277 86 2MB
Arabic Pages [2] Year 1442
تر ِتي أَ َ يف َ اللط َ ُما ك َت َ ير َنَّبَأ ِني أََّنه َ الخ ِب َ َع َ ه���ل بَي ِتيِ ،إ َّن ِ هلل ،و ِ بَع��� ِدي أَ َبدًاِ : اب ا ِ الحوض) ،ولتكون هذه النصوص وهذه الواقعة، َردَا َع َل َّي َ َل���ن يَف َت ِر َقا َح َّتى ي ِ التي هي مناسبة الغدير ،واقعة الغدير ،واقعة ثابتة وقطعية ومعتر ًفا بها بين األمة ،وليكون نص الثقلين ً نصا أيضا بلفظه ومضمونه العظيم المهم ً معتر ًفا به ومتوا ِت ًرا بين األمة. ف���إذا بالمس���يرة واضح���ة المعالم ،المس���يرة اإلس�ل�امية ف���ي امتدادها الصحي���ح ،في مضمونها وحلق���ة وصلها الممتدة إلى رس���ول اهلل ((صلوات اهلل علي���ه وعلى آله)) والمضمونة والموثوقة والمأمونة ،واضحة ،ومعالمها واضح���ة ،والطريق واضح ،االنصراف عنه انصراف إلى ماذا؟ انصراف إلى واقع كبير من حالة الفوضى.
الطغاة واستغالل العناوين الدينية يأت���ي الكثي���ر من األدعي���اء من يقدِّمون أنفس���هم باس���م الدين وباس���م اإلسالم وباسم القرآن ،وأتى الكثير والكثير من أولئك الطغاة ،والجائرين، والظالمي���ن ،والمضلين ،وإذا بهم ِّ يوظفون العناوين الدينية ،ويس���تغلونها لصالحهم استغاللاً عجي ًبا ج ًدّا ،ألم يقدِّم بنو أمية أنفسهم باسم اإلسالم؟! ً وقربة أل���م يجعلوا طاعته���م واالنقياد لهم والخضوع لظلمه���م عملاً دين ًيا ً ً ومس���ألة إيمانية؟! ول���م يكونوا يجهدون أنفس���هم ب���أن يقولوا[ :ال ديني���ة مثلاً -نحن لس���نا ظلمة ،نح���ن نقيم العدل]| .ال| يقول ل���ك[ :ظالم صح،لك���ن أطع الظال���م وإن قصم ظه���رك وأخذ مال���ك] ،أطع ،ف ُتق���دَّم الطاعة للظل���م ،والظالمين ،والمس���تكبرين ،والمضلين ،والمفس���دين في األرض، الذي���ن لهم برنامج آخر يقيمون الحياة على أساس���هُ ،تقدَّم على أنها ضمن أمر اهلل (س���بحانه وتعالى) أن الذي يلزم بها هو الدين نفس���ه ،أليست هذه هي حالة استغالل للدين؟. أليس النظام الس���عودي الظالم ،المفس���د ،المنافق ،الذي يرتكب أبش���ع الجرائ���م والمظالم والمفاس���د ،والذي هو بؤرة للضالل والباطل والفس���اد ف���ي األرض ،ألي���س يقدِّم اليوم نفس���ه بثوب اإلس�ل�ام ،وعناوين اإلس�ل�ام، وباس���م اإلسالم؟! أوليس يستغل حتى مش���اعر الحج ،وحتى سيطرته على مك���ة وعلى المس���جد الح���رام كمثل م���ا كان يفعل المش���ركون ،الذين س���يطروا على مكة وعلى المس���جد الحرام وعلى ش���عائر الح���ج ،وأداروها عاما من مبعث رس���ول اهلل بالرس���الة ،إلى ما قبل حتى على مدى عش���رين ً وفات���ه بثالث س���نوات؟! أوليس���ت العناوي���ن الدينية اليوم تس���تغل هنا وهنا تماما ،يس���تغلونها لإلضالل للناس، وهن���ا ،فئات كثيرة كما التكفيريون ً للخداع للناس ،للدفع للناس إلى مواقف ،لتحريك الناس حيث يش���اء ذاك الطاغي���ة أو يريد ،في األخي���ر َّ توظف لمصلحة منافقي���ن يعملون لصالح ْ ْ ْ أمري���كا وإس���رائيل .هنا ندرك معنى} :وَِإن َّل ْ ���م َتف َعل َف َما بََّلغ َت ِر َس���ا َل َت ُه{،
5
إن هذا المبدأ العظيم ِّ ً َ ضمانة الس���تقامة وانضباط مسيرة اإلسالم يش���كل بشكل الحقَّ ، بشكل صحيح ،ويقدَّم في واقع الحياة ٍ فيطبق في واقع الحياة ٍ صحيح ،وليس لالستغالل وال لالستعباد.
