬‬ ‫الخاتمة ‪64 ....................................................................................‬‬

‫‪65‬‬