نحن معنيون أن نفهم من هو علي! لننظ���ر إل���ى والية اإلم���ام َع ِل ّي (عليه الس�ل�ام) من حيث م���ا كان عليه بش���كل تام ،استيعاب ،التزام، اإلمام َع ِل ّي (عليه الس�ل�ام) من تم ُّث ٍل لهذا الدين ٍ ���ي (عليه عم���ل ،وعي ،اس���تقامة ،روحي���ةُ ،خل���ق ،موقف ،عم���ل ،فاإلمام َع ِل ٌّ الس�ل�ام) كان أرق���ى األمة اإلس�ل�امية بكلها ،وأعظم أصحاب رس���ول اهلل، وأعظ���م المس���لمين ،وأعظم تالميذ رس���ول اهلل (-صل ��وات اهلل عليه وعلى آله والتزاما بهذا الدين ،بهذا اإلس�ل�ام ،وتأث ًرا وس���لم) -حملاً واس���تيعابًا ووع ًيا ً نح���و لم يحمل���ه غيره ،فكان ب���اب مدينة به���ذا اإلس�ل�ام ،حمل���ه ً علما على ٍ َ َ َ ُ َع ِل ٌّي بَا ُبهَا) ،وكان هو (األذن لم ،و َ العلم ،حيث قال الرس���ول( :أنا َم ِدين���ة ال ِع ِ الواعي���ة) ،وكان هو الذي لم يغمض جفنه حتى يعلم ما نزل على رس���ول التزاما عمل ًيا في اهلل ف���ي ذلك الي���وم ((صلوات اهلل عليه وعلى آله)) ثم حمل���ه ً (ع ِل ٌّي َمع روحيت���ه وأخالقه ،ما ح���اد عنه ،ما فارقه ،فلذلك قال رس���ول اهللَ : َالح ُق َم���ع َع ِل ّي) ،وكان هو ال ُق���رآن ،وَال ُقرآن َم���ع َع ِل ّي)َ ، الحق ،و َ (ع ِل ٌّي َم���ع َ الذي س���يتحرك باألمة حينما يتحرك بها بنا ًء على أس���اس ذلك الحق ،ال يحي���د عنه ،وال يزيغ عن���ه ،ال هناك وال هناك ،وال ب���ذاك االتجاه وال بذاك االتجاه. َ َ نزل ِة َها ُر َ فاألم���ة معنية لتفهم من هو َع ِل ّي ،ماذا يعني( :أ َ ون نت ِم ِّني ب َ َم ِ لاَ لاَ َ (من ُ َ ك ُ نت َمو ه ،فهَذا َع ِل ٌّي َمو هُ، وس���ى) ،ماذا يعنيَ ( :ف َع ِل ٌّي َم���ولاَ ه)َ ، ِمن ُم َ َانص���ر َمن َن َص َره ،وَاخ ُذل َمن َخ َذ َله)، ُ���م وَال َمن َوالاَ هُ ،و َ َعا ِد َمن َعادَاهُ ،و ُ الله َّ ماذا تعني كل تلك النصوص ،ماذا تعنيه تلك اآليات ،ماذا يعنيه} :وَِإن َّل ْم َت ْف َع ْل َف َما بََّل ْغ َت ِر َس���ا َل َت ُه{؟ ألن هذا ه���و الكفيل بأن يحرر األمة من جديد دائما -لفص���ل الناس عنم���ن كل ق���وى الطاغوت والضالل التي تس���عى ً مص���ادر الهداية؛ لتس���تغل الناس هي ،وتتحكم بالناس هي ،وتس���يطر على الناس هي بالباطل ،وتفتري على اهلل الكذب ،ثم َّ يوظف لها كل ش���ي ٍء في الدين لخدمتها.
•••
6
يم من َّ هلل َّ ِب ْس ِم ا ِ الر ْح ِ الر ِح ِ الله���م ِّ صل على محم ٍد وعل���ى آل محمد ،وبارك عل���ى محم ٍد وعلى آل محم���د ،كما صليت وباركت على إبراهيم وعل���ى آل إبراهيم إنك حمي ٌد مجيد.
{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} الرس���ول ((صل���وات اهلل عليه وعل���ى آله)) وأثن���اء عودته من حج���ة الوداع، خما ،وهو ما بين مكة والمدينة ،وهو إلى مكة وعندما بلغ إلى وا ٍد يس���مى ً كما يقال -أقرب منه إلى المدينة ،نزل عليه قول اهلل (سبحانه وتعالى)} :يَاِّك وَإن َّل ْم َت ْف َع ْل َف َما بََّل ْغ َت ر َسا َل َت ُه وَاللهُّ الر ُس ُ ْ ُ أَ ُّيهَا َّ نز َل ِإ َل ْي َك ِمن َّرب َ ِ ول بَِّلغ َما أ ِ ِ الن���اس ِإ َّن اللهَّ َ ي َْع ِص ُم َ ال ي َْه ِدي ْال َق ْو َم ْال َكا ِف ِر َ ي���ن{ [المائدة :اآلية،]67 ���ك ِم َن َّ ِ كان ذلك في يوم الثامن عش���ر من ش���هر ذي الحجة ،الس���نة العاشرة من الهج���رة ,هذه اآلي���ة العجيبة المضم���ون ،والمهمة المضمون ،والس���اخنة المضمون ،تأكيد على رس���ول اهلل ((صلوات اهلل عليه وعلى آله)) بأن ِّ يبلغ ما أنزل إليه من ربه ،موضوع معين له أهمية قصوى ،بلغت أهميته لدرجة أن اهلل قال له في ذات اآلية} :وَِإن َّل ْم َت ْف َع ْل َف َما بََّل ْغ َت ِر َسا َل َت ُه{. الرس���ول ((صل���وات اهلل عليه وعلى آله)) جمع الحجي���ج ،أبلغ من قد تقدَّم منهم أن يع���ود ،وانتظر للمتأخرين حتى اجتمعوا ،ال���كل ُج ِمعوا في صعي ٍد س���احة واح���دة ،وف���ي منتصف النه���ار ،كل م���كان واح���د ،في واح���د ،ف���ي ٍ ٍ تماما مع اإلجراءات التي عملها الرسول ((صلوات اهلل عليه وعلى آله)) تتناسب ً طبيعة النص القرآني ،مع س���خونة هذا النص القرآني ،مع قوة هذا النص ْ ُ نز َل ِإ َل ْي َك ِمن َّرب َ ِّك وَِإن َّل ْم َت ْف َع ْل َف َما بََّل ْغ َت وه���ذا التعبير القرآني} :بَِّلغ َما أ ِ ً أهمية كبرى لما سيقدم ،ذلك ِر َس���ا َل َت ُه{ ،اهتمام كبير ،وتصـرف يعطي االس���تدعاء ،وعملية التجميع في تلك الساحة في تلك اللحظة بالتحديد، وقت م���ن الحرارة والقيظ، في وس���ط النهار ،في منتصف النهار ،في أش���د ٍ الجمي���ع جم���ع في ندا ٍء عاج���ل ،وتجميع بطريقة تعط���ي أهمية لموضوع بالغ األهمية سيقدم. جمع���وا كله���م ،وجلس���وا ،اتجهت أنظاره���م إلى الرس���ول ((صلوات اهلل قائم���ا مقام المنبر ،وجمع علي���ه وعلى آل���ه)) وقد أعد له مكان مرتفع ليكون ً من أقت���اب اإلبل ،ولكثرة الناس وكثرة الحج���اج أصبح ذلك المكان الذي رصت فيه أقتاب اإلبل أصبح مكا ًنا مرتف ًعا ،صعد عليه ومعه شخص ،ذلك َّ وعلي ش���خصية معروفة لدى المجتمع علي بن أبي طالبّ ، الش���خص هو ّ شخصا غري ًبا عليهم ،الرسول ((صلوات اهلل عليه وعلى ليس اإلسالمي آنذاك، ً ووجه خطابه الهام ج ًدّا ،ف���ي ذلك الجو الذي كله يقدِّم صورة آل���ه)) صعد َّ ع���ن أهمي���ة الموضوع إل���ى أقصى حد ،اتجه���ت أنظار عش���رات اآلالف من
2
المس���لمين إلى رس���ول اهلل ((صلوات اهلل عليه وعلى آله)) بانتظار ما سيقدمه وما سيعلنه ،فهناك بالغ تاريخي هام وفي مرحلة مهمة. وعظيما خطب رس���ول اهلل ((صلوات اهلل عليه وعل ��ى آله)) خطابًا تاريخ ًيا ً ومهما ،وهيأ في مقدمة حديثه الذهنية العامة لذلك الموضوع الرئيس���ي، ً الناس ،إ َّن َ َ َّ اهلل َمولاَ ي، َا ه ي أ َا ي ( لهم: قال ثم الموضوع صلب إلى وصل حت���ى ُّ ِ ���همَ ،ف َم���ن ُ كنت َمولاَ هَ ،فه َ ؤم ِن َ َذا َع ِل ٌّي َوأَ َنا َمو َلى ُ الم ِ ين ،أَو َلى ِب ِهم ِمن أَن ُف ِس ِ علي (عليه الس�ل�ام) إلى َمولاَ ه) ،وكان قد مس���ك بيد علي ،ثم رفع يده ويد ٍّ األعل���ى ،يقول ال���رواة[ :حتى ُرؤي بياض إبطيهما] ،الرتف���اع يديهماَ ( ،فه َ َذا َانصر َمن َن َص َره ،وَاخ ُذل ُم وَال َمن َوالاَ هُ ،و َ َعا ِد َم���ن َعادَاهُ ،و ُ ���ي َمولاَ هُ ،الله َّ َعِل ٌّ َمن َخ َذ َله). هن���اك نص قرآن���ي آخر ،من المأثور عن رس���ول اهلل ((صلوات اهلل عليه وعل���ى آل���ه)) أنه ً أيضا نزل ف���ي نفس اليوم ،وله عالقة مباش���رة وصلة تامة بذل���ك البالغ ،هو ق���ول اهلل (س ��بحانه وتعال ��ى)ْ } :ال َي ْ ���و َم أَ ْك َم ْل ُت َل ُك ْ ���م ِدي َن ُك ْم يت َل ُك ُم اإل ْس َ ���ت َع َل ْي ُك ْ ���م ِن ْع َم ِت���ي َو َر ِض ُ َوأَ ْت َم ْم ُ �ل�ا َم ِدين���اً{ [المائدة :من اآلية ِ ]3ه���ذا الن���ص القرآني يدل بكل وضوح على أن اهلل (س ��بحانه وتعالى) أكمل الدي���ن في ذلك اليوم ،وبماذا؟ بمجرد يوم هكذا دخل ،كان اإلس�ل�ام عبارة عن مرحل���ة زمنية معينة يحتاج إلى يوم إضاف���ي واكتمل؟ .ال ،اكتمال ه���ذا الدين بش���مولية ما تناوله من ش���ؤون حياتنا كبش���ر ،حياة اإلنس���ان كإنس���ان ،حي���اة المجتمع كمجتمع ،كم���ال هذا الدي���ن أن يكتمل فيما يش���مله ويتناول���ه من كل م���ا له صلة بحياة هذا اإلنس���ان ،مم���ا تتعلق به مسؤوليات هذا اإلنسان ،مما يترتب عليه فالح هذا اإلنسان أو خسرانه ،هذا هو كمال الدين ،كمال يتصل بواقع حياته ،بش���ؤون حياته ،بمس���ؤولياته، بمستقبله.
الرس���ول ((صلوات اهلل عليه وعل ��ى آله)) كان يتحدث كثي��� ًرا عن اإلمام ���ي (علي ��ه الس�ل�ام) حتى عن كمال���ه ومؤهالت���ه اإليمانية ،الت���ي جعلته َع ِل ّ جدي ًرا بهذا الدور ،وضمن االختيار واإلعداد اإللهي ،حديث واس���ع وكثير، ُح ُّب َ ُحُّب ُه اللهُ َو َر ُس���و ُله) ،يتحدث عنه اهلل َو َر ُس���و َلهَ ،وي ِ ونصوص كثيرة( ،ي ِ ِّ ���ي ُ ���ن بَع��� ِدي) ،وكل هذه النص���وص توارثتها فيق���ول( :وَه��� َو َو ِل ُّ كل ُم ِ ؤم ٍ األم���ة في اتجاهاتها الثقافية واختالفاتها الفكرية ،في مصادرها المعتبرة والمهم���ة ،الت���ي ترجع إليه���ا ،وتعترف به���ا ،وتعتمد عليه���ا ،لتبقى حجة، لماذا؟ عندما تنفصل األمة عن مصادر الهداية ،فتحت المجال لكل أولئك م���ن :الطواغي���ت ،والجائري���ن ،والمتس���لقين ،والظالمين ،والمس���تكبرين، والمضلين ،ليقدِّم ٌ كل منهم نفسه في موقع القيادة ،وليقدِّم اآلخر نفسه في موقع الهداية ،فذاك ينطق عن اهلل زو ًرا ويفتري عليه كذبًا ،أو يخلط الحق بالباطل ،على مثل ما كان عليه بنو إسرائيل لين ِّفق باطله بما يرفقه قليل من الحق ،واآلخر ل ُيخضع الناس له ،والكل الستغالل الناس. معه من ٍ والذي حصل في واق���ع األمة ،عندما الكثير من الناس لم َي ُرق لهم هذا المب���دأ بكل م���ا له من جاذبي���ه ،وبكل ما في���ه من وضوح ،وب���كل ما يحققه من ضبط لمس���ار األمة ومس���يرتها في دينها ،وحفاظ عليه���ا وعلى دينها، وحف���اظ على االمت���داد لهذا الح���ق ،ليبقى ف���ي أجيال األم���ة يصلها جيلاً ونقي وس���ليم ،فتح���ت المجال ،فإذا بها مضمون بش���كل بعد جيل ٍ ٍ ٍ وموثوق ٍ كثير كثير من هن���اك ما كل من دخل، من هناك ما كثرة م���ن تصي���ح ٍ ٍ ْ كثي���ر من َ الدخل الثقافي والفكري ،وليق���ول الجميع[ :صحيح ،أصبح لنا كثير مم���ا فيه من العقائد موروث إس�ل�امي نختلف علي���ه] ،نختلف على ٍ أيُّها صحيح ،والش���رائع أيُّها صحيح ،واألحكام أيُّها صحيح ،هذا يقول[ :هذا ح�ل�ال] ،اآلخر يقول[ :ذاك حالل ،ذاك حرام] ،ذاك قال|[ :ال| هو حالل ،ذاك واج���ب] ،اآلخر قال[ :ال ،ه���و ال يجوز] ...وهكذا اختالف كبي���ر ج ًدّا ،لم تعد مس���يرة األمة عندم���ا تنفصل عن ه���ذا المبدأ المهم ،الضابط لمس���يرتها، والحافظ الس���تقامة هذه المس���يرة ،في َع ِل ٍّي بكل ما ِّ يمثل���ه َعِل ّي ،وبكل ما س���بق أن تحدث عنه الرس���ول به ،وهي عبارات مهمة وذات مضمون واضح، لم تكن مجرد عبارات تش���جيعية ،أن رسول اهلل يريد أن يشجع اإلمام َعِل ّيا وسىِ ،إلاَّ نز َل ِة َها ُر َ يقول[ :إنه -ما شاء اهلل -رجال جيد (أَ َ نت ِم ِّني ب َ ون ِمن ُم َ َم ِ َالح ُق َمع َع ِل ّي)، أََّن ُه لاَ َن ِب َّي بَع ِدي)] ليش���جعه ،أو ليقولَ : الحق ،و َ [(ع ِل ٌّي َم���ع َ ما ش���اء اهلل ما أعظم���ه!]؛ حتى يرتاح نفس��� ًيا| .ال| ه���ي ذات مضمون هادف، يحدد طبيعة الدور لإلمام َعِل ّي (عليه الس�ل�ام) بأنه س���يمثل بعد رس���ول اهلل ((صل ��وات اهلل علي ��ه وعلى آل ��ه)) حلقة الوص���ل واالمتداد األصي���ل في موقع القيادة والهداية ،ليس من موقع النبوة ،ولكن من موقع الوالية. ث���م نأت���ي ً ن���ص آخر مهم ج��� ًدّا ،وأتى في خط���اب الغدير ،وهو أيضا إلى ٍ حدي���ث الثقلين(ِ :إ ِّني َت ِار ٌك َفي ُكم َّ الث َق َلينَ ،ما ِإن َت َم َّس���ك ُتم ِب ِه َلن َت ِضُّلوا ِمن
3
4
من النصوص النبوية في اإلمام علي ومدلولها المهم نصوصا ولذل���ك نج���د -مثلاً -فيم���ا يتعلق باإلمام عل���ي (عليه الس�ل�ام) ً تتويجا لها ،نص يتحدث أخرى كثيرة ما قبل هذا البالغ ،يعتبر هذا البالغ ً نز َل ِة َها ُر َ عن َع ِل ٍّي (عليه الس�ل�ام) يقول( :أَ َ وس���ىِ ،إلاَّ أََّن ُه نت ِم ِّني ب َ ون ِمن ُم َ َم ِ لاَ َن ِب َّي بَع ِدي) ،ال نبي ،أنت س���تؤدي ه���ذا الدور ليس من موقع النبوة ،ولكن (ع ِل ٌّي ���ي َمع ال ُقرآن ،وَال ُقرآن َمع َع ِل ّي) ،يقولَ : من موقع الوالية ،يقولَ : (ع ِل ٌّ َالح ُق َمع َع ِل ّي) ،فأن���ت عندما تأتي لتبتعد ع���ن َع ِل ّي ،ال تبتعد الح���ق ،و َ َم���ع َ عن���ه إال وأن���ت تبتعد عن القرآن ،والمس���افة التي فصلت بين���ك وبين َع ِل ّي، نهجاِّ ، ���ي ال���ذي ِّ يمثل ه���ذا الدين في روحيت���ه ،وأخالقه ،وأعماله، يمثل ً َعِل ّ وس���لوكياته ،ومواقفه ،وحركته بهذا الدين في هذه الحياة ،ودعوته بهذا الدين للبشرية ،للناس فيما يقدِّمه إليهم ،المسافة التي تفصلك عن َع ِل ّي هي مسافة كانت فاصلة بينك وبين القرآن ،وبينك وبين الحق